المحتوى الرئيسى

الأحياء الشعبية المصرية تتزين في رمضان

06/30 15:38

تبدا مظاهر رمضان والاحتفاء به، في الاحياء الشعبيه للعاصمه المصريه، قبيل حلول الشهر الكريم، حتي ان العامه يطلقون علي الايام الاخيره من شهر شعبان “روائح رمضان”.. ويبدا الاطفال والشباب في تلك الاحياء بتجميع النقود من الاهالي لشراء ادوات الزينه وخاصه الفوانيس وتعليقها في الحواري والشوارع وامام المنازل واعلي شرفاتها وقباله المحلات، لتتزيّن الاحياء باوراق ملوّنه تتخذ اشكالا متنوّعه من مثلثات ودوائر تتخلّلها فوانيس اضاءه ملونه، ويتوسّطها نموذج مجسّد لمسجد صغير او فانوس كبير، في اجواء من البهجه يشترك فيها الاهالي مع ابنائهم، في حين يتنافس الاطفال فيما بينهم من اجل تجميل الشوارع وتزيينها.

وبمجرد الاعلان عن حلول شهر الصيام، تتزيّن شوارع الاحياء الشعبيه وشرفات البيوت وواجهات المحلات بالاضواء المتعدّده الالوان وقطع القماش المزركشه، وتعلّق افرع فوانيس الاضاءه باللونين الاخضر والابيض علي ماذن المساجد، لتظل القاهره واحياؤها العريقه صامده في الاحتفاظ بتراثها وخاصه طقوس الاحتفاء برمضان، غير مباليه بتغيّر الاجيال مع تطور التكنولوجيا، وكان مظاهرها متوارثه عبر الجينات.

وتغدو الاحياء الشعبيه المعروفه، كحي الحسين والسيده زينب ومصر القديمه، واجهه البلاد في رمضان، من اذان المغرب الي موعد السحور، في اجواء تمتلئ بعبق التراث واقبال منقطع النظير علي اقامه الشعائر الدينيه في مسجد الحسين..

ويرتبط شهر رمضان بذكريات خاصه لدي القاهره، كونه شهد مولد قاهره المعز لدين الله الفاطمي منذ اكثر من الف عام وتحديدا في عام 358 للهجره، وظل الخلفاء المتتالون يامرون بالاكثار من المصابيح في رمضان لاناره الطرق وانس المصلين وبهجتهم.

ولم تختلف مظاهر الاحتفال برمضان في القاهره بين العصور المختلفه، حيث كانت مراسم الاحتفال في العصر الاموي، تبدا مع رؤيه الهلال من “دكه القضاه” التي كانت توضع فوق سفح جبل المقطم، ثم يطوف القضاه ومعهم التجار ورجالات الدوله علي الاحياء والشوارع لاعلامهم بقدوم رمضان وتهنئتهم، وتضاء المنازل بالفوانيس ابتهاجا بالشهر الكريم.

وكان جامع عمرو بن العاص مكان تجمّع سكان مدينه الفسطاط، واستمرت هذه المظاهر حتي العصر العباسي، الذي شهد ظهور اول مسحراتي، في عام 238 للهجريه الموافق لـ853 للميلاد، خلال عهد الخليفه المنتصر بالله، وكان “عتبه بن اسحاق” والي مصر في تلك الفتره، يطوف شوارع القاهره ليلا في رمضان لايقاظ المسلمين ودعوتهم الي تناول طعام السحور، وتواصلت الاحتفالات الي العصر الطولوني.

ويعدّ العصر الفاطمي من اشهر العصور التي ادخلت مظاهر توارثها سكان القاهره، ومنها الفانوس وموائد الرحمن، حيث امر الخليفه العزيز بالله باقامه اول مائده مفتوحه في شهر رمضان يفطر عليها اهل جامع عمرو بن العاص، والتي تعتبر اول مائده رحمن عرفتها القاهره.

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل