المحتوى الرئيسى

سحر "التراويح" في جامع عقبة بن نافع بتونس

06/27 15:20

ما يزال جامع عقبه بن نافع بمحافظه القيروان (وسط تونس)، الذي وضع اساسه الفاتح عقبة بن نافع الفهري سنه 50 للهجره، يجتذب افئده المسلمين، من كل ارجاء المحافظه، وتشد اليه الرحال، ومن خارجها، لا سيما في شهر رمضان المبارك.

وتزداد جاذبيه الجامع لالاف المصلين خلال رمضان لاداء صلاة التراويح، خلف ائمه جامع عقبه، التماسًا لنفحات وبركات الشهر الكريم واستظلالاً بالمعالم الدينيه العتيقه.  

بعد الافطار بقليل، يبدا المصلون في التوافد علي الجامع، يساعد بعضهم العاملين بالجامع علي فرش السجادات الاصطناعيه الخفيفه علي البلاط الرخامي العتيق.

ومع اقتراب موعد صلاه العشاء، بعد ساعتين من الافطار علي عاده اهل القيروان، تري المصلين يحثون الخطي الي الجامع، فرادي وجماعات، من اجل الحصول علي موضع صلاه، ومنهم من يحمل معه سجادته الخاصه، كانهم  في سباق، حتي يلا تجد مكانًا في الجامع.

يختار معظم المصلين مكانهم في صحن الجامع(وسط)، ومنهم من يختار موضعًا في الاروقه التي تتشكل بها عاده حلقات حفظ القران الكريم، وكانت علي مرّ العصور اماكن لحلقات العلم والفقه، قبل ان يوحدها الامام سحنون في حلقه علم واحده علي المذهب المالكي (776م – 854م).

ويبقي "بيت الصلاه" التي ترفعها اعمده من الرخام البيزنطي، المصمم بدقه هندسيه وعنايه فنيّه مبهره، خاليه من المصلين بعد خروج الائمه واتمام درس الفقه، علي عاده شيخ المدينه المرحوم عبد الرحمان خليف (توفي عام 2006)، علّامه القيروان وامام جامع عقبه ومؤسس الجمعيه القرانيه بها خلال الستينات.

لا يكاد صوت الاذان يصدح من اضخم مئذنه من بين 365 مسجداً وجامعًا، في القيروان، حتي يكتمل رصّ الصفوف استجابه لنداء الامام.

عدد قليل جدًا من بين الالاف التي جاءت الي جامع عقبه، من يغادر قبل بدء صلاه التراويح. فالذين جاءوا من بعيد علي متن سيارات اكتظت بها الكراجات المحيطه بالجامع الاعظم، لا يسعهم المغادره قبل اداء صلاه التراويح خلف ائمه يتلون القران الكريم بقراءات تجمع بين عذوبه الصوت والخشوع.

ويتحمل شق كبير منهم مشقه اداء 20 ركعه علي عاده جامع عقبه، منذ زمن الا من اختار الاقتصار علي عدد زوجي منها. وتدوم مده صلاه التراويح لمده ساعه ونصف الساعه، يتم خلالها قراءه حزبين ونصف من بين ال60 حزباً. يؤم المصلين 3 قراء يتناوبون بشكل دوري علي الامامه. وتنتهي الصلاه بالدعاء.

وتشتهر القيروان في القراءات عند الصلاه بروايه قالون عن نافع. يتم تحفيظها في الكتاتيب والمدارس القرانيه، وهي الاكثر شيوعًا، رغم معارضه بعض التيارات الاسلاميّه، التي سيطرت علي بعض المساجد بين 2011 و2014 قبل عزل بعض ائمتها بتدخل امني وقضائي.

وقال شيخ جامع عقبه، الطيب الغزي للاناضول، ان روايه قالون هي "الشهيره في القيروان وفي تونس" و"نحن نعتز بها ويكفي فخرًا انها تعود الي نافع قارئ المدينه".

معظم القرّاء الذين يؤمون الناس من الشباب، حفظوا القران عن مؤدبين ومدرسين خارج الجامع، بدار القران (اسسها الشيخ عبد الرحمان خليف في الثمانينات).

وقال الشيخ الغزي ان جامع عقبه يعج بالمصلين في صلاه التراويح (وكذلك مساجد اخري). وهؤلاء ياتون من محيط مدينة القيروان والقري المجاوره، وكذلك من مدن مجاوره. ويتضاعف عدد الوافدين خلال العشر الاواخر من رمضان خلال صلاة القيام (تسمي في القيروان التهّجد).

والسّبب في هذا الاقبال، حسب الشيخ الغزي "ان هناك سرًّا(لم يسمه) في جامع عقبه، يجذب فئات مختلفه من الشباب والكهول والشيوخ والاطفال برفقه ابائهم، ويفضلون الصلاه في جامع عقبه علي مساجد اخري.

المقرئ عمر مزهود ( 40 سنه) قال انه حفظ القران الكريم طفلاً، وقد بدا في امامه الناس في التراويح، منذ كان في ال16 من عمره.

واوضح ان القيروان تمتاز بـ "تقديم حفّاظ القران في المحاريب دون سواهم"ن حيث لا يعتمد الامام علي القراءه من المصحف، وانما يعتمد علي حفظه عن ظهر قلب، وكذلك المصححون من خلفه. وهذه ميزه جميع مساجد القيروان.

واشار مزهود انه يوجد في القيروان اكثر من 300 حافظ للقران الكريم، بقواعده من الشباب والكهول.

وافاد الامام الشاب رشيد العلاني ( 20 سنه) انه حفظ القران في سن 17 سنه، عند الشيخ المكي بكّار (دعا له بالخير). واضاف ان هناك اجواءً روحانيهً في صلاه التراويح بجامع عقبه، وانه حصل علي فرصه الامامه فيه، داعياً الشباب الي النسج علي منواله.

جوهري عمر شاب اندونيسي يدرس بالجامعة التونسية (21 عاما)، وجدناه بين المصلين في جامع عقبه، قال: "جئت لاداء صلاه التراويح وسائر الصلوات بجامع عقبه بن نافع خلال شهر رمضان".

اضاف الاندونيسي انه سيقضي كامل شهر رمضان في القيروان ويعود الي بلده بعد العيد. وقد كان مع جوهري في جامع عقبه 4 من مواطنيه، يؤدون صلاه التراويح، وهم يسكنون مع عائلات تونسيه في القيروان حسب توضيحه.

عرف جوهري القيروان اثناء مجيئه الي تونس العام الفارطن وطالع كتبًا ومطويات سياحيّه ورد فيها ان الحضاره الاسلاميه بتونس بدات بالقيروان وقال: " اريد ان اعرف معرفه دقيقه هذه المدينه" في اشاره الي معالمها وخصوصياتها. وقال انّ اهم ما اعجبه في القيروان هو جامع عقبه هو وكذلك "وجود عدد كبير من الناس يصلون الصلاه في وقتها بعدد كبير في رمضان والحرص علي حفظ القران الكريم".

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل