بالفيديو والصور.. تاريخ الدبابات الروسية

قال موقع "ريل كلير بوليتكس" الامريكي ان الدبابات الروسيه القديمه مازالت تقاتل في كل مكان حول العالم علي الرغم من مضي 61 عاما علي اول ظهور لها.

وتابع الموقع انه علي غرار بندقيه الكلاشينكوف "AK-47" التي تعتبر اقوي بندقيه عرفها التاريخ العسكري الحديث مازالت الدبابه تي ـ 54 و تي ـ 55 واحده من اكثر الدبابات انتشارا حول العالم لسهوله تشغيلها وصيانتها، مشيرا الي ان الوحوش الحديديه السوفيتيه لها شعبيه كبيره في الامم الصغيره والقوات الغير نظاميه التي جعلتها دبابه العامه.

ولفت الموقع الي ان الدبابه تي ـ 54 و تي – 55 هي الاكثر ظهورا في اي انقلاب او حرب أهلية يمكن ان تحدث في دوله من حلفاء موسكو واصدقائها السابقين او الحاليين.

فعندما انهارت افغانستان في تسعينيات القرن الماضي استخدم كل من طالبان وتحالف الشمال الدبابه الروسيه تي ـ 55 التي كانت تملكها الحكومه الشيعيه السابقه، وفي يوغوسلافيا لعبت ذات الدبابه ادوارا متعدده في الحرب الأهلية في ذات العقد من الزمان.

وفي الوقت الراهن تلعب الدبابه الروسيه العتيقه دورا في سوريا والعراق تحت رايه داعش، وفي مناطق اخري تحت رايه متمردين وثوار سوريا الذين يقاتلون نظام الاسد.

ولفت الموقع الي ان الدبابه الروسيه التي يزيد عمرها عن 60 عاما تحقق للجيوش المتمرده والحركات المقاتله قدرا من النفع بنفس القدر الذي تحققه الدبابه الامريكيه المتطوره "ام1" ابرامز، لانه في اغلب الاحيان لا تكون الدبابات في حاجه الي الكثير من التعقيد.

واضاف ان كل ما تحتاج اليه الدبابات بما فيها دبابه القرن الحادي والعشرين هو ان تكون "رخيصه وغير معقده ومميته"، مشيرا الي ان الصفات الثلاث تكفي لتحديد كفاءه الدبابات علي مر العصور.

وفي نهايه الحرب العالمية الثانية كانت ترسانه الدبابات السوفيتيه تضم اعدادا كبيره من اصدارات الدبابه تي ـ 34/85 المتوسطه اضافه الي عدد صغير من الدبابات الثقيله طراز اي اس ـ 2 و اي اس ـ 3، لكن السوفيتيين راوا انها لن اصبحت خارج الخدمه خاصه ان مدفعها الـ 85 مم لا يمكن تطويره علي الرغم من دورها الملحوظ في الحرب العالميه الثانيه امام جيوش النازيه.

ومن ناحيه اخري كانت دبابه اي اس باصداراتها المختلفه لم تكن افضل من كونها منافسا جيدا لدبابات بانزر الالمانيه، خاصه ان طاقمها يواجه عناء تحميلها يدويا بقذائف 122 مم بصوره تجعل قدراتها النيرانيه منخفضه اضافه الي قله عدد القذائف التي تحملها.

ليست معروفه ولم تخض معارك حقيقيه لكن حجمها الصغير جعلها غير عمليه لاستخدام قذائف قطر 122 مم، وهو ما قاد مسؤولو التسليح بالكرملين الي البحث عن تصميم جديد تمثل في الدبابه تي ـ 45 و تي ـ 55 التي بقيت وحشا مدرعا هو الاكثر شعبيه حول العالم.

علي مدي عقد من الزمان سبق ظهور الدبابه الروسيه تي ـ 54 ايه عام 1954 قام السوفيت ببناء نسخ متعدده عٌرفت بـ "تي ـ 54" ارقام 1، 2، 3 وكانت اعدادا قليله تميزت فوهه مدفعها بحجم اكبر يجعل تمييزها من الخارج امرا ممكنا.

ووفقا لموقع "ريل كلير بوليتكس" الامريكي كانت تلك الدبابه تتميز في بدايه الامر بفتحه في مقدمه البرج ادرك السوفيت مؤخرا انها يمكن ان تقود القذائف القادمه الي داخل الدبابه.

واوضح الموقع ان الدبابه تي ـ 54 ايه كانت اول اصدار من فئتها به موازن اطلاق نار عامودي للدفع الرئيسي يمكنه من الثبات مهما تغير وضع الدبابه اثناء الحركه، تلاه تطورا اخر في الدبابه تي ـ 54 بي التي امتلكت موازن حركه عامودي وافقي يمكنها من ضرب الثبات علي اهدافها ايا كانت التضاريس التي تتحرك فيها.

وتميزت تي ـ 54 اس ببرج اطلاق اصغر حجما فاصبح ارتفاع الدبابه 2.39 متر بصوره تجعل استهدافها اكثر صعوبه من منافستها الامريكيه في ذلك الحين الدبابه "ام ـ 48 باتون"، اضافه الي انحناء البرج الذي يعمل علي تقليل نسبه الاصابه بالقذائف المعاديه.

عام 1956 استخدمها السوفيت في مواجهه المتمردين في العاصمه المجريه بودابست عقب الاطاحه بالنظام الموالي لهم، لكن المتمردين استطاعوا السيطره علي واحده منها ومنحوا الخبراء الغربيين الفرصه ليتعرفوا علي مواطن القوه والضعف في تلك الدبابه.

وفي عام 1972 شنت فيتنام الشماليه هجوما كبيرا علي جارتها الجنوبيه قاد لاستسلامها، لكن معركه دبابات دارت في مدينه كون توم تواجهت فيها تي ـ 54 السوفيتيه مع ام ـ 41 الامريكيه الخفيفه، وكانت نتيجه المعركه ان تمكنت دبابتين ام ـ 41 من اطلاق 3 قذائف عيار 76 مم اصابت 3 من الدبابات السوفيتيه باصابات بالغه.

وكان من اهم عيوب تي ـ 54 اس كفاءتها النيرانيه في المعركه حيث انها تطلق 4 قذائف في دقيقه كامله في حين تستطيع الدبابات الغربيه اطلاق نفس العدد في 15 ثانيه اثناء الاشتباك وهو ما يجعلها الطرف الاضعف في المواجهه وهو ما دفع السوفيت لتطوير نسخه تي ـ 55.

ربما يكون من الصعب التفرقه بين تي ـ 54 و تي ـ 55 من الخارج لكن اهم الاختلافات هي غياب فتحات التهويه عن سقف الدبابه تي ـ 55 والتي تظهر في تي ـ 54 بصوره واضحه، حيث ان معظم التعديلات التي اجريت عليها كانت داخليه تضمنت نظام تحمل الضغوط العاليه الذي يحول دون تسلل الغبار المشع الناتج عن ضربات نوويه من التسلل الي داخل الدبابه اضافه الي تزويد مدفعها الرئيسي بـ 9 قذائف اضافيه مع استبدال مدفعها الرشاش "SGM" عيار "7.62*54" بمدفع "PKT" بذات القطر مع سرعه اطلاق 250 طلقه في الدقيقه وسعه نظريه تتراوح بين 700 الي 800 طلقه.