المحتوى الرئيسى

كومنتاري: مصر في حالة حرب

07/03 00:58

"مصر في حاله حرب" هكذا عنونت مجله كومنتاري الامريكيه تقريرها الاخير عن ما شهدته مصر في الاسبوع الاخير من "موجه ارهابيه" علي حد وصفها مع اغتيال النائب العام هشام بركات الاثنين الماضي والهجمات التي ضربت سيناء الاربعاء الماضي.

علي مدار الايام القليله الماضيه، واجهت مصر موجه ارهابيه، فاولا كان هناك اغتيال النائب العام هشام بركات، الذي كان هدفا لجماعة الإخوان المسلمين وكراهيه الاسلاميين الاخرين وذلك لدوره في ملاحقه الاف الاسلاميين منذ ان اطاح الجنرال عبدالفتاح السيسي بالرئيس المنتمي للاسلاميين محمد مرسى في عام 2013.

وبالامس، كانت هناك موجه من الهجمات قُتِل علي اثرها ما لايقل عن 50 جنديا مصريا في شبه جزيره سيناء، وما ينذر بسوء هو ان مصادر امنيه مصريه توجه اصابع الاتهام الي تركيا وقطر وايران، ووفقا لكيرك سويل الخبير في الشئون العراقيه فان المصريين يتهمون تركيا بالوقوف عمليا وراء الهجمات.

نقاد السيسي الغربيين يركزون انتقاداتهم له تحديدا فيما يتعلق ب "انقلاب عام 2013"، ومرسي، كان اول رئيس منتخب ديمقراطيا في مصر، وعلي الرغم من اعتراف العديد من المراقبين بالقلق العميق ازاء موقف مرسي تجاه الديمقراطيه كوسيله نحو نهايه غير ديمقراطيه، هناك حجه اخري تقول ان اجبار مرسي علي الخروج من السلطه ربما اثارت الاخوان المسلمين او الاسلاميين الاخرين لانتهاج العنف في حين ان النهج الافضل كان هو السماح باجراء انتخابات لاحقه لنزع الشرعيه عن مرسي.

اما الراي المعاكس لذلك، بطبيعه الحال فهو ان مرسي ربما لم يكن ليسمح باجراء انتخابات حره ونزيهه مستقبلا، وفاز السيسي بالانتخابات لاحقا بنسبه 96% من اصوات الناخبين، وهو الهامش المخصص عاده للانظمه العربيه المستبده.

وفي حين حظي السيسي بوقوف الشعب وراءه قبل وفي اعقاب الانقلاب، فان ذلك الهامش المبالغ فيه يعكس عدم قدره اي معارض علي شن حمله جديه والحصول علي اهتمام مساو في وسائل الاعلام التي تديرها الدوله، خلال الاشهر التاليه، استخدم السيسي وفريقه قوات الامن والقضاء ضد من يسعون لاقرار نظام اسلامي.

عدم الارتياح حيال وضع حقوق الانسان في مصر قد يكون حقيقيا، لكن ذلك لا يعني انه يمكن للولايات المتحده ان تتفاءل بالحرب التي تواجهها مصر الان.

اولا وقبل كل شيء، حتي بالنسبه لاولئك الذين يسعون لرؤيه امكانات الديمقراطيه في جماعه الاخوان المسلمين، فسيناء تمثل موقفا مختلفا، وحتي في ذروه دوله مبارك الامنيه،كان هناك سخط كبير في محافظه مطروح الغربيه وفي سيناء وصعيد مصر، فالمشرفون كان ينبغي عليهم اسكات المندوبين الاقليميين من اجل حزب مبارك نفسه، عندما كانوا يتقدمون بشكاوي ازاء عدم وجود البنيه التحتيه والاسكان وفرص العمل.

سيناء، علي الرغم من ذلك، كانت دائما تمثل حاله خاصه، وكانت هناك ايضا فجوه ثقافيه حاده بين المصريين وسيناء، فالمصريين لم يعتبروا انفسهم حرب حتي عشرينات وثلاثينيات القرن الماضي، بينما يعتبر البدو انفسهم عرب بدائيين، والمصريون لطالما نظروا الي البدو بالمزيد من الشك نظرا للصراع العربي الاسرائيلي.

السبب الاول وراء ذلك هو ان بعض البدو عاشوا تحت السيطره الاسرائيليه في الفتره ما بين 1967 و 1982، عندما اكملت اسرائيل انسحابها من سيناء، اما السبب الثاني فان العديد منهم لديهم قرابات بعيده من مواطنين اسرائيليين، علي الرغم من انه لا يوجد بدوي مصري يخون امن بلاده من اجل اسرائيل.

نظام مبارك ابقي طيله العقود الماضيه علي تطرف البدو في وضع حرج، لكن مرسي فتح لهم الباب علي مصراعيه واوقف النظام الامني الخطير وشجع حركه حماس.

في غضون ذلك، عطّل السيناتور باتريك ليهي تسليم طائرات الهليكوبتر المخصصه لمحاربه تنظيم القاعده، اما صعود تنظيم داعش فقد جعل الامور اكثر صعوبه، لاسيما مع استهداف انصار البيت المقدس للشرطه والجيش المرابطين في سيناء واعلان ولاءه لتنظيم داعش في 2014.

وربما ينتقد مسؤولون امريكيون واوروبيون السيسي ويتشككون حيال  تعهداته الاصلاحيه، لكن لا يمكنهم المجازفه مع تصاعد تهديد داعش بالقرب من قناه السويس وان يكونوا في حاله عداء مع رئيس مصر الجديد.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل