المحتوى الرئيسى

أحمد فاروق يكتب: ولكن..(The maze runner) | ساسة بوست

07/01 02:27

منذ 25 دقيقه، 1 يوليو,2015

من الجيد ان نري مثل هذه النوعيات من السينما، فهي تمثل بالنسبه للكثيرين كل معاني الرقي في تقديم العمل الفني، هو فيلم خالٍ تمامًا من اي مشهد مخل او كلمه غير لائقه، فقط ادخر المجهود الذي كان سيبذله في تلك المشاهد، لكي يوظفه في ايصال الفكره بشكل افضل.

نحن هنا لسنا بصدد التحدث في هذا الشان او التطرق الي التحليل الفني، فاننا هنا لسنا بنقاد سينمائيين او محللين، فقط وددت ان القي الضوء علي فكره شارده عن اذهان الكثير من المنتجين والمخرجين الذين تقترن فكرتهم عن نجاح اي عمل فني بالاسفاف، شكر الله سعيكم!

تدور قصه الفيلم بان الارض قد اجتاحها فساد ودمار هائل، تسبب في موت البلايين من البشريين، فضلا عن ظهور فايروس جديد وظيفته اتلاف الدماغ ولا يقدر علي ايقافه اي علاج او طبيب! وفي ظل كل هذا الدمار ظهر جيل جديد قادر علي التكيف ومقاومه هذا الفايروس، ففكر العلماء في دراسه تركيب ادمغتهم كي يتمكنوا من معرفه سبب ذلك التغيير.

تم ارسالهم لمكان لم يسبق وان وطا فيه قدم بشري، مكان موحش وفارغ، يسمي المتاهه. بجانب هذه المواصفات فكان يحتوي علي وحوش تسمي الجريفرز، وهي غير قابله للقتال، ان رايتها، اما ان تقتلك، او تقلل من عذابك فتلقي بنفسك الي الميته الرحيمه. كان موقفهم متازمًا بحق، وسبب ذلك ان العلماء ارادوا دراسه تصرفاتهم في احلك المواقف ليسهل عليهم البحث.

كان هذا سردًا فنيًا سريعًا لمجريات واحداث العمل الفني، ولكن.. هل هذا بحق ما جئنا للتحدث بشانه؟! لا..

نحن هنا لدراسه الاسقاط، اسقاط هذا الموقف مع موقف مشابه تمامًا في حياتنا اليوميه المعاصره.. موقف يتكرر تلقائيًّا ونري حتميه نتائجه، فنحن هالكون لا محاله، والادهي اننا لم نسمح حتي بدراسه تركيب هذا الجيل، فنحن نجره واحدًا تلو الاخر الي النتيجه الحتميه التي واجهها كل من سبقه، الهلاك!

اوشكت علي اليقين بان هناك اناسًا – وان صح توصيفهم – خلقوا فقط لنشر هذا الفايروس القاتل، الفايروس الذي هو بصدد – ان لم يكن بدا بالفعل – بقتل كل شاب طامح!

التعزيز السلبي هوايه للبعض، وموت بطيء للبعض الاخر، فهو تحول من كونه صفه ذميمه خاب كل من اتصف بها، الي طريق ينتهجه البعض ولن ابالغ ان قلت ينتهجه اكثرنا في حياته، فالفكر اصبح جريمه! فكيف تفكر، وامامك اسهل الطرق؟ كيف تفكر، وانت تعلم نهايتك؟ كيف تفكر وتحيد عما لقيه سابقوك؟! كلا، فانت مقرر لك مصيرك، ان تركب سفينتنا وتبحر الي حيث نعلم وتعلم، نبحر الي حيث المصير المعهود، نبحر الي حيث نموت ويُخلق من بعدنا جيل ينتهج نفس النهج من السفن التي لا تسلك الا ذلك الطريق العفن، الذي هو بمثابه دائره مفرغه، كل من يسلكه يعود الي حيث اتي، فهو يحيا ويعيش دوره حياته باحثا فقط عن ماوي وماكل وزوج وحائط ليسير بجواره!

ان اردتم ان تحيوا كـ(جالي)، فهنيئا لكم دائرتكم المفرغه محتومه المصير، ولكني اخترت ان اعيش كـ(توماس)، ان اغامر بوجودي من اجل ايجاد مخرج لحياه تحرض علي المثاليه، افضل بكثير من ان احيا حياه عاشها غيري وشهدت نتائجها العقيمه!

اعترضوا والقوا باوصاف كما تشاؤون، فحديثكم يعرف مساره جيدًا، يدخل من اذن ليسير بسلامٍ في طريق مستقيم ليقابل الاذن الاخري فيخرج ليعود الي حيث جاء! وفروا طاقاتكم، فلا وقت لتضييعه في سماعكم. اذهبوا فمارسوا هوايتكم مع غيرنا، او وفروا طاقاتكم ليوم تغرق فيه سفينتكم حتي قبل ان تصل الي بركم المحفوف بالهلاك!

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل