استفتاء اليونان: جدل دستوري وصيغة مبهمة

لم يسبق وان حدث هذا في تاريخ اليونان المعاصر: في غضون اسبوع واحد فقط يتعين علي اليونانيين تنظيم والتصويت علي استفتاء سيكون له عواقب بعيده المدي علي البلاد. ويعتقد الحقوقي ورجل السياسه إيفانغيلوس فينيزيلوس، ان السماح بحمله انتخابيه مدتها ثمانيه ايام فقط انتهاك للدستور اليوناني. وحسب راي الرئيس السابق لكتله الحزب الإشتراكي في البرلمان، فان هذا الوقت غير كاف كي يكوّن الناخبون رايهم. الا ان حزب اليسار يقول رداً علي هذا الانتقاد: الناس يتناقشون حول هذه القضايا منذ شهور وسنوات ولديهم خلفيه كافيه عن الموضوع. وهو ما دعا البرلمان الي رفض اقتراح الاشتراكيين ببحث معارضه الاستفتاء للدستور.

بدوره، يري لوكاس تسوكاليس مدير مركز ابحاث ELIAMEP ان "هذا الاستفتاء لم يتم التحضير له بشكل جدي". ويضيف "قصر مده الحمله الانتخابيه تثير تساؤلات عديده حول انتهاك الدستور". اما وزير الداخليه نيكوس فوتسيس، فلا يري مشكله ويقول مطمئناً "الاستفتاء سيتم بشفافيه مطلقه وينظم في الوقت المناسب". لكن الاستفتاء ليس بالحدث السهل لليونان، اذ يتعين خلال ايام قليله طباعه اوراق انتخاب وتوزيعها علي 19 الف مركز اقتراع كي يدلي عشره ملايين ناخب باصواتهم.

سيتم توزيع 10 ملايين ورقه اقتراع علي 19 الف مركز اقتراع حتي يوم الاحد القادم

والي جانب الخلاف عن مده التحضير للاستفتاء، يختلف اليونانيون حول صياغه اسئله الاستفتاء. اذ يُسالُ اليونانيون اذا كانوا يقبلون باعتماد المقترحات الاخيره للمانحين. وهذه الاقتراحات متضمنه في دراستين من 34 صفحه. لذا يعتقد الخبير الدستوري نيكوس اليفيزاتوس، ان هدفاً ما يكمن خلف غموض الصياغه، ويقول "تعرف الحكومه انه وفي حاله توجيه سؤال مباشر ان كان اليونانيون يريدون البقاء في الاتحاد الاوروبي ام لا، فانها سوف تخسر الاستفتاء بالتاكيد. ولكن حتي مع السؤال الحالي، فان الامر يتجاوز مجرد الاستفتاء علي اليورو".

اما وزير الداخليه فوتسيس، فلا يريد ان يُحسب علي طرف معين وعليه ان يضبط نفسه بحكم منصبه، كما يقول. ولهذا السبب لم يشارك مؤخراً في تظاهره امام البرلمان اليوناني للذين سيصوتون بلا علي الاستفتاء. لكنه دعا جميع المواطنين الي الادلاء باصواتهم. وحسب الدستور اليوناني، يُاخذ بنتيجه الاستفتاء اذا زادت نسبه المشاركين في الاقتراع عن 40 بالمائه من عدد من يحق لهم الانتخاب.

دعا رئيس وزراء اليونان مواطنيه الي التصويت بالرفض لشروط الدائنين وعرض قبولا مشروطا لخطه الانقاذ الدوليه، لكن برلين شككت في العرض مؤكده تمسكها بعدم التفاوض قبل الاستفتاء، الذي قال مجلس اوروبا انه يفتقر للمعاير الدوليه. (01.07.2015)

اكد مسؤولون من اليونان والاتحاد الاوروبي ان الحكومه اليونانيه ارسلت مقترحا جديدا حول حزمه الانقاذ المالي مرفقا به خطاب من رئيس الوزراء الكسيس تسيبراس الي مقرضي بلاده. (01.07.2015)