المحتوى الرئيسى

محللون سياسيون: الأردن أمام "خيارات مفتوحة" لمواجهة تطور الصراع في سورية

07/03 00:22

وفيما يقيم سياسيون ودبلوماسيون هذه الابعاد، فان التساؤلات المتداوله، في الصالونات السياسيه في الاردن حاليا، هي "هل موقف الاردن مرشح للتعاظم في سوريه؟ وهل تقوم المملكه باستباق الخطر المحدق بها؟"، و"ما هو التطور علي المشهد السوري الداخلي، الذي يمكن ان يغير الموقف الاردني، الثابت منذ اربعه اعوام تجاه الأزمة السورية؟"

في اجاباته عن هذه التساؤلات، يري نائب رئيس الوزراء الاسبق، ايمن الصفدي، ان الموقف في سوريه يزداد صعوبه يوما بعد اخر، "ما يفرض مراجعه مستمره لكيفيه تحصين المملكه من تبعاتها، وخصوصا الامنيه منها"، مضيفا ان "كل المؤشرات تظهر ان هذا يحدث فعلا، بدليل النجاح الذي حققته استراتيجيات الدفاع والردع التي اعتمدتها المملكه".

وبراي الصفدي، فان الاردن لن يسمح بان تصير المنطقه المجاوره لحدوده في سوريه، منطلقا لاي تهديد ارهابي او امني له، "ومن هنا تطورت استراتيجيه الردع، التي بانت نتائجها، في عدم تجذر حضور مؤثر او طاغ للمنظمات الارهابيه مثل "داعش" فيها".

ويعتبر الصفدي ان تحليل الموقف الاردني ازاء الازمه السوريه، منذ بدايتها، وعبر مراحل تدهورها، يظهر بوضوح انه "موقف عقلاني"، ارتكز الي ثابت رئيس، وهو حمايه امن المملكه، وحدودها من اي تهديد امني، والتقليل قدر المستطاع من انعكاسات الازمه الاجتماعيه والاقتصاديه عليها.

وزاد اان الاردن "نجح في التصدي للتهديدات الامنيه، التي تتصاعد مع ما تشهده الجبهه الجنوبيه من تطورات، عبر اعتماد استراتيجيات الدفاع، ومن ثم الردع، وحسب ما تفرضه متطلبات ابقاء الخطر الامني خارج حدود المملكه".

وقد "تطورت الاستراتيجيه الامنيه اذن، وفق المقتضيات العمليه علي الارض، واعتقد انها ستبقي تتطور لتحقيق هدفها ووفق طبيعه التهديدات التي ستطرا" بحسب الصفدي.

ولكنه يؤكد هنا، انه لا يري اي تغير في الهدف، لناحيه تركيزه علي حمايه المملكه وامنها، و"ان كل المعطيات تؤكد ان ما اشيع اخيرا، حول اهداف توسعيه للمملكه، هي "تنظيرات لا تستند الي اي حقائق، ولا تنطوي علي اي صدقيه".

وفي اطار محاصره الازمه، يمكن، حسب الصفدي، فهم الموقف الاردني الداعي الي ايجاد حل سلمي، يحمي سوريه وشعبها من الوقوع في فوضي اعمق، لن يستفيد منها الا الارهابيون، وستهدد امن المنطقه برمتها.

ويختم الصفدي بقوله انه "بالتاكيد لا يستطيع الاردن وحده، ان يغير مجري الاحداث في سوريه، التي صارت مسرحا لصراعات اقليميه ودوليه"، لكنه "استطاع ان يحمي نفسه من تبعاتها الامنيه المباشره، وان يسهم قدر المستطاع في مساعده شعبها. وهذا يؤكد نجاعه سياساته وجدواها".

اما القيادي الاسلامي، ومنسق مبادره "زمزم" الدكتور رحيل غرايبه، فيري انه في حال اصبحت الدوله المركزيه المجاوره غير قادره علي ضبط حدودها، واصبحت هذه الحدود ليست تابعه لها، وصارت بعض اجزائها خارجه عن سيطرتها، "فعلي الاردن حمايه نفسه، عبر ضبط ومراقبه ما يجري علي الحدود بالتنسيق مع اي جهه تكون صاحبه السياده حينها علي الحدود".

واشار الي ان الاردن لا يتخذ قرارا وحده في هذه الحاله، بل ان المساله تصبح اقليميه ودوليه، فستكون "مناطق خاضعه للفوضي، وليس هناك من يضبطها، وهنا علي الاردن ان يكون جزءا من معادله اقليميه دوليه، لوقف الفوضي علي الجانب الحدودي، حتي لا يتحمل العبء وحده".

واوضح غرايبه، في هذا الصدد، ان استراتيجيه الاردن التي يجب اتباعها، هي حمايه شعبه وحدوده وعدم التدخل بالشان الخارجي لاي دوله، لكن هذا الامر يختلف "اذا اقترب الخطر من الحدود، فلا بد من وجود احتياطات كافيه، كي لا يكون لـ"داعش" القدره علي اختراق الحدود باي وقت".

لذلك، يعتبر غرايبه ان التواصل مع بعض الاطراف القريبه من الحدود، سواء اكانت عشائر ام غيرها، يعد "عملا احتياطيا لحراسه الحدود الاردنيه، وليس من باب التدخل في شؤون الدول الخارجيه".

من جانبه، يشير الكاتب والمحلل السياسي محمد ابو رمان، الي انه لغايه الان، فان هناك عمليه سيطره علي التاثيرات الامنيه والعسكريه للازمه السوريه علي الاردن، الا انه "اذا اختلف مستوي التحدي الامني والعسكري، بمعني ان تزداد محاولات التسلل، ويزداد القلق من قذائف تصل الاردن، ومن تدفق عشرات الاف اللاجئين نتيجه الصراع في الجنوب، فهذا بالتاكيد سيدفع الاردن لتغيير مقاربته".

وتابع، ان هناك معركه محتدمه في سوريه، واذا ما ازدادت وتيرتها، وخلقت احتمال تدفق مزيد من اللاجئين، فان الاردن "سيكون معنيا بتغيير مقاربته بالتعاطي مع الازمه، اما بزياده دعمه للجيش السوري الحر بشكل كبير وعلني، واما بالتفكير، مثل الاتراك، بشريط عازل، بمشاركه الحلفاء مثل السعوديه واميركا ودول عربيه".

واذا وسعنا ما نراه في المشهد السوري، فان الاهم هو التطور الاستراتيجي علي الارض، فـ"الاسد فقد المبادره، وغالبا لم يعد قادرا علي الصمود كثيرا، تحديدا في المناطق الجنوبيه والشرقيه المحاذيه للاردن"، بحسب ابو رمان.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل