المحتوى الرئيسى

أساطيل الحرية في بعديها السياسي والإنساني

07/03 00:41

يلحظ المتابع تنامي حاله الانحياز او التفاعل الايجابي شعبيا ورسميا في عدد كبير من دول العالم مع الحق الفلسطيني خلال السنوات الاخيره، نظرا لانكشاف صوره اسرائيل العنصريه.

ففضلا عن التقتيل والتشريد والاحتلال، اصدرت اسرائيل رزمه من القوانين الجائره بحق الفلسطينيين، لكن الاخطر كان الحصار الاسرائيلي المحكم علي قطاع غزه منذ صيف عام 2007، ناهيك عن الحروب الشرسه المتكرره التي شنها الجيش الاسرائيلي علي القطاع في نهايه عام 2008 وبدايه عام 2009، وفي عام 2012، وصيف العام الفائت 2014، حيث سقط نحو 2200 شهيد.

وتبعا لمعاناه اهالي غزه العزل بفعل الحصار المديد والعدوان الاسرائيلي المتكرر، تم ابتكار نوع جديد من انواع التضامن مع غزه، بغيه فك الحصار عنها، يتمثل في تسيير ثلاثه اساطيل حريه -حتي الان- باتجاه ساحل غزه منذ عام 2010 وحتي نهايه شهر يونيو/حزيران الماضي.

وقد تم تسيير اسطول الحريه الاول باتجاه غزه في عام 2010، حيث هاجمت قوات كوماندوز تابعه للبحريه الاسرائيليه بالرصاص الحي والغازات المسيله للدموع سفينه "مافي مرمره" -اكبر سفن الاسطول المتوجه الي القطاع- وعلي متنها اكثر من خمسمئه متضامن مع الشعب الفلسطيني، معظمهم من الاتراك، وذلك اثناء ابحارها في المياه الدوليه، في عرض البحر المتوسط، ما اسفر عن استشهاد عشره من المتضامنين الاتراك، وجرح خمسين اخرين.

ورغم ان اسطول الحريه الاول لم يصل الي غزه في عام 2010، وكذلك اسطول الحريه الثاني في عام 2011، لكن رسائلهما التضامنيه وصلت الي الشعب الفلسطيني، والي اهالي قطاع غزه المحاصرين.

وتكشفت مجازر اسرائيل وارهابها المنظم من جديد بعد قتلها وجرحها لعدد كبير من المتضامنين مع الشعب الفلسطيني، خاصه بعد اقتحام سفينه مرمره قبل خمس سنوات، الامر الذي عزز فكره الاستمرار باساطيل الحريه لتخفيف المعاناه عن سكان اهالي قطاع غزه البالغ عددهم (1.6) مليون فلسطيني من جهه، وفك الحصار من جهه اخري.

كان لاسطول الحريه الثالث زخم اعلامي وسياسي واسع، حيث شارك فيه عدد من الفنانين والمثقفين والسياسيين والرياضيين من العالم، وعلي راسهم الرئيس التونسي السابق الدكتور المنصف المرزوقي، والناشط الاسترالي روبرت مارتين، والبرلماني الاردني يحيي السعود، والراهبه الاسبانيه تيريزا فوركادس، والناشط الكندي روبرت لوف لايس، اضافه للنائب العربي في الكنيست باسل غطاس.

وقد اقيمت عده وقفات في دول اوروبيه لدعم هذا الاسطول، كما وقع حوالي مئه نائب في البرلمان الاوروبي عريضه يدعمونه فيها ويدعون عبرها الي رفع الحصار عن غزه وعدم التعرض له من قبل سلطات الاحتلال الاسرائيلي، من بينهم ديمتريوس باباديموليس نائب رئيس البرلمان.

كما عقد نواب في البرلمان الاوروبي ندوه صحفيه في 26 مايو/ايار الماضي، اعلنوا فيها دعمهم لاسطول الحريه الثالث. وفي السياق ذاته، التقي وفد من الحمله الاوروبيه لكسر الحصار عن غزه مع وزيره الخارجيه السويديه مارغو والستروم، وبحثوا سبل دعم الاسطول وكذلك الضغط علي كل الاطراف لتخفيف الحصار عن القطاع، واكدت الوزيره علي افتخارها باعتراف بلادها قبل اشهر بدوله فلسطين.

