المحتوى الرئيسى

أحمد راسم النفيس: الفكر الوهابى أكبر تهديد لثوابت الإسلام

06/27 11:24

قال الدكتور احمد راسم النفيس، القيادي الشيعي المصري، ان دعوات الرئيس عبدالفتاح السيسي لتجديد الخطاب الديني نابعه من علمه بان هناك تياراً وفكراً معيناً وراء كوارث المجتمعات العربيه، موضحاً ان الدعوه السلفيه تطرح افكاراً هدامه ومغلوطه، والاخوان وداعش يحاربون المسلمين ولا يستطيعون محاربه الاسرائيليين.

واكد في حواره لـ«الوطن»، ضروره تصحيح الخطاب الديني والمفاهيم التي فرضت علي المسلمين من داخل تلك الجماعات، مشيراً الي ان الفكر الوهابي اكبر تهديد لثوابت الاسلام، وان الشيعه لا ينكرون المصادر السنيه، ووصف اغلب من يتصدرون الساحه بانهم ظواهر اعلاميه صوتيه دون عقل، وانه يؤمن بالحرية الدينيه والعلمانيه، ويرفض كل دعوات التكفير.

■ ما رايك في دعوه الرئيس عبدالفتاح السيسي لتجديد الخطاب الديني؟

- الرئيس مواطن لديه القدره علي استشعار الاخطار الناتجه عن الفوضي التي نعيش فيها من الخطاب الحالي، وبعض الافكار التي تسبب كوارث مثل الفكر الوهابي، فاراد ان يعالج الامور ويزيل الاحتقان والدم السائل بسبب تلك الافكار المدمره لدي البعض من المسلمين السنة.

■ ما دليلك علي ذلك؟

- راينا الكثير ممن يتكلمون في الدين يفرضون مواقفهم بالقوه، منهم المعزول محمد مرسي، وبعض قيادات الدعوه السلفيه مثل ياسر برهامي ومحمد عبدالمقصود، وهؤلاء يطرحون افكاراً هدامه ومغلوطه، ما جعلنا امام مجموعه من المفاهيم المدمره التي تتحدث عن حروب الرده والحاجه الي ايجاد شرعيه الخليفه، واصبحنا امام فتوي شرعيه تبيح قتل الناس واجبارهم علي الدخول فيما يسمونه النظام العام وهو «دين الملك»، وهذا منهج سيد قطب وداعش وغيرها من الافكار الارهابيه، فالاخوان وداعش، متمسكون باراء فقهيه مغلوطه، ويحاربون المسلمين ولا يستطيعون محاربه الاسرائيليين، كما ان الدوله موقفها غير واضح، ففي بعض المواقف تقول ليس لدينا كهنوت، ثم تعود وتقول ان الازهر هو المسئول عن امور معينه، لكن المولي عز وجل لم يقل الازهر ولا غيره هو المسئول عن الدين، ولكنه قال «انما يخشي الله من عباده العلماء»، فاذا لم نقتنع بهؤلاء العلماء وبمرجعياتهم، فلا احد يستطيع ان يجبرنا علي اتباع ارائهم.

■ هل انت مع تجديد الخطاب الديني؟

- تجديد الخطاب الديني لا يكفي، بل هناك ضروره لتصحيح الخطاب والمفاهيم التي فرضت علي المسلمين من داخل الجماعات التي تقاتل بعضها البعض وتؤدي الي تراجع المجتمعات من الداخل، لاننا اذا لم نعالج الامور من جذورها سنبقي في نفس الدائره، وهذا لا يتاتي الا بحراك فكري شامل، ففي اوائل القرن العشرين كانت هناك مجموعه من المفكرين قدموا اطروحات فكريه مختلفه عن السائد وعملوا بها ولكن رجعت الامور مره اخري لما كانت عليها.

■ وكيف يحدث التصحيح من وجهه نظرك؟

- هناك خطابات مغلوطه 100%، وليس لها اي اساس من الصحه ونتعامل بها، وهناك نموذج يوضح ذلك، فمثلاً نحن تربينا علي الروايه التي تقول «امرت ان اقاتل الناس حتي يشهدوا ان لا اله الا الله»، وما يجري في الساحه العربيه والاسلاميه مبني علي تفسير الايات الاولي من سوره التوبه، وهذه التفسيرات نتج عنها فكر سيد قطب وابن القيم، والاصل في القضيه ان الرسول صلي الله عليه وسلم كان محاصراً طوال حياته في الفتره التي قضاها في مكه وبعدها في المدينه عندما هاجر مع القله القليله من المؤمنين الذين انتقلوا معه وحدثت الغزوات في المدينه، والمسلمون في الغالب الاعم حتي وفاه الرسول كانوا يقاتلون دفاعاً عن النفس.

■ ما النقاط التي يريد الشيعه اخذها في الاعتبار عند تجديد الخطاب الديني؟

- لا يجوز ان نفرق بين الشيعه والسنه، فكل منا له عقل يفكر به، ولا يوجد عقل شيعي واخر سني، فالفرق يكون بين عقل يتصرف بطريقه صحيحه واخر يتصرف بطريقه خاطئه، والقران هو المرجعيه عند المسلمين بشقيهم، فاهل السنه يقولون ان المرجعيه هي كتاب الله وسنه رسوله، والشيعه يقولون كتاب الله وعتره ال البيت، لذلك لا بد من العوده الي الاصل وهو كتاب الله، ولا نقول شيعه او سنه، لان الله خلق الناس تعمل بكل العقليات، فلا بد من ترك كل العقول تتصرف بالطريقه الصحيحه التي تراها، كما ان الشيعه والسنه لا ينكرون المصادر السنيه، ولا بد من ان تتحاكم الاراء حتي تصل الي نقطه تلاقٍ من خلال حوار، لكننا نرفض في نفس الوقت ما يتهموننا به اننا كفره وزنادقه وخلافه.

■ ما تحليلك للخطاب الديني الحالي وتناوله للفكر الشيعي؟

- اقول دائماً جادلت العالم فغالبته، وجادلت الجاهل فغلبني، نحن الان لا نناقش الامور من ادلتها، اغلب الذين يتصدرون الساحه ظواهر اعلاميه صوتيه، لا عقليه، فلا يوجد نموذج لاعمال العقل في قراءه النص، هناك من يفكر باسلوب اعوج وكانه يعقد نظام محاكمات في مجتمعات مصابه بالتخلف العقلي والذهني، وكل من يفكر بمنطق «عنزه وان طارت»، ونحن نرفض كل من يكفرنا ويقول اننا نسب الصحابه والسيده عائشه.

■ ماذا عن الصراع الدائر بين السنه والشيعه بسبب الخطاب الديني المتطرف من الجانبين؟

- التنصل من المسئوليه لا يفيد بشيء، فداعش والاخوان والسلفيون والارهابيون ليسوا شيعه، ولا بد ان نحتكم الي ما هو متفق عليه، فالشيعه لا ينكرون المصادر السنيه، ولا بد من اجراء المناقشات، الحجه بالحجه، والدليل بالدليل، مع احترام اداب الحوار، والله قال «لاتجادلوا اهل الكتاب الا بالتي هي احسن»، ولكل منا حريه الاقتناع، نحن نؤمن بالحريه الدينيه والعلمانيه ولا يحق لاحد فرض رايه علي احد، لا اسلام او مسيحيه ولا غيره.

■ طالب بعض علماء الازهر بانشاء هيئه قوميه لتجديد الخطاب الديني، فما رايك في ذلك؟

- انا ضد انشاء اي هيئه، لاننا ولدتنا امهاتنا احراراً ولن يستعبدنا احد، سواء كان ازهر او اي مرجعيه، فكل انسان حر في تاييده لمرجع معين، واقول لهم متي استعبدتم الناس وقد ولدتنا امهاتنا احراراً.

■ هل من الممكن ان ينضم الشيعه الي هذه الهيئه لتوحيد الصف؟

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل