المحتوى الرئيسى

رامي محمد يكتب: هذا مما أوهمنا به عماد الدين عن د. زغلول النجار | ساسة بوست

06/25 18:08

منذ 24 دقيقه، 25 يونيو,2015

عام 2006 كنت لازلت طالبا للماجستير في جنوب سويسرا، انتظر امتحانا علي الابواب، اتصل بي صديقي مصطفي المقيم ببرن، التي تبعد اربعه ساعات عن سكني، وقال ان ثمه ضيفا يريدني ان القاه، وانه ان كان بي رغبه لذلك، فان الوقت ضيق، ويتعين علي ان الحق بالقطار التالي بعد نصف ساعه مباشره!

هرولت لمصطفي، وبلغت بيرن ليلا، واخبرني اننا الغد نسافر مره اخري لمدينه اخري للقاء يجعله هو مفاجاه جميله لي، انا اثق في الشاب، فوجئت عند الوصول ثاني يوم لمدينه “لا شودوفون” في شرق سويسرا، ان المفاجاه هي محاضره للدكتور زغلول النجار، الذي لا احبه.

في المحاضره، بدا دكتور زغلول النجار مختلفا تماما عن احاديث “الهرتله” التلفزيونيه. كانت كل شريحه يعرضها مذيله بعدد من المصادر والاوراق العلميه كمراجع، امر لم اعهده ابدا فيمن اصنفهم انا مثله من “مخرفي” الدين. وتابعت بعدها باهتمام عددا طيبا من كتاباته، او ما يسقطه من نظريات العلم ادعاءً انه من “معجزات القران العلميه”.

شاركني الكاتب الاساسي لهذا النص “رامي محمد”، تحفظاته علي مقال عماد الدين السيد الذي نشره علي موقع ساسه بوست، وقررنا الكتابه ردا علي استاذنا عماد بما يناسب ما نظن انه وقع فيه من اخطاء.

كتب صديقنا عماد الدين السيد مقالًا اسماه “هذا ما اوهمنا به د.زغلول النجار“ عنوان مثير يعطي انطباعا اوليا قبل قراءه المقال، ان هناك شخصًا ما لم يفعل شيئا سوي انه باع الوهم. في هذا المقال يحكي الكاتب كيف ان رجلا مثل الدكتور زغلول النجار، يستشهد بروايه داوود موسي رئيس الحزب البريطاني الاسلامي، التي حكي فيها قصه اسلامه، بعد محاولته للتعرف علي الاسلام واستخفافه واستنكاره ابتداء بمطلع سوره القمر: “اقتربت الساعه وانشق القمر” ثم انبهاره اخرا بهذه الحقيقه، التي اثبتها استاذ من اساتذه علوم الفضاء.

ثم ذكر الكاتب نظريه العالم الياباني “ماسارو ايموتو– Masaru Emoto” حول بلورات المياه العجيبه، والتي تنص علي ان الماء اذا تم تعريضه لكلمات ومشاعر ايجابيه كالحب والثقه وغيرها، فانه عند تجميده وفحص شكل البلورات تحت الميكروسكوب فانها تبدو جميله للغايه، بينما اذا تم تعريضها لكلمات ومشاعر سلبيه كالحقد والكراهيه فان شكلها يبدو قبيحًا. النظريه تحاول ان تقول: ان الماء له لغته الخاصه، ويتاثر بالوضع المحيط به.

ثم وضح كيف ان الدكتور زغلول اوهمنا حينما تبني هذه النظريه واكد ان اجمل بلورات للماء ظهرت هي التي قرا عليها ايات من القران الكريم، وان بلورات ماء زمزم ثنائيه.

وانهي عماد مقاله، ايضا بالتشكيك في روايتي توسع الكون وانزال الحديد ومنهما خلص الي ان كل ما باعه د. زغلول نجار هو الوهم.

اخطاء عماد الدين السيد في مقاله

وقع الكاتب في خطا تاسيسي بالاستناد في مقاله علي مثالين فقط، بني عليهما نظريته في هدم ما باعه د. زغلول النجار مجملا. تعميم الحاله علي شخص الدكتور زغلول النجار، وكانه لم يكن له باع من العلم قد تحدّث فيه الا مساله انشقاق القمر، ونظريه ماسارو، وهذا ليس انصافا او منهجا في النقد يرتكز علي اساس قويم. لا يمكن التعميم علي كل كلام د. زغلول النجار بانه “فتي” استنادا لمثالين. علي انه حتي المثالين الذين تم ضرب المثل بهما، عليهما خلاف علمي اصلا.

وكان المقصود هو هدم د. زغلول النجار نفسه، لا افكار يعرضها؛ فالرجل قبل كل شيء حصل علي الاستاذيه “درجه البروفيسور” في علم الجيولوجيا وله اكثر من مائه وخمسين بحثا ومقالا علميا منشورا، وخمسه واربعين كتابا باللغات العربيه والانجليزيه والفرنسيه والالمانيه.

في نهايه مقال د. عماد، عرض مثالين اخرين عن انزال الحديد، وتوسع الكون عرضا، ولم يخبرنا رايه في الامرين، وانما شكك فيهما وانهي المقال. عموما سنطرح هنا الامرين استكمالا لمقال الدكتور عماد.

لا يمكن الاستناد لفكرتين، ثم تعميم ذلك علي كل اراء الرجل.

ثانيا: عدم الدقه في النقل

وضع الكاتب مقطعا مدته 30 دقيقه يتحدث فيه الدكتور زغلول عن حقيقه انشقاق القمر من الناحيه العلميه والشرعيه، ثم ذكر في معرض كلامه قصه رواها داوود موسي بنفسه، علي سبيل الاستئناس لا علي كونها اساسا يتبني علي اثره تلك النظريه.

اذا كان الهدف مناقشه الفكره نفسها، كان حريا بالكاتب التركيز علي الفكره وتحليلها، وهو ما لم يحدث.

ثالثا: خطا اسناد الفكره لناقلها لا للمرجع الاصلي الذي استند عليه

ادعي الكاتب ان الدكتور زغلول النجار اوهمنا بنظريه بلورات الماء العجيبه التي تبناها ماسارو ولم يتطرق فيها لذكر القران او ماء زمزم، ثم اسقطها الدكتور زغلول علي ايات القران وماء زمزم من عند نفسه.

والحقيقه: ان هذا ليس اسقاط الدكتور زغلول النجار بل كلام ماسارو نفسه في كتابه المكون من خمس مجلدات تحت عنوان ” رساله من الماء” فضلا عن ابحاثه المنشوره في هذا الباب. اذن ما الوهم في نقل كلام ماساروا صاحب النظريه نفسها والقاعده تقول “من اسند اليك فقد احالك “!

وعلي ذلك يصبح خطا الدكتور النجار هو الاستناد لمصدر كذلك.

الافكار التي تم نقاشها وما تم التشكيك فيه دون نقاشه

الخلفيه الدينيه لحادثه انشقاق القمر

استند د. النجار علي بعض الاحاديث النبويه ليثبت من خلالها حادثه انشقاق القمر وقد اختلف البعض في صحتها. وقد ثبتت هذه الروايه في صحيح البخاري: عن انس بن مالك ان اهل مكه سالوا رسول الله صلي الله عليه وسلم ان يُريهم ايه، فاراهم القمر شِقَّيْن حتي راوْا غار حراء بينهما.

وكذا حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: انشق القمر علي عهد رسول الله صلي الله عليه وسلم شقين فقال النبي صلي الله عليه وسلم: «اشهدوا».