مره اخري، ومحاوله منها لافشال وجهه اسطول الحريه الثالث الذي كان يتالف من خمس سفن، هاجمت اسرائيل السفينه "ماريان" في المياه الدوليه، واقتادتها الي ميناء اسدود، وحالت دون وصول الصحافيين لاجراء مقابلات مع طاقم السفينه او النشطاء الذين كانوا علي متنها.

يجمع محللون سياسيون علي ان استخدام اسرائيل للعنف والارهاب في تعاملها مع سفن كسر الحصار عن غزه، كشف عن عدوانيتها وعدم انسانيتها وتخبطها في التعامل مع هذا النوع الجديد من انواع التضامن الاممي مع الشعب الفلسطيني ونصره حقوقه العادله.

وفي كل مره يتحرك فيها احد اساطيل كسر الحصار يزداد الخوف والهلع نتيجه ذلك، ونتيجه لما يصاحبه من ارتفاع في وتيره مقاطعة إسرائيل والانزياح المتواتر الي جانب الحقوق الفلسطينيه في العديد من دول العالم، حتي بات الامر يمثل الشغل الشاغل للمؤسسات ومراكز البحث والاطياف السياسيه خلال السنوات الاخيره، ولهذا كانت ردات الفعل الاسرائيليه ازاء اساطيل الحريه الهادفه الي كسر الحصار الاسرائيلي علي القطاع عنيفه جدا، حتي ضد المتضامنين الذين ينحدرون من دول لها علاقات متينه مع اسرائيل.

مهاجمه فرق من البحرية الإسرائيلية السفينه "ماريان" قبل عده ايام خلال ابحارها في المياه الدوليه والسيطره عليها واقتيادها الي ميناء قريب كان تنفيذا لقرار الحكومة الإسرائيلية، حيث جاء الهجوم بعد ان عملت اسرائيل علي عرقله الرحله من خلال احداث تخريب في اثنتين من السفن المشاركه، بعدما قامت بالتشويش علي اجهزه اتصالاتها.

وللدلاله علي مسؤوليه الحكومه الاسرائيليه بشكل مباشر عن عمليه القرصنه الجديده ضد اسطول الحريه الثالث، نشرت وسائل الاعلام الاسرائيليه بيانا صادرا عن الناطق باسم جيش الاحتلال الاسرائيلي، جاء فيه ان "العمليه تمت بموجب قرار المستوي السياسي وبعد استنفاد جميع التوجهات بواسطه القنوات الدبلوماسيه من اجل منع السفينه ماريان من الوصول الي شواطئ قطاع غزه".

وتوضح موقف حكومه نتنياهو من عمليه القرصنه ضد سفينه "ماريان" بعد اشاده بنيامين نتنياهو نفسه بجنوده الذين نفذوا العمليه، وقال "انهم نفذوا المهمه بـ "حزم ونجاعه". وزعم ان الرحله البحريه لا تنطوي علي اي معني سوي "النفاق والاكاذيب". واضاف "انها تساعد منظمه حماس الارهابيه وتتجاهل الاهوال التي تقع في المنطقه باسرها".

وقال نتنياهو في تصريحات صحفيه "انه ليس هناك حصار يفرض علي القطاع وان بلاده تسمح بدخول السلع والمعدات الانسانيه اليه". لكن تصريحات نتنياهو عاريه عن الصحه، فالعالم يدرك حجم الحصار علي القطاع، وقد اصدرت منظمات دوليه عديده تقارير مؤخرا تؤكد وجود اثار خطيره علي سكان قطاع غزه، نتيجه الحصار الاسرائيلي المحكم والطويل.

ونتيجه لذلك الحصار الخانق فان اهالي غزه ينظرون بفخر واعتزاز لاساطيل الحريه، ومن بينها اسطول الحريه الثالث، وما يحمله من رسائل تضامنيه لفك الحصار الاسرائيلي المرير عن القطاع.

وتعتبر الفصائل الفلسطينيه ان ما حدث بحق السفينه والمتضامنين يُعد قرصنه بحريه، وطالبت المجتمع الدولي والامم المتحده بالتحرك بغيه تجريم اسرائيل جراء انتهاكها المتواصل للقانون الدولي.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل