قدسية القرآن

اقرا ايضا: (الصيام وتزكيه المسلم وترويضه علي قابليه الاصغاء للاوامر الالهيه) الصيام في فكر الشيخ محمد رشيد رضا (3/3) العلامه بديع الزمان سعيد النورسى في ذكراه الخامسه والخمسين (1/2) ليله القدر.. ليله الفضل الوافر الاثار الاخلاقيه للصيام

انزل الله عز وجل القران الكريم لينظم للناس شئونهم في الدنيا ويرسم لهم الطريق القويم نحو الله عز وجل، بيد ان الكثير من المسلمين قد هجروه، ولم يسعوا لتدبر اياته، وصار بينهم غريبا حتي اضحوا يتعاملون معه بغير فهم ولا وعي، وكان المفروض ان نستفيد من الثوره التكنولوجيه في وسائل الاعلام بمساحات زمنيه كبيره لنرسخ فينا كلام الله القران الكريم حفظا وتلاوه ومعرفه معاني واسباب نزول..الخ... اما حينما يحدث العكس ونجد في زماننا هذا مَنْ يستخفون باسماء الله الحسني وكلماته واياته..!! فان ذلك يدعونا الي الدهشه والاستغراب، فتري بعضَهم يكتبُ علي محله مثلاً: (الرحمن للتنجيد) حاشا لله انْ يُنسب له مثل هذا، تعالي الله عن ذلك علوًا كبيرًا.

وتري البعضَ الاخرَ يكتب علي سيارته قوله تعالي: (وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ) [الحجر:16] وكانَّ الله تعالي لم يُنَزِّل هذه الايه الا لتكتب علي سيارته، ولم يعرف معني الايه، ومَنْ المقصود بها، وما المقصود منها.. انها نزلت في شان السماء التي ابدعها الله وجمَّلها وزيَّنها للناظرين وحفظها من كل شيطان رجيم.  وتري بعض اصحاب محال بيع الطيور يكتبون علي محلاتهم قوله تعالي: (وَلَحْمِ طَيْرٍ مِّمَّا يَشْتَهُونَ) [الواقعه:21]. واساله: ايها البائع: هل استطعت ان تذهب الي الجنه، وتاتي منها بالطير الذي تبيعه في محلك؟! وبالتالي قد وصلت اليها وعرفت مكانك فيها..؟!  كلا والف كلا.. فالجنه من الامور الغَيْبِيَّهِ التي اخبر عنها الصادق المصدوق محمدٌ (صلي الله عليه وسلم) بقوله: (فِيهَا مَا لاَ عَيْنٌ رَاَتْ وَلاَ اُذُنٌ سَمِعَتْ وَلاَ خَطَرَ عَلَي قَلْبِ بَشَرٍ) [اخرجه مسلم]..  وبعضهم يكتب علي جزارته قوله تعالي: (اِنَّ اللّهَ يَاْمُرُكُمْ اَنْ تَذْبَحُواْ بَقَرَهً) [البقره:67 ] ولم يعلم ان هذه الايه نزلت في شان اليهود.

وتري احدَ الخياطين يكتب علي محله قوله تعالي: (نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ اَحْسَنَ الْقَصَصِ) [يوسف:3]. ورايتُ محل ساعاتي _في منطقه المعصره قرب مدينه حلوان المصريه_ كتب علي محله قوله تعالي: (وَاَنَّ السَّاعَهَ اتِيَهٌ لَّا رَيْبَ فِيهَا) [الحج:7].

والادهي من ذلك اننا نجدهم يفعلون ذلك، وهم يحسبون انهم يُحْسِنُون صنعًا ويرضون ربهم بهذا الصنيع..!! قال تعالي: (قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْاَخْسَرِينَ اَعْمَالًا الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاهِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ اَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا) [الكهف:103_ 104].

ما هذه المهاترات وما هذا السخف وما هذا التطاول وما هذا الاستخفاف الا...!!

انَّ هذا التوجيه لهذه الايات، يَنُمّ عن جهلٍ كبيرٍ بمعاني الايات واسباب النـزول...الخ. وان كُنَّا قد نعفيهم من سوء القصد، الا ان واجب العلماء والدعاه حينذاك يتحتم. 

اننا نحتاجُ الي وقفهٍ مخلصهٍ مع النفس؛ لتصحيح المفاهيم والفكر المغلوط، ومعالجه الافلاس الفكري والديني الذي انتشر بين الكثير من الناس انتشار النار في الهشيم.

مع الاخذ في الاعتبار انني لا اطالب بمنع كتابه الآيات القرانيه علي المحال، بل بالعكس، فانني اطالب بها وانادي بها باعلي صوتي، بشرط ان تكون مطابقه للمقصود وموجهه توجيهًا صحيحًا.