المحتوى الرئيسى

تاريخ الدم فى القرية بعد «25 يناير»: 92 حالة ثأر راح ضحيتها 180 شخصاً

07/01 11:37

ورغم انعقاد مئات جلسات الصلح لانهاء الصراع الممتد من عشرات السنين بين القبيلتين، فان كل المحاولات لم تفلح الا في اخماد النيران علي السطح فقط، بينما هي باقيه تحت الرماد تنتظر اي محاوله للنفخ فيها لتستعر مره اخري، فالصراع الدموي بين «العرب والهواره» اعرق قبائل قنا، والمكونان الرئيسيان لها، بدا في نهايه الاربعينات من القرن الماضي، وتسبب في مقتل واصابه المئات، خاصه في مركز دشنا.

وتركز العرب والهواره اكثر في نجع حمادى ودشنا، شمال قنا، خاصه في قري بعينها تركيبتها من القبيلتين، حيث تحولت المساله من مجرد خلافات ثاريه الي صراع تحت لافته «اكون او لا اكون»، في مجتمع طغي عليه الجهل، واغرقته مافيا الاسلحه بكل انواع الأسلحة الخفيفة والثقيله.

وذكرت احصائيه رسميه صادره عن مديريه امن قنا ان عدد الخصومات الثاريه المختلفه وصلت الي 92 حاله، قتل فيها قرابه 180 شخصاً منذ بدء الخلافات، بعد ثوره يناير. وسجل مركز ابوتشت اعلي معدل خصومه بـ20 خصومه، ويليه نجع حمادي 11 خصومه، ودشنا 9 خصومات، وقوص جنوب قنا 9 خصومات، وفرشوط 6 خصومات، والوقف 3 خصومات، ومركز قنا 15 خصومه، و3 خصومات بمركز نقاده، وقفط 15 خصومه، وجميعها اسفرت عن مقتل قرابه 180 شخصاً وعشرات المصابين، وتم عقد عشرات المصالحات عقب ثوره يناير.

وفي نجع حمادي، وبالتحديد قريه ابوحزام، الصراع مشتعل بين عائله «العوامر»، المنتميه للعرب، وعائله «الهماميه»، ابناء قبيله «البلابيش» و«الهواره»، حيث تجدد منذ ايام بسبب الخلاف علي قطعه ارض مساحتها 3 افدنه منذ 30 عاماً، راح ضحيتها شخصان من الطرفين. وقد تجدد الصراع رغم توقيع الطرفين علي بنود صلح العام الماضي، في مركز شرطه دشنا، ودفع «العوامر» 130 الف جنيه لابناء الهواره.

ويضيف محمود عزب، موظف، ان «هناك قوي خارجيه وداخليه، منها تجار سلاح من رموز تلك العائلات، والنواب البرلمانيون، لا تريد ان تنتهي هذه الصراعات، لان انقاذ الصعيد مما هو غارق فيه من جهل ودم ضد مصالحهم الخاصه، بما فيها النجاح في الانتخابات بضمان اصوات القبائل».

ويؤكد «عزب» ان «الشرطه ساعدت علي خلق هذا الصراع طويل الامد، بالتقرب الي تلك الرموز القبليه، وجعلها سنداً في مواجهه التحديات والمعوقات الامنيه، التي تواجهها، خلال مداهمه البؤر الاجراميه وضبط العناصر»، مشيراً الي ان ذلك ايضاً «نتج عنه ان كبار العائلات تحولوا الي وسطاء بين الشرطه والمواطنين».

ويوضح حسني فتحي، احد ابناء قبيله «الهواره» بقريه ابودياب بمركز دشنا، ان الانفلات الامني، الذي اعقب ثوره يناير، ساعد في انتشار الاسلحه الخفيفه والثقيله، مشيراً الي ان قريته الملاصقه للجبل لا يمكن لاحد ان يخرج منها بعد التاسعه مساءً بسبب البلطجيه الذين ينتشرون فيها، قائلاً: «لا يوجد عندنا امن ولا امان بسبب غياب الامن».

ويقول ايمن فتحي، باحث اجتماعي وحاصل علي رساله ماجستير عن سيطره العصبيات والقبليات، ان الصراعات المسلحه احد العوامل التي اثرت علي ضعف تنميه الصعيد، لان العائلات التي تنتمي الي القبائل تسابق في بيع الغالي والنفيس، من اجل الحصول علي المال لشراء السلاح».

واضاف ان الامر وصل الي ان العائلات والقبائل المتناحره اصبحت تستطيع الحصول علي اسلحه مثل «الجرينوف» و«المضاد للطائرات»، و«القنابل»، وكاننا في حرب فعليه مع دوله اخري.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل