المحتوى الرئيسى

من "عرابي" إلى "تمرد".. حملات جمع التوقيعات فتيل ثورات المصريين

06/30 18:37

علي الرغم من اختلاف العصور والاشخاص علي مدار التاريخ المصري، الا ان الفكر والرغبه في الحريه والتقدم لم تتغير، فكانت المظاهرات والتجمعات هي السبيل للاعلان عن رغباتهم في ذلك من القرن الـ19، الا ان "حملات التوقيعات" ظلت هي كلمة إلسر خلف تلك التحركات حيث عرفها في الازمات الضخمه التي حلت بالبلاد، وكان اخرها حركه "تمرد" التي عزلت نظام الجماعه الارهابيه عن حكم مصر قبل ان يفتك بها، منذ عامين، في 30 يونيو 2013، والتي سبقها حملتين شعبيتين في التاريخ المصري.

بدات اولي تلك الحملات عام 1881، في عهد الخديو توفيق، الذي لم يكن يكترث لامر البلاد، فمضي الكاتب عبدالله نديم يجمع توقيعات من الشعب لمسانده أحمد عرابي في الثوره علي النظام وقتها، وليكون متحدثًا باسم المصريين، حيث كان المواطنون وقتها يعتبرون ان الجيش هو السند الاكبر لهم، وللمطالبه بعزل وزير الحربيه وقتها عثمان رفقي، تركي الاصل، وتوكيل الوزاره علي محمود سامي البارودي، وزياده عدد الجند بالجيش الي 18 الف جندي، وصرف رواتبهم المتاخره، وعزل وزاره رياض باشا، وانتخاب مجلس شعب جديد للبلاد، والغاء التمييز، واصدار دستور جديد.

واتجه عُرابي ورجاله الي قصر عابدين في 9 سبتمبر 81، وعرض تلك المطالب امام الخديو وحاشيته، وتمت الموافقه عليها، وشُكلت حكومه جديد عُرفت باسم "حكومه الشعب".

وفي عام 1918، اثناء الاحتلال البريطاني لمصر، وبعد انتصار الحلفاء في الحرب العالميه الاولي، تعالت الدعوات بتكرار خطي الثوره العرابيه في جمع التوقيعات، لتشكيل وفد مصر يتمكن من حضور مؤتمر الصلح في باريس لتوضيح المشكلات بالبلاد في ظل الاحتلال وتدهور الاوضاع والدفاع عن القضيه المصريه والمطالبه باستقلالها.

فدشن الزعيم سعد زغلول ومصطفي النحاس ومكرم عبيد وعبدالعزيز فهمي واخرين، حمله لجمع التوقيعات وتفويضهم للتحدث باسم الشعب، وشملت الوثيقه "نحن الموقعين علي هذا قد انبنا عنا حضرات سعد زغلول ورفاقه لتحقيق المطالب المشروعه حينما وجدوا السعي سبيلا في استقلال مصر تطبيقًا لمبادئ الحريه والعدل التي تنشر رايتها دوله بريطانيا العظمي"، وبالفعل تمكنوا من حضوره، الا انها لم تلقَ قبولًا من اعضاء المؤتمر، وبعد عودتهم شكلوا حزب الوفد، وهو ما دفع السلطات البريطانيه بالرد علي ذلك.

فالقت القبض علي سعد زعلول ومحمد محمود وحمد الباسل واسماعيل صدقي، ما شكل الفتيل الذي اشعل ثوره 19.

"تمرد".. كانت اخر تلك الحملات الشعبيه القويه التي احدثت تغيرًا ناجحًا في التاريخ المصري، في 2013، التي اسسها الناشط محمود بدر، لتنهي عام من حكم الرئيس المعزول محمد مرسي، التابع لجماعه الاخوان المسلمين، فسعت الحمله لجمع التوقيعات من شتي محافظات مصر، وفي مختلف مناطقها، وطرقت سبل التكنولوجيا وصنعت وثيقه الكترونيه، لانهاء حكم الجماعه المحظوره، وتتضمنت الوثيقه "اقر انا الموقع ادناه انني بكامل الاوصاف المعتبره شرعًا وقانونًا، وبصفتي عضوًا في الجمعيه العموميه للشعب المصري، اعلن سحب الثقه من رئيس الجمهوريه الدكتور محمد مرسي عيسي العياط، وادعو لانتخابات رئاسيه مبكره وافوض اللجنه القانونيه بحملة تمرد الاصليه باتخاذ الاجراءات القانونيه والمتاحه".

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل