المحتوى الرئيسى

ما هي 'الطاقة' التي دفعَت جورج عبود ليترك راتبه الكبير؟ [صوتيات]

06/28 12:14

لا يهمّ كم يكون راتبك مرتفعاً وحتّي المركز الذي تشغله، فعندما تحين ساعه الرياده سوف تتخلّي عن كلّ شيءٍ من اجل بدء العمل علي شركتك واللحاق بشغفك. هذا ما قام به جورج عبود الذي اصبح رائد أعمالٍ ناجحاً من لبنان.

في مقابلهٍ سريعهٍ مع "انتربرينرجي" Entrepreneurgy، يخبرنا عبود انّه بدا العمل عندما كان عمره 12 عاماً، حيث كان يعمل كلّ صيفٍ بعد انتهاء المدرسه. ولكنّه عندما بدا الجامعه اوقف العمل الصيفي، واراد ان يعيش كلّ تفاصيل الحياه الجامعيه. درس التسويق، ثم عمل في شركه استشاريه لمواد البناء ثمّ في شركهٍ اخري، لكنّه كان يحلم دائماً بان يكون له شركهٌ تعني بالطاقه المستدامه. ترك كلّ شيء، اسَّس شركته في لبنان، انتقلت اعمالها الي الشرق الاوسط ومن ثمّ الي افريقيا. كلّ ذلك في غضون سنواتٍ قليله.

يشير عبود في هذه المقابله الصوتيه الي انّه اتّخذ القرار الذي غيّر مسار حياته عندما ترك الشركه التي عمل فيها عام لستّ سنوات، والعمل في شركهٍ اخري ثمّ تركه بعد شهرٍ ونصف. بالرغم من الراتب المرتفع الذي كان يتقاضاه في كلتا الشركتَين، اخذ عبود قرار الاستقاله من اخر عملٍ له كموظّف قبل ان تولد ابنته باربعه ايّام.

كلّ ذلك من اجل ان يؤسِّس "ايرث تكنولوجيز" Earth Technologies التي بقي يحلم بها لمده 4 سنوات من قبل. اضِف الي انّه طرح الفكره علي الشركات التي عمل فيها ولكنها لم تبادر الي العمل بها، فقرّر بدء الشركه التي تقوم بهذا الامر، رغم انّ الناس لم ياخذوه علي محمل الجدّ وراحوا يزرعون في قلبه الخوف.

ولكنّ هذا الرائد اللبناني اخذ بمقوله غرايسون مارشال: "اذا لم يضحك الناس علي احلامك فهذا يعني انّها ليست كبيرهً كفايه"، وتوجّه نحو شغفه بالطاقه المتجدّده واجراء الدراسات حولها.  وذلك كما يذكر، لانّ "ريادة الأعمال هي ان تعيش بضع سنوات من حياتك كما لا يريد معظم الناس، بحيث تمضي بقيه حياتك كما لا يستطيع معظم الناس."

مشغل "ايرث تكنولوجيز" في زامبيا. (الصوره من صفحتها علي "فايسبوك".)

وكانت الفكره قد جاءَته خلال العمل السابق، حيث "كنتُ اسافر 150 يوماً في العام، ورايتُ انّ الطاقه المتجدّده هي مستقبل الطاقه وانّ الوقود الاحفوريّ سوف يزول،" بحسب عبّود الذي يضيف انّه منذ عام 2006 يركّز علي الطاقه المتجدّده ويقوم بالدراسات حولها وجمع المعلومات ودراسه السوق.

وينصح خلال المقابله بانّ "الفكره تاتي اليك ولكن عليك العمل عليها وتحقيقها فهي يمكن ان تغيّر حياتك." كما يؤكّد انّه يمكنك ان تاخذ ايّ فكرهٍ وتنفّذها بطريقهٍ مختلفه، وهكذا سوف تربح. "فالشغف والفكره يكّملان بعضيهما."

يتحدّث عبود عن الفشل فيقول انّه "لا رائد اعمالٍ من دون فشل، ومن يقول انّه لم او لا يفشل فهو خاطئ." امّا عن الفشل الذي مرّ به اثناء مسيرته الرياديه، يلفت الي النقص في التخطيط المالي وما يتعلّق به من تامينٍ للمال وتخطيطٍ لكيفيه صرفه وانفاقه، خصوصاً في لبنان. "مررتُ بفشلٍ كبيرٍ جرّاء هذا التقدير الخاطئ،" كما يقول، مضيفاً انّه خلال احدي المشاريع الكبيره التي تبلغ عدّه ملايين دولار، "اشترينا البضاعه وخلّصناها جمركياً وتوجّهنا الي تركيبها، والزبون لم يدفع ايّ مبلغٍ بعد. اثر ذلك، بتنا امام خيارين: امّا الانسحاب من المشروع وتحمّل اعباء البضاعه الكاسده وامّا المضيّ بالمشروع وتحمّل تاخر دفع الزبون." ولكن، كلّ فشلٍ يتعلّم المرء منه سوف يكون متبوعاً بالنجاح حتماً.

امّا عن الاسباب التي اخّرته عن ان يصبح رائد اعمال، يجيب انّ "الراتب كان مرتفعاً ولم اكن افكر انّه يجب ان اذهب وانشئ شركتي." امّا السبب الثاني فهو "لانّني لم اكن اعرف انّني استطيع القيام بهذا الامر." ولكنّه في نهايه المطاف، اتّخذ القرار و"هذا هو الاهمّ."

حلم جورج عبود بتاسيس شركه للطاقه المستدامه لا يخلو من "الطاقه". (الصوره من "فايسبوك")

من اهمّ النصائح التي يشاركنا ايّاها عبّود هي تلك التي حصل عليها من والدته: "اعطِ، والله سوف يعطيك." فبرايه، انّ المساهمه والتشارك مهمّين جدّاً للاقتصاد، فيمكن مثلاً "للشركه الكبيره ان تستعين بشركهٍ صغيرهٍ اخري وتؤمّن لها اعمالاً، فيستفيد الطرفان. اضافهً الي انّ الشركه الصغيره بدورها سوف تستعين باخري، فيستفيد الجميع."

وبالحديث عن العادات الناجحه التي يتّبعها والدروس التي تعلّمها، يخبرنا عن تمضيه الوقت مع اشخاصٍ ناجحين "لانّك سوف تتعلم منهم وسوف ينقلون اليك عدوي النجاح." بالاضافه الي ذلك، يشدّد علي ضروره عدم تاجيل العمل "فهو يدمّر الشركات وروّاد الاعمال." كذلك، تعلّم عبّود كيفيه التفويض، اذ يقول: "عندما بدانا ظننتُ انّني استطيع القيام بكلّ شيءٍ ولكنّني اكتشفتُ فيما بعد انّه يجب الركون الي التفويض، وذلك كي تقوم بامورٍ اهمّ كما يمكن للشخص المفوَّض ان يقوم بالمهمّه بطريقهٍ افضل."

وعن الموارد الالكترونيه التي يستفيد منها في عمله، يدلّنا علي "دروب بوكس" Dropbox الذي يستعمه لتشارك الملفّات مع مختلف مكاتب شركته المنتشره في عدّه بلدان، كما يشير الي موقعٍ صمّموه ضمن الشركه لمتابعه سير العمليات عليه. "لقد قمنا بالحلّ الخاصّ بنا الذي سينمو مع الشركه." ومن الكتب التي يفضّلها يذكر كتاب "فنّ الحرب" The Art Of War لكاتبه صن تزو.

نرشح لك

أهم أخبار تكنولوجيا

Comments

عاجل