المحتوى الرئيسى

عدنان بن صالح يكتب: مَسار القَتل.. التَّرعيب والإرهاب! | ساسة بوست

06/26 06:21

منذ 10 دقائق، 26 يونيو,2015

منذ زمنِ ليس باليسير قرّر مُكوّنٌ وَظيفيٌّ مُجرمٌ حِسًّا ومعني ان يكونَ “الثابت الوحيد” في كلّ محطات العُنف والارهاب الدمويه بالجامعه المغربيه، وجَعَـل من ذلكَ مبداً وخيارًا لمواجَهه كل ما يُمكن مُواجَهته في افُقِ المواجَهه الشامِله، لا يُفرِّق في ذلكَ بين استاذٍ وادارِيٍّ وطالبٍ وعُضوٍ في منظّمهٍ او فصيل، الكُلُّ في برنامَجِه الهَمَجِي مَشروع “اغتيال وتَصفيه جسديه”، وذلك في تحدٍّ سافِر صارخٍ لاعراف وحُرمه الفضاء الجامِعي، ولدوله الحقّ والقانون، ولتاريخ الحركه الطلابيه المغربيه، ولقيم الدين والمُجتمع التي تُحرِّم الاعتداء علي الاخر وسفك دمه بغير وجه حقّ.

اجيالٌ غادرت الجامعه واخري جديدهٌ في رحابها، فصائلُ انعدَمت واخري انسحبت وثالِثهٌ لا زالت تُؤطّر وتُعلِّم وتناضِل، احوالٌ جامِعيه ومُجتَمَعِيه تغيّرت، ومفْهُوم العُنف انتقل من (اصل) الي (فرع واستثناء)، واضحت اجيال من الجماهير الطُلابيه تعرِف الامن والامان وتُعانِق الحُريه والسِّليمه؛ الاّ ان تيارًا واحدًا ابي الاّ ان يكون “فوق الدوله، فوق الامّه، فوق الجامعه”، ابي الا ان يكون هوَ الاعلي والاعتي والاطغي، مُرتَزِقًا مُجرِمًا قائدًا (بفِعل الامر) للارهابِ، عاشِقًا للمهاترات والمواجَهات، مُسَخَّرًا لخِدمه سَدَنه الاستبداد وقوي الارْتِداد، عابدًا لالِهَتِم المُدنَّسه، ومَسلكياتهم النّجِسه، وانحرفاتهم البئيسه، واحلامِهم النّزِقَه في خَطْفِ الجامِعه وسَرِقَـه الوطن وتعيق امال الانتقال الديمقراطي.

انه فصيل “النّهج الديمقراطي القاعِدي، البرنامج المرحَلِي”، نَـهَجَ مـا لا يُنتَهج، خيارًا دَمَوِيا تَصْفَوِيا رجعِيا بالمعني الصحيح للكلمه (تاريخيا وسياسيا)، واخذ من الديمقراطيه ما يخدُمه هو، وِفق مقاسه، ديمقراطيه تعنيه ولا تعني الاخرين، تُبقيه وتَنفي البَقِيه، تُحقِّق وجوده وتُصفِّي الجَميع، واستَلهم من (القاعِدي) فِكر القاعِده واصولها وانحرافِيتَها المُوغِله في العُنف والارهاب والتّقتيل والتّنكيل، فصارَ نموذجًا لجماعه وظيفيه مُنحرِفه تكتمل فيها مُقوّمات واركان الارهاب، وجَعَل برنامَجه وَقْفًا علي اشتهاء الدماء واغتيال الابرياء.

وها نحن اليوم؛ وفي عَصر الانوار العربيه والانتفاضات الديمقراطيه، وفي لحظاتِ اقرار وتفعيل دوله الحقّ والعدل والقانون، وفي وقتٍ تتَحفُّز فيه الجامعه المغربيه للانخراطِ في مسار الاصلاح، وتسَعْي مُكوّناتٌ راشِده للارتفاع بالعمل الطّلابِي الي ما هو مطلوب منه مَنهجًا ومُشارَكهً واداءً، يَنتَصِبُ فصيل (البرنامج المرحلي) حَجَر عثره امام كلّ تلك الاماني والطُّـموحات والتّغييرات، وغُولًا يفتَرِس احلام الطُّلاب في الحياه والجامعه في النّهوض، ويضِربُ عرْضَ الحائط بالمخزن والدّوله والقانون وقرارات وزير التعليم العالي والداخليه.

يَفرِض علي الفضاء الجامِعي ومُحيط جامعه السلطان محمّد بن عبد الله واقِعًا رهيبًا مُرْعِبًا، حيثُ يُمارِس بشكل يومِيٍّ اعتداءات مُتكّرره علي الطلبه العُزّل، ويُرْهِب الطالبات المغلوبات علي امْرِهنّ، وينتهكُ كرامَتِهنَّ ويُعــرِّضُ حياتهنَّ لاخطار تَشيبُ لها الامهات والاباء والدُّول التي تعرِف لمواطنيها قيمهً ومكانه، ويعتَرض سبيل اعضاء منظّمه التجديد الطّلابي ليلَ نهارَ وفي كلّ ناحيه، ويُشْبِعُهم من السبَّ واللّعنِ والضّرْبِ والتّرهيب ما لا يحتمله احد، وهؤلاء لا حول لهم ولا قوّه، يصرُخون، يُندّدون، يُبلِّغون الجهات المسؤوله داخل الجامعه.

يُقدّمون شكاياتٍ لوالي ولايه امن فاس، ويُنظّمون وقفاتٍ احتجاجيه امام وزاره العدل والحُريات، ويُطلِقون صفحاتٍ علي الفيس بوك يُناشِدون فيها كل ابناء الوطن، والمناضلين الحزبيين، وجمعيات المجتمع المدني، وباقِي المكوِّنات العاقِله داخل الحركه الطّلابيه بان يباشِروا دورَهم في حمايه ارواح الطلبه وحُرمه الجامِعه، وخَلْقِ مُبادراتٍ ذات جدوي للحدّ من طُغيان الطاغوت وجَبروت العصابات المُتَدَثِّره برِداء (الفصيل الطّلابي).

انَّ هذا التنظيم الارهابي الذي عُرِف طيله مساره بالاجرام، والذي تَعرِفه الدوائر الامنيه جيّدًا، وتري مُناضِليه وتُوظِّف خِرِّيجيه، هذا الفصيل المدعوم من عناصر بحزب الاصاله والمُعاصَره قد تحوّل الي فرع لداعِش في فاس والنواحي، يُهدّد الامْن العام للجامِعه، ويَقتُل النّاس، ويعتَدِي بضراوه علي مُخالِفيه وناهِجي السّلميه، ويَــعبَثُ بممُتلكات الكُليات، ويستولي علي مرافِق المُؤسسات الجامعيه، ويبيع ويشتَري في الاطر الاداريه واعوان الاحياء الجامِعيه، ويُخبّئ اسلِحته وعتادَه الحَرْبِي بمحلّاتٍ في ساحه 20 يناير وبداخل غُرف الحي الجامعي.

لقد اغتال هذا المكوِّنُ المُجرِم الطالِب عبد الرحيم الحسناوي رحمه الله يوم 24 ابريل من العام 2014م، وقادَ عملياتٍ تلو اخري استَهَدفت ترويع وترهيب اعضاء منظمة التجديد الطلابي وطلبه اخرينَ بكلٍّ من مدينه وجده والقُنيطره (2014)، وفاس (2015)، وجدّدوا الهَجمه الارهابيه لازهاق ارواح اخري عن سَبق اصرارٍ وتَرَصُّدٍ يومَيْ 12 و 20 يونيو من العام 2015م بنفس الموقِع الجامِعي، وعلي اعْيُنِ الجميع. اليست هذه ممارسات داعِشيه، ارهابيه؟

فاين هي قنواتنا الاعلاميه ومواقِعنا الالكترونيه ومؤسَّساتُنا البرلمانيه ومحاكِمنا القضائيه واجهِزتُنا الامنيه ومُكوّناتُنا الطلابيه، واحزابُنا السياسيه، وجمعياتنا الحُقوقيه، ورئيس حُكومَتِنا .. مما يجري في بلادنا وجامِعتنا؟!!

اغيثوا الجامعه انها في نِزاعِ الرّمَق الاخير..

انقِذوا الطّلَبه انّهم علي مشارِفِ موتٍ مُنتَظر..

اللهم قد بلَّغنا.. وابْلَغنا؛ اللهمَّ فاشهَد..

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل