المحتوى الرئيسى

تعلُّم القراءة والكتابة.. على خطوط التماس

07/01 01:06

يترك المقاتل في قوات «البشمركه» الكرديه العراقيه هكار مصطفي سلاحه جانباً، ليجلس علي مقعد خشبي في غرفه علي ضفاف نهر الخازر في شمال العراق. يضع امامه دفتراً وقلماً ليتعلَّم القراءه والكتابه في صفّ عسكري.

مصطفي (21 عاماً) هو واحد من عشرات عناصر «البشمركه» الذين يخضعون لدوره محو اميَّه تنظِّمها قيادتهم في قرية بحره قرب خطوط التماس مع «داعش».

في باحه منزل مهجور، رفعت لوحه كتب عليها «مدرسه البشمركه»، وجُهِّزت احدي غرفه بلوح ابيض ومقاعد خشبيه تضيق بطلاب بزيهم العسكري.

ويقول مصطفي انَّه «بعد احداث العام 1991 (الانتفاضه الكرديه الثانيه ضدّ الرئيس الاسبق صدام حسين) وتعرضنا للتشريد والحرب الداخليه، لم نستطع الذهاب الي المدارس»، قبل ان يضيف «بعد العام 2003 انخرطتُ في صفوف البشمركه. لم استطع الذهاب الي المدرسه، وبقيت امياً».

وبحسب وزاره التربيه في حكومه اقليم كردستان، تبلغ نسبه الاميه حالياً 15 في المئه، بعدما وصلت في تسعينيات القرن الماضي الي نحو 32 في المئه. والسبب وراء ارتفاع النسبه في السابق، هو ظروف الحرب والعقوبات الدوليه التي فرضت علي العراق بعد العام 1991، والاقتتال الداخلي بين الاكراد.

لا تقتصر مشكله الاميه علي مصطفي، اذ يشير الي انَّ العديد من رفاق السلاح وقعوا اسري «في ايدي الاعداء عن طريق الخطا لانَّهم اميُّون ولم يعرفوا اين هم ولم يستطيعوا قراءه العلامات التي تدل علي انَّهم وصلوا الي مناطق خطره و(يفترض بهم) عدم تجاوزها».

ويقول بدر الدين بيرو عزيز (21 عاماً) «عندما كنَّا نتوجَّه الي ايّ مكان، كان علينا سؤال الاخرين للاستدلال علي المكان الذي نقصده.. كنَّا نري انفسنا ضعفاء».

وتقع المدرسه عند خطوط التماس مع التكفيريين، علي بعد ثلاثه كيلومترات من اقرب نقطه للتنظيم. ويقدم الدروس المقدم في «البشمركه» بنديان حاجي جميل الذي طرح الفكره علي مسؤوليه، في استعاده لتجربه مماثله قامت بها القوات الكرديه في العام 1968، عندما افتتحت اول مدرسه لمحو الأمية في منطقه ناوبردان الجبليه.

ووفقاً للضابط: «فتحنا هذه المدرسه عند حدودنا مع الاعداء لنقول لهم انَّنا نهتم بالجانبين العسكري والتعليمي».

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل