المحتوى الرئيسى

أحمد الصادق: متفائل بمستقبل السرد في السودان

07/03 13:40

حاوره/ محمد نجيب محمد علي-الخرطوم

يرصد الناقد والمترجم السوداني احمد الصادق احمد في كتاباته احوال الكتابه وسؤال الهويه والحداثه وما بعد الحداثه، داخل اطار معرفي ومفاهيمي ظل ديدنه في الساحه منذ ما يقارب العقدين من الزمان.

التقته الجزيرة نت واجرت معه حوارا تناول العديد من القضايا المتعلقه بالثقافة السودانيه والعربيه.

 هذا زمان السرد كما يقول النقاد.. كيف تقرا السرد العربي والسوداني في ازمنه ما بعد الحداثه والعولمه؟

- الكتابه السرديه باب عريض، والروايه العربيه متقدمه ويكتبها نجوم كبار في سماء السرد. اري روايات كثيره وكتابات نقديه تحاول ان توازي المنجز، اما الروايه السودانيه فهي تمشي بخطي وئيده نحو اكتشاف درجه الجمال في مجتمعنا ومسكوته ومنطوقه، هي فكره تسعي نحو التاريخ. هنالك لحظات تاريخيه تاتي مشوهه ونصوص تتسم بقبح كبير، ولكن هذا ليس هو المعيار، المعيار هو اننا في منعطف تاريخي نبحث عن ذواتنا سرديا، والانسان بطبعه كائن سردي كما جاء في الالياذه والاوديسا.

 وكيف تقرا المشهد النقدي والمناهج النقديه الحديثه وتطبيقاتها في السودان؟

- ما زلنا في تواصلنا مع الاخر الغربي نتقاطع معه ونتاثر به، ولو نظرت الي المشهد النقدي السوداني لوجدته في كل فتره ياتي بادواته لكشف النصوص الابداعيه، ولنا اسهاماتنا وبعض التجليات. لو سالتني عما يعنيه الهامش للمركز لقلت لك ان استيعابنا متطور ولا تنقصه الادوات، ولنا فرائد في قراءه النصوص، لذلك فان النص السوداني النقدي له قوله وله منطقه في القراءه، ولكنه لا يتماهي مع الترجمات التي تاتينا، وكلٌّ منا يري من زاويه ومن ايدولوجيا، وهو ما يُخل بالقراءه الكليه.

 هناك من يتهم الابداع السوداني بالعيش في حاله انكفاء وتراجع؟

- لا اتفق مع ذلك مطلقا، والممارسه الابداعيه لا تنفك عن السياسي والايدولوجي، وعلم اللغه الحديث يقول ان الخطاب يتشكل ايدولوجيا وسياسيا في اكثر من ثلثيه، وكلما تدخلت السياسه والايدولوجيا ضاقت المساحه والحريه وسقفها كفضاء للابداع. والاسماء المكرسه التي تجعل مثل هذا السؤال قائما تعتمد علي ان الادوات النقديه كانت الاكثر افصاحا عن نصوص هؤلاء المبدعين، واي جغرافيا تتعرض لاشكاليات بنيويه تنعكس علي مجمل المؤسسات التي تقف علي حدود العلوم الاجتماعيه والانسانيه، والسياق الاجتماعي يخلق تاريخه وسرده ونظرته.. انا متفائل.

 وهل يمكننا قراءه الهويه السودانيه عبر الروايه السودانيه؟

- بالتاكيد، ففي السنوات الاخيره كان سؤال الهويه في السودان مماثلا لسؤال الهويه في العالم العربى وفي اوروبا، واغلب الكتاب ارّقهم هذا السؤال، وان كان النص الجيد في قراءه المجتمع وفسيفسائه ينتج لنا دوما ادبا يفتح السؤال علي مغاليقه، ويكسر هذا السؤال بالسرد الذي يفضي الي هويه غير متجزئه، وتحتاج الي ان تحترم الهويات الصغيره وتجعلها جزءا اساسيا في سؤال الجغرافيا والتاريخ.

لقد استطاع كتاب سودانيون امثال عبد العزيز بركه ساكن ومنصور الصويم وليلي ابو العلا وجمال محجوب تحقيق هويه للسرد السوداني.

 باعتبارك مترجما ايضا، كيف تري ثنائيه اللغه عند بعض الكتاب السودانيين؟ الا تؤثر هذه الثنائيه في مساله الكتابه والتلقي؟

- التاثير وارد، وان كان الامر الجوهري في هذا السياق هو ان نصا ابداعيا يلفت النظر عن اللسان الذي كُتب به وعن اللغه التي توسل بها الكاتب. وليلي ابو العلا مثلا في نصها الاخير "حاره المَغْني" كتبت نصا سودانيا مئه بالمئه باللغه الانجليزيه، وانتجت سردا له هويه سودانيه. واذا اتفقنا او لم نتفق حول حواف النص او البناء، فان هذا النص يحمل بين دفتيه هويه سودانيه لسرد سوداني بطعم سوداني. والتاريخ يحفل بشعراء وروائيين وكتاب سيرة عاشوا ثنائيه اللغه وابدعوا.

 وماذا عن الترجمه في الابداع السوداني والعربي؟ وهل نجحنا في الوصول عبرها الي الاخر؟

- اللغه العربية تعتبر اللغه الام في السودان، ونحن جزء من العالم العربي الناطق بها، وقد اوصلتها الترجمه تاريخيا الي التواصل، اذ ان الحضارات النيليه قبل الاف السنين كانت تعتمد اكثر من لغه. هذه الممالك تحتاج الي بحث تاريخي للدلاله علي انفتاح الحضارات النيليه علي العالم وتاثيرها وتاثرها بالعالم القديم. وجوهر الترجمه واهميتها في الفعل الابداعي انها تحقق هويه متخيله ومعرفه بالاخر، وتستوعب التناقض من اجل بناء جديد قائم علي المعرفه.

 هناك من يري ان الطيب صالح اصبح سقفا للروايه السودانيه، وكل كتابات الشباب الجديده تدور في فلكه؟

- ما العيب في ان يخرج كل الكتّاب من عباءه الطيب صالح؟ مهما كان المبدع فانه لن يخرج من ارض له وسماء، هذه ذاكرتنا وهذه اعلي درجاتها. لست انا من يقول ان الطيب صالح سقف للروايه، وفي اعتقادي ان ابسط كاتب يستطيع النفاذ من وراء هذا السقف، واعظم المبدعين في التاريخ الانساني اعترفوا بانهم تاثروا بكتاب كانوا امامهم، فالكاتب العالمي صموئيل بيكت مثلا يقول: بدون ان اقرا صفحات لدستويفسكي لا استطيع ان اكتب شعرا ولا مسرحيه ولا روايه، وهذا يكشف ان التناص لا مناص منه سلبيا او ايجابيا.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل