(17) يوم انتصارات المسلمين

كما كان في هذا الشهرِ المباركِ غزوهُ بدْرٍ الَّتِي انتصر فيها الاِسْلامُ وعلا منارُه، كان فيه ايضاً فتْحِ مكهِ البلدِ الامينِ في السَّنَهِ الثامِنَهِ من الْهِجرَهِ فانقَذَه الله بهذا الفتحِ العظيمِ مِنَ الشركِ الاثِيم، وصار بلداً اسلامياً حَلَّ فيه التوحيدُ عن الشِّرْكِ، والاِيْمَانُ عن الكُفْرِ، والاِسلامُ عن الاسْتِكْبَار، اعلِنَتْ فيه عبادهُ الواحدِ الْقَهَّار، وكُسِرَتْ فيه اوْثانُ الشركِ فمَالها بعْدَ ذَلِكَ انْجِبَار.

وسَبَبُ هذا الفتحِ العظيمِ انَّه لما تَمَّ الصلْحُ بَيْنَ النبيِّ صلي الله عليه وسلّم وبَيْنَ قريشٍ في الحُديْبيّهِ في السَّنَهِ السَّادسهِ كان مَنْ احَبَّ انْ يدْخُلَ في عهْدِ النبي صلي الله عليه وسلّم فَعلَ، ومَن احبَّ انْ يدخُلَ في عهدِ قريشٍ فَعَلَ، فَدَخَلَتْ خُزَاعَهُ في عهْدِ النبي صلي الله عليه وسلّم ودخلت بنو بكر في عهد قريش، وكان بَيْنَ القبيلتَين دماءٌ في الجاهليَّه فانْتَهَزَتْ بنو بكرٍ هذه الهُدنَهَ فاغَارتْ علي خزاعهَ وهم امِنُون، واعَانَتْ قريشٌ حُلَفَاءها بَنِي بكرٍ بالرجالِ والسِّلاحِ سِرّاً علي خزاعهَ حلفاءِ النبيِّ صلي الله عليه وسلّم، فقدِم جماعهٌ منهم الي النبيِّ صلي الله عليه وسلّم فاخبروهُ بما صنعت بنو بكر واعانه قريش لها.

اما قريش فسُقِط في ايدِيْهم ورَاوْا انّهُمْ بِفِعْلِهم هذا نَقَضَوا عَهْدهم، فارسَلُوا زعيمهم ابَا سُفْيَانَ الي رسول الله صلي الله عليه وسلّم لِيَشُدَّ الْعَقْدَ وَيَزِيْدَ في المُدَّه، فَكَلَّمَ النبيَّ صلي الله عليه وسلّم في ذلك، فلم يَرُدَّ عليه ثم كلَّمَ ابَا بَكْرٍ وعُمَرَ لِيَشْفَعَا له الي رسول الله صلي الله عليه وسلّم فلم يُفْلِحْ، ثم كَلَّمَ عَلِيَّ بنَ ابي طالبٍ فلم يُفلحْ ايْضاً، فقال له: ما تَرَي يَا ابا الحَسَنِ، قال: ما ارَي شَيْئاً يُغْنِي عنك ولَكنَّك سَيِّدَ بنِي كِنَانَهَ فَقُمْ فاجِرْ بَيْنَ الناس، قال: اتَرَي ذلك مُغْنِياً عني شيئاً، قال: لا والله ولَكِنْ ما اجِدُ لك غَيَره، فَفَعَل ابو سفيانَ، ثم رَجَعَ الي مكه فقالتْ له قريشُ: ما وَرَاءَكَ؟ قال: اتَيْتُ محمداً فكَلَّمْتُه فوَالله ما رَدَّ عَليَّ شَيْئاً، ثم اتَيْتُ ابن ابي قُحافهَ وابنَ الخطاب فلم اجدُ خيراً، ثم اتيتُ علِيَّاً فاشارَ عَليَّ بشيء صنَعْتُه اجَرْتُ بَينَ النَّاسِ، قالوا: فهل اجاز ذلك مُحمدٌ؟ قال: لا. قالوا: وَيْحَكَ، ما زادَ الرَّجُلُ (يعْنُون عليّاً) انْ لَعِبَ بك.

وامّا النبيُّ صلي الله عليه وسلّم فقد امر اصحابَه بالتَّجَهُّزِ لِلْقتالِ، واخْبرهم بما يُريد واستَنْفَرَ مَنْ حولَه من القبائلِ وقال: اللَّهُمَّ خُذِ الاخبارِ والْعُيونَ عَنْ قريشٍ حتي نَبْغَتَها في بلادِها، ثم خرَجَ من المدينهِ بنحو عَشَرهِ الاف مُقَاتِلٍ، وَوَلَّي علي المدينهِ عَبْدَالله بنَ امِّ مَكْتُومٍ ولما كانَ في اثْنَاءِ الطريق لَقِيَهُ في الْجُحْفَهِ عَمُّهُ العَبَّاسُ باهْلِهِ وعيالِه مهاجراً مُسْلماً، وفي مَكَانٍ يُسَمَّي الابْواءَ لقيه ابن عَمّه ابو سفيانَ بنُ الحارثِ ابنُ عَبْدِالمُطَّلِبِ وابنُ عَمَّتِهِ عبدُالله بنُ ابي امَيَّهَ، وكانا من اشَدِّ اعْدائِه فاسْلَمَا فَقَبِل منهما، وقال في ابي سفيانَ: ارجو انْ يكونَ خَلَفاً مِنْ حَمْزَهَ.

بسمه علي ـ شيماء فؤاد 

انديانا خالد ـ محمود ايوب ـ اماني محمد ـ امل الصيفي ـ احمد العزب 

* من بروتوكولات الصيام .. توقير الناس واحترامهم (17-30)

* حٌكم الاحتلام اثناء النوم بنهار رمضان

* من قصص الانبياء والمرسلين .. يونس في بطن الحوت (17-30)

* من احكام الصيام .. الجماع في نهار رمضان

* من تراث الافتاء المصري 1981 .. حكم سلس البول

* سنن منسيه في رمضان .. المسواك سنه رمضانيه مهجوره

* حدث في مثل هذا اليوم 17 رمضان .. غزوة بدر الكبرى

* من قصص القران الكريم .. قصه طالوت والملك (17-30)

* * بالصور .. تعرف علي طقوس رمضان في قري الصعيد