الخليج يرفد "داعش" بالقادة والإنتحاريين.. والأموال

تمكن تنظيم "الدوله الاسلاميه في العراق والشام"- "داعش" الذي اعلن مسؤوليته عن اعنف هجوم للمتشددين في الكويت يوم الجمعه الماضي، من تكوين شبكه مقاتلين في دول عربية خليجيه نفذت سلسله تفجيرات انتحارية استهدفت مواطنين في شبه الجزيرة العربية.

وينحدر بعض قاده التنظيم المتشدد من الخليج. اذ دعت "ولايه نجد" فرع التنظيم في السعوديه، الي اخلاء شبه الجزيره العربيه، لاسيما السعوديه كبري دول المنطقه، من الشيعه.

ويتبع تنظيم "داعش" منهجاً متشدداً يكفّر الاخرين ويرغب في الاطاحه بالملكيه في السعوديه التي يري انها تتنافي مع الاسلام.

تركي البنعلي: هو من مملكة البحرين، منظّر بارز لفكر "داعش" وله دور نشط في عمليه التجنيد. وهو يشجب بقوه منتقدي التنظيم من المسلمين ويدافع عنه كدوله. وبعد قليل من اعلان التنظيم قيام "خلافه" مقرها العراق وسوريا قبل عام اصدر مكتوباً يحث فيه المسلمين علي مناصره القضيه. وجاء في سيره عن حياته كتبها احد مريديه ان البنعلي. وهو في الثلاثين من العمر تقريباً، ممنوع من دخول دول خليجيه عديده، وكذلك مصر.

محمد اموازي: يقول مسؤولون غربيون انه "جون الجهادي" منفذ الاعدامات الاشهر في التنظيم. ولد في الكويت لكنه انتقل الي بريطانيا عندما كان في السادسه من عمره ونال فيما بعد درجه علميه في برمجه الكمبيوتر من جامعه و"ستمينستر". يقال انه الملثم المسلح بسكين مسلط علي رقاب رهائن غربيين مثل جيمس فولي وستيفن سوتلوف. وينتمي اموازي الي فئه البدون في الكويت، اي الذين لا يحملون جنسيه ويصل عددهم الي عشرات الالاف في البلاد. وقال محام اموازي ان المسؤولين الغربيين لم يقدموا دليلاً يثبت انه هو "جون الجهادي".

بندر الشعلان: ضابط سابق في اجهزه الامن السعوديه وساعد في هيكله التنظيم وتشجيع رجال الدين علي تاييده. وتشير سلسله تسريبات اطلقها شخص يقول انه يقاتل في صفوف التنظيم في سوريا علي موقع "تويتر" ولم يتم التحقق منها الي قيام الشعلان بدور مهم عندما تفرقت السبل بين "داعش" و"جبهه النصره"- جناح تنظيم "القاعده" في سوريا، اذ حث شخصيات "جهاديه" في الخليج علي مبايعه "الخلافه" والتبرع لها.

عمر "ابو بكر" القحطاني: داعيه سعودي اختير ليكون احد قيادات التنظيم الثلاثه الرئيسيه المسؤوله عن الامور الشرعيه.

عثمان ال نازح العسيري: سعودي سافر للقتال في سوريا في العام 2013. وهو من الاصوات البارزه التي دافعت عن الانضمام الي "داعش" اثناء خلافها مع "جبهه النصره". وردت انباء بانه قتل في سوريا في كانون الثاني الماضي.

وفي معلومات رواها المتحدث باسم وزارة الداخلية السعودية اللواء منصور التركي، لـ"رويترز" في اذار، يقول ان 2284 سعودياً في المجمل انضموا الي جماعات متشدده في سوريا منذ بدء الصراع في العام 2011، وان 645 منهم عادوا الي المملكه وقتل نحو 570 اخرين.

وتشتبه الولايات المتحده بان جانباً من تمويل تنظيم "داعش" ياتي من تبرعات خاصه من اثرياء خليجيين.

ويقول وزير الخزانه الاميركي لشؤون الارهاب والاستخبارات الماليه ديفيد كوهين، في كلمه القاها في اذار 2014، ان الكويت "هي مركز جمع التبرعات للجماعات الارهابيه في سوريا".

ويضيف، في كلمه القاها في تشرين الاول 2014، ان تنظيم "داعش" لا يعتمد كثيراً علي شبكات التبرعات الخارجيه لكنه "يحتفظ بصلات مهمه مع ممولين في الخليج".

تختلف المدرسه الوهابيه المتشدده في السعوديه عن فكر "داعش" اذ انها تحرّم التمرد علي الحكومات التي تعتبرها شرعيه، وتعارض شن هجمات علي غير المسلمين في معظم الظروف. ويصف كبار رجال الدين في السعوديه، المتشددين بانهم "اصحاب فكر ضال"، لكن معظمهم لا يعتبرون الشيعه مسلمين بحق كما يرفضون نبذ افكار الوهابيين الاوائل التي تدعو لـ"الجهاد ضد الزنادقه والكفار".

لقد استهدفت الهجمات ابناء الاقليه الشيعيه ورجال الشرطه وغربيين في المملكه، حيث تمثل اخطر تهديد للمتشددين في السعوديه منذ انهت البلاد حمله علي تنظيم "القاعده" استمرت من العام 2003 الي العام 2006.

وقتل 24 شخصاً في تفجيرين انتحاريين علي مسجدين في المنطقه الشرقيه في السعوديه في ايار الماضي. ونفذ التفجيرين متشددان سعوديان واعلن تنظيم "داعش" مسؤوليته عنهما.

ووقع التفجير الاول في قريه القديح يوم 22 ايار وقتل فيه 21 مصلياً، واصيب قرابه مئه في ادمي هجمات المتشددين في المملكه منذ سنوات.

وفي يوم الجمعه التالي فجّر انتحاري يرتدي نقاباً، نفسه داخل مسجد في مدينه الدمام فقتل معه ثلاثه اخرين.

وقالت وزاره الداخليه ان هناك ما يدل علي وجود صله بين زعيم "داعش" ابو بكر البغدادي وخليه للمتشددين في السعوديه كان مفجر القديح ينتمي اليها.

وقال المتحدث باسم وزاره الداخليه السعوديه بسام عطيه، في ايار، ان احد اتباع البغدادي نسق مع خمسه سعوديين محتجزين الان في السعوديه، وينتمون الي نفس الخليه التي ينتمي اليها المفجر الانتحاري صالح بن عبد الرحمن صالح القشعمي.

وفي الكويت، قتل انتحاري 27 شخصاً عندما فجر نفسه داخل "مسجد الامام الصادق" في العاصمه يوم 26 حزيران، في اعنف هجوم يشنه المتشددون في هذه الدوله الخليجيه.

وقالت الكويت ان منفذ التفجير سعودي يدعي فهد سليمان عبد المحسن القباع.