المحتوى الرئيسى

ندى القصبي تكتب: أبو البراعم.. محمد موفق سليمة

07/02 11:10

وضعت نظاره ابي وامسكت الكتاب محاوله ان اقراه، وحين عجزت، سالته ببراءه: لماذا لا استطيع قراءته بعد؟ كنت اظن ان نظاره ابي سحريه مثل اي شيء يتعلق به وانها ستجعلني اجيد قراءه الكتب الكبيره بمجرد ان البسها، ضحك والدي واخبرني ان انتظر  وان الكتاب ملكي وسيظل في المكتبه لحين استطيع قراءته. وحين نضجت اكثر، تقريباً في صفي الثالث الابتدائي، بدات قراءه هذا الكتاب، والذي كان اول كتاب اقراه:” قصص السيرة النبوية للاطفال ” – محمد موفق سليمه. لاسمه رنين في قلبي، اذا بحثت عنه، فلن تجد الا القليل، شيخ سوري الموطن مواليد 1950. كان وقت معرفتي به اماما لمسجد في مدينة الرياض- المملكة العربية السعودية، وعرفت فيما بعد انه كان معلماً لفتره طويله تقارب العشرين عاما قبل هذا، ولا اعرف شيئاً عن مصيره الحالي، ولم اجد مصدرا يمكنني معرفه شيء عنه، متجاهله بعض الاشاعات التي سمعتها عن سجنه، كان شيخي الاول كما احب ان اعرف به واديبي الاول ايضاً، مبدع عرف كيف يجعل الطفله التي تقرا المجلات الملونه والقصص القصيره ذات الصور ان تقرا كتاباً صفحاته تقارب الـ 500 صفحه، لا يحتوي علي صور، ويتحدث عن موضوعات دينيه قد تكون جامده بالنسبه لطفله، لكنه باسلوبه المختلف استطاع ان يحقق حلمه ويكتب للاطفال، متجاوزاً بانتاجه 400 عمل ما بين حكايات ومسرحيات وديوان شعر. وكلها موجهه للاطفال، مستحقاً بذلك لقب ابو البراعم الذي لقب به نسبه لتسميته للاطفال بالبراعم التي تستحق الرعايه.. في صفي الرابع  ذهبت مع ابي لزياره “عمو جمال” – صديق والدي. واخبرني ان هناك مفاجاه تنتظرني، وعندما دخلت المنزل وجدته هناك، شيخ كبير قد ابيضت لحيته وشعر راسه، تعلو ثغره ابتسامه كارق ما يكون، يتحدث بهدوء  وبتنويع صوتي مريح جداُ، بدون مبالغه كانت هذه فكرتي الطفوليه عن الرسول عليه الصلاه والسلام. ومع فارق التشبيه، الا انني مازلت مصّره انه – الشخص الذي عرفني علي “محمد” عليه الصلاه والسلام – يشبه تصوري عن الرسول كثيراً. كم الانبهار الذي شعرت به وانا اجلس في نفس المجلس معه يحادثني عن الكتب والصحابه وكل ما احبه، وعيناي تلمعان بقربه، فرحه الطفله باديبها وشيخها الاول، ولم يخب ظني به، فكعاده اصدقاء والدي كنت اشعر بينهم وكانني طرف في جلستهم.. راشده تستحق المناقشه ولست طفله، استمر بنا الحوار، وفي نهايه الحديث اهداني كتابه “قصص القران”، وهو يقول: يحتوي الكتاب 30 قصه يمكنك قراءته خلال شهر يا بنيه، بواقع قصه كل يوم.

نظرت اليه نظره بلهاء، وضحك والدي قائلا: لن تصبر ليومين حتي تنهيه، ولفرط حماستي الباديه علي وجهي، اهداني عمو جمال كتابا اخر له، “مسرحيات للبراعم المؤمنه” في نفس اليوم، وهي  قصص من قصص الصحابه صاغها هو كنصوص مسرحيه، مازلت احتفظ بالكتابين في مكتبتي اما كتابي الاول فضاع مني حين اعرته لاحداهن، لاتعلم اول دروسي في القراءه “لا تعيري كتبك لاحد”.

استطيع القول الان ان لهذا الرجل الفضل الاكبر في تربيتي وحبي للكتب، وربما حبي للطفوله وامتهاني فيما بعد مهنه لها علاقه بهم، ورغبتي الدفينه ان اكتب لهم، نشرت له سلسله مكونه من 10 كتيبات بعنوان “الوصايا العشر” من ضمنها وصيه: اجتهد ان تتكلم الفصحي، لا  تكثر الجدل، تعّرف الي من تلقاه.

اذكر هذه الوصايا جيداً بالرغم من مرور ما يقارب الـ12 عاما منذ قراءتها، ويمكن ان تستنتج بعض الاداب والتربيه التي تلقيتها من هذه الكتيبات، والتي اود فعلا ان انقلها لتلاميذي، لكن لسوء الحظ لم تنتشر كتبه في مصر، وان كنت اتمني ان اجدها، لكن يؤسفني ان اقول ان العثور علي اي من اصدارات كتبه التي كانت متوفره بشكل ما في طفولتي الاولي يقارب المستحيل الان، لكني اكتشفت مؤخرا انه لم يكتف بالكتابه وان له تسجيلات صوتيه يحكي فيها هذه الحكايات للاطفال – هنا مقدمه لتسجيلات لكتاب قصص القران:

وحاولت الوصول لهذه التسجيلات، فوصلت لهذا الموقع يجمع بعض هذه التسجيلات متاحه للتحميل:

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل