المحتوى الرئيسى

«أسبوع النقد».. «مَوج 98» صناعة فيلمية دقيقة وآسرة

07/02 01:15

ينتقل برنامج «اسبوع النقد» من «كانّ» الي بيروت سنوياً. يُشكّل البرنامج احدي ابرز التظاهرات المرافقه للمسابقه الرسميه، الخاصّه بالمهرجان السينمائيّ الاهم في العالم. لا تتردّد «جمعيه متروبوليس» اللبنانيه عن ايجاد حيّز ثقافيّ لبرنامج معنيّ باكتشاف مواهب شابّه، عبر اختيار افلام اولي او ثانيه لمخرجين يُستشفّ من نتاجاتهم هذه ملامح واعده في صناعه سينمائيه تجديديه. الجمعيه اللبنانيه حريصه، كعادتها، علي تحصين مكانه ثقافيه مختلفه للسينما في بيروت. الاختلاف يعني اختيار افلام ذات نكهه بصريه تسعي الي تمتين علاقه فنيه بين مُشاهدين وافلام تستلّ حكاياتها من وقائع العيش، لكنها لا تتغاضي عن قوّه الصوره في السرد والمعالجه. الاختلاف نابعٌ من تحرير النصّ السينمائيّ من تبسيطيته واستهلاكيته وحسّه التجاريّ المسطّح، بحثاً عن لغه بصريه تمزج عمق النقاش الدرامي بجماليات الصوره السينمائيه.

«اسبوع النقد» فعلٌ ثقافي ـ فني متكامل، منذ تاسيسه في العام 1962. خياراته واضحه لا لبس فيها. «يعبره» سينمائيون عديدون في كلّ عام، يتحوّل بعضهم الي فاعل اساسيّ في صناعه السينما الدوليه. تاريخه حافلٌ باسماء تحتلّ اليوم واجهه المشهد، وان بتفاوت ملحوظ في نتاجاتها: برناردو برتولوتشي، جان اوستاش، اُوتار لوسّيلياني، كن لوتش، ونغ كار واي، جاك اوديار، ارنو ديبلشان، برتران بونيلّو، وغيرهم. الجمعيه السينمائيه اللبنانيه مهتمّه بتفعيل مساهمه متواضعه في تثبيت علاقه سليمه بين مشاهدين لبنانيين، وافلام اولي او ثانيه لمخرجين شباب، تحمل معالم سينمائيه مثيره لمتعه العين، ولرغبه في النقاش.

الدوره الـ 68 (13 ـ 24 ايار 2015) لمهرجان «كانّ» السينمائي مناسبه للاحتفال بالدوره الـ 54 (14 ـ 22 ايار 2015) لـ «اسبوع النقد». في النسخه اللبنانيه التاسعه، هناك 11 فيلماً طويلاً و12 فيلماً قصيراً. المناسبه مهمّه. الاطّلاع علي جديد سينما دوليه امرٌ مطلوبٌ دائماً. بالاضافه الي الافلام المنقوله من «كانّ» الي صاله سينما «متروبوليس» في بيروت، هناك حدثٌ منتظر: العرض الاول لفيلم التحريك القصير «موج 98» للّبناني ايلي داغر، الفائز بـ «السعفه الذهبيه» للافلام القصيره في «كانّ 2015» (9 مساء 20 تموز 2015، في ختام النسخه اللبنانيه التاسعه). عرض تُنظّمه الجمعيه بالتعاون مع «وزاره السياحه» اللبنانيه و «مكتب السياحه اللبناني» في باريس، انطلاقاً من قناعه الجمعيه بـ «دعم وتوفير مساحه لعرض الانتاج السينمائيّ اللبنانيّ الشاب». بهذا، يتسنّي للمهتمّين مُشاهده احد اجمل افلام التحريك السينمائيّ اللبناني ـ العربي، المصنوع بشفافيه الانفعال الذاتيّ ازاء مدينه ملتبسه الحضور والمعاني والراهن، وبجماليه صُوَر ماخوذه من صلب النزاع النفسي ـ الروحي لشاب يحاول ايجاد مغزي لبيروت في ذاته، ولوجعه وغضبه وخيباته فيها ومعها. فيلمٌ تبلغ حرفيته حدّ الانبهار باللون الغامق في مقاربه الحكايه، وبالنسق الفني للرسوم المستند الي انعكاس الم الجسد والروح معاً في اشكال مسكونه بارتباك وصدمه ناتجين من عبثيه الحياه البيروتيه، او من قسوتها. ايلي داغر يحتلّ، بفيلمه هذا، مكاناً اساسياً في المشهد السينمائي المحلي والدولي، مستفيداً من مخيّله غارقه في اعماق الاسئله الانسانيه، ومن ثقافه متوّجه بحيويه الاشتغالات التقنيه في صناعه فيلميه دقيقه واسره. «موج 98» اضافه نوعيه علي لائحه التجديد السينمائيّ اللبنانيّ، ومحاوله جديده في مسار البحث الابداعي الدائم عن المفارقات المرتبطه بالعيش علي التخوم الواهيه والقاتله للمدينه.

ياتي عرض «موج 98» في النسخه اللبنانيه التاسعه لـ «اسبوع النقد» من خارج البرنامج. هذا الاخير محمَّل بعناوين عديده، تتناول اشكال الحياه واسئلتها ايضاً. في اطار متَدَاول منذ البدايه، يُعرض فيلمٌ قصير قبل الفيلم الطويل، يومياً بين 6 و19 تموز 2015، باستثناء 3 امسيات: الاولي (8 تموز 2015) مخصّصه بفيلم «الصديقان» (فرنسا، 100 د.) للوي غاريل اخراجاً وتمثيلاً، الي جانب الايرانيه الفرنسيه غولشفته فرهاني، الذي تتولّي شركه «ام سي للتوزيع» توزيعه لبنانياً بدءاً من ايلول 2015. الثانيه (11 تموز 2015) مخصّصه بـ 3 افلام قصيره، هي: Ni Vu Ni Connu (فرنسا، 13 د.) للجزائري الفرنسي لياس سالم، و»بالعكس» (فرنسا، 13 د.) للسويسري فريدريك ميرمو (هذان الفيلمان مختاران من خارج «اسبوع النقد» الـ 54)، و»كلّ شيء سيكون علي خير ما يُرام» (المانيا/ النمسا، 30 د.) للالماني باتريك فولراث. الثالثه (16 تموز 2015) مخصّصه بالفيلم الفلسطيني «ديغراديه» (فلسطين/ فرنسا/ قطر، 84 د.) للاخوين طــــرزان وعرب ناصر. يُذكر ان «ابّوط للانتاج» اللبــنانيه مُشــــاركه في انتاجه، في حين ان «غولف فيلم» تتولّي توزيــــعه عربياً (راجـــــع مقاله الزميل زياد الخــــزاعي، المنشوره في «السفير» في 21 ايار 2015).

خيارات تدعو الي مقاربه السينما في لحظه البدايات الاولي لمخرجين يتوقون الي الانطلاق في عالم الفن السابع. النسخه اللبنانيه لـ «اسبوع النقد» تدعو الي اضافه انماط عديده من العمل السينمائيّ الي وعي معرفي يخطو خطوات اخري باتّجاه تمتين العلاقه بصوره سينمائيه تحاول ان تقول جديداً.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل