المحتوى الرئيسى

ياسر أبو الحسب يكتب: EX Machina والوعي والذكاء | ساسة بوست

07/04 13:43

منذ 1 دقيقه، 4 يوليو,2015

ربما كانت بدايه الذكاء الإصطناعي او التفكير في احتماليه وجود اله مُفكره او “ذكيه” Intelligent Machine، ربما كانت فلسفيه –مثلها مثل علوم كثيره – كنوع من انواع الافكار التي نستطيع بها ان نحدد ما معني ان تكون انسانا، او ما هي الصفات المميزه للانسانيه. ومن الفلاسفه الذين استخدموا المصطلح مجازًا الفيلسوف الفرنسي الكبير، “ابو الفلسفة الحديثة” كما يُطلق عليه، “رنييه ديكارت” René Descartes (1596- 1650).

تطوّر المفهوم بعد ذلك من قبل بعض الفلاسفه الاُخر ومنهم الالماني “جوتفريد لايبنتس” Gottfried Wilhelm Leibniz (1646-1716)، والذي راي امكانيه حقيقيه لصناعه اله منطقيه ميكانيكيه تستخدم القواعد المنطقيه لحل المسائل.

بعدما اختير لان يُجري اختبار تورينج مع ذكاء إصطناعي، ساله صانع الذكاء الاصطناعي عن رايه في محاوراته مع الذكاء الاصطناعي، فرد:

– انّها حلقه مغلقه، كانك تجرب شطرنج الحاسوب بلعب الشطرنج فقط. اعني بوسعك ان تلعب معه لكي تعرف ما اذا كان يقوم بحركات جيّده، لكن هذا لن يخبرك اذا كان يعرف بانه يلعب شطرنج. ولن يخبرك اذا كان يعرف ما هو الشطرنج”>

– واظن ان تكون قادرًا علي التفريق بينهما هو اختبار (تورينج) الذي تريدني ان اؤديه.

“الحوار بتصرُّف من فيلم  EX Machina 2015”

واختبار “تورينج” هو اختبار يُحدد ما اذا كانت الاله تملك ذكاءً ظاهريا مماثلا لذكاء الانسان. وسمي كذلك نسبه لواضعه “الان تورينج” في عام 1950. وفيه – باختصار – يجيب حاسوب (مخفي عن الانظار) علي شخص يساله، فاذا استطاع الشخص ان يحدد ان هذه الاجابات من حاسوب وليست من انسان، يكون الحاسوب فشل، واذا لم يستطع الشخص ان يحدد هل تلك الاجابات من حاسوب ام انسان، يكون الحاسوب نجح حينها في الاختبار.

في كتاب “فيزياء العقل البشري”، كتب ستيفن هوكنج انّه من المستحيل ان تعرف اذا كان “الشيء” الذي امامك فعلا واعيا ام انه يتصنّع الوعي. فلو طرق بابك في صباح الغد كائن اخضر، وفتحت له الباب وحادثته، لن تستطيع ان تجزم: هل هو واعي بوجوده ام لا؟ هل هو يعي انه يعي؟ ام لا؟

الحقيقه انّ الوعي – بجانب مشكلات اخري – يعد من اكبر المشاكل التي تواجه ابحاث الذكاء الاصطناعي، ذلك اننا لم نفهم الوعي البشري بشكل نستطيع به صنع واحد.

يجادل البعض بانّ الذكاء (وبالتبعيه الوعي كما سنذكر) البشري لن تصل اليه اله في يوم ما، ومن كبار هؤلاء العلماء عالم الرياضيات الانجليزي الشهير روجر بنروز (ولد عام 1931)

في عام 1931 برهن العالم “كورت جود” (Kurt Gödel) علي ان هناك بعض القضايا الرياضيه لا يمكن ان نبرهن علي صحتها باستخدام خوارزميه او طريقه للحل. بمعني ان تلك المسائل ستحل بعدد لا نهائي من الخطوات.

(الخوارزميه Algorithm: هي مجموعه اجراءات حسابيه او منطقيه متتاليه تصل بنا لحل مساله ما ، وسميت بهذا الاسم نسبه الي العالم المسلم محمد بن موسي الخوارزمي).

ماذا يعني هذا؟ هذا يعني – من وجهه نظر بنروز – انه من المستحيل وضع خوارزميه معينه تمثل المخ البشري، لان كل ما يمكن الاله فعله هو تتبع خوارزميه معينه. والخوارزميه لا يمكن ان تصل دائما لحل لبعض المشكلات التي يحلها البشر عن طريق الحدس، اذا المخ غير خوارزمي فلا يمكن تمثيله بخوارزميه. فالفهم الرياضي عنده “لا يعد شيئا حسابيا، وانما يعتمد علي مقدرتنا علي الوعي بالاشياء”. وبالتبعيه لن تصل اله في يوم ما الي الذكاء البشري.

ويحاول تفسير ان البشر يستطيع حل مشكلات لا حل خوارزمي لها، بان العقل البشري يقوم بالحوسبه الكموميه.كل تاكيد كان هناك رد علي ذلك بان الخلايا العصبيه اكبر من ان تظهر عليها التاثيرات الكموميه. لذلك قال بنروز انّ الخلايا العصبيه تحتوي علي تكوينات صغيره تسمي microtubules قد تستطيع اجراء الحوسبه الكموميه.

وعند بنروز، “الذكاء” لابد ان يكون مقترنا بوعي حتي يُسمّي “ذكاءً”. كانت هناك ردود علي بنروز منها ما قدم راي كيرزويل في “عصر الالات الروحيه” ، بانّ التاثيرات الكموميه يمكن اجراءها في الالات ايضا، ولا تقتصر علي المخ البشري. (الردود بالتفصيل صفحتي 159 و 160)

غالبا الجدل حول الوعي لن ينتهي قريبا.. ما اصل وجوده؟ وهل الوعي اساسا خاصيه للماده نفسها؟ ام غير ذلك؟ هل هو مرتبط بالذكاء البشري، وكيف يمكن توظيفه – ان امكن – في روبوتات المستقبل؟ ام ان الوعي خاصيه فهمها يتجاوز الفيزياء والكيمياء، كمصطلح اخر وهو “الادراك”.. فكلاهما – الوعي والادراك – لا نستطيع – كما يجادل اخرون – بالتفسير المادي لهما ان نعطي تفسيرا مقنعا لاشياء مثل “الاحاسيس و المشاعر” و”القدره علي التخيل”؟

أهم أخبار تكنولوجيا

Comments

عاجل