من الناحيه التاريخيه لا خلاف علي وقوعه، فقد وقع انشقاق القمر في عهد النبي صلي الله عليه وسلم ، وكان هناك فريقان متصارعان متنافسان متباغضان يكيد كل منهما للاخر، ولما وقعت حادثه انشقاق القمر كانت قريش تحرص علي ان تجد شيئًا بسيطًا تُكذّبُ به رسول الله صلي الله عليه وسلم، وبعد ان وقعت الحادثه نزل القران يقرا عليهم ما حدث ويسجل مواقفهم من الحادثه، قال تعالي: ﴿اقتربت الساعه وانشق القمر.وان يروا ايه يعرضوا ويقولوا سحر مستمر﴾ (القمر: 1، 2).

فلو ان القران سجل شيئًا لم يقع “اي لو ان القمر لم ينشق” لكانت الفرصه لخصوم محمد ليقولوا: انه يزعم ان القمر قد انشق، واننا رايناه واننا قد قلنا هذا سحر وما وقع من ذلك شيء، اما المسلمون فكان منهم من سيرتد عن الاسلام، اذ كيف يكذب عليهم ويقول وقع انشقاق ولم يقع؟.

ولكن ما الذي حدث؟ الذي حدث ان المسلمين قد ثبتوا علي اسلامهم واستمروا علي ايمانهم وازدادوا ايمانًا، وتحول الخصوم الي الاسلام واصبحوا بعد ذلك من جيشه وجنده.

راجع تفسير الطبري للتفصيل: هنا

الجدل العلمي حول انشقاق القمر

سلّم الكاتب بان الوهم منشؤه ان “ناسا” اوضحت انه لا دليل علميا علي انشقاق القمر والتحامه. في حين ان المصدرين الذين اعتمد عليهما الدكتور عماد مجرد اجابات علي موقع ناسا وليست “اوراقا علميه” كما ينصح احد العالمين في اجابته علي التساؤل: هل انشق القمر فعلا؟

اذا ما الذي تقوله الاوراق العلميه؟

بمراجعه المنشور علي موقع ناسا نفسه عن الامر محل الجدل، يتكشف ان ثمه صورا كثيره لما يشبه الشقوق علي سطح القمر منها الصوره ادناه، والتي يستخدمها البعض للتدليل علي حادثه شق القمر.

ولكن لا تنبهر بها. الصوره ماخوذه في عام 1969 من طاقم ابولو10، من علي ارتفاع 14 كيلومتر من سطح القمر. والشق في الصوره هو احد شقوق كثيره متناثره علي سطح القمر تسمي بالــ “Ariadaeus Rille”. الاهم هنا، انها تمتد ل 300 كم فقط، وليست علي طول الكوكب. اذا هل حدث الانشقاق فعلا؟

مثل تلك الشقوق متناثره بكثره علي سطح القمر، ولا يعرف قطعا – باي شكل علمي – سببُها. اذ النظريات تختلف في كونها قنوات حمم بركانيه، او انابيب حمم بركانيه انهارت مع الزمن، او شقوق ناتجه عن تفريغ شحنات، او شقوق بسبب طاقه حزمه برق كبري. لا احد يمكنه القطع الي اللحظه سبب تلك الشقوق. وكل تلك النظريات تم تفنيدها في عدد من الابحاث والاوراق العلميه بحسب انها “اشكاليات علميه” لم يُقطع فيها. ملخص هنا

وعلي ذلك فاجابه ناسا الرسميه هي: “مصدر الشقوق القمريه يبقي محلا للجدل. وهناك عدد من الاسباب المرشحه لتلك الشقوق منها: “قنوات الحمم، انابيب الحمم البركانيه، ولكن وقوع الشقوق لا يزال واضحا في بعض الاماكن”

NASA says: The origin of lunar sinuous rilles remains controversial

والشاهد لنا، ان موقع ناسا نفسه اثبت ان الشقوق منتشره في جميع انحاء القمر وغير معروف سببها. وانه كما تم تاكيد وجود شقوق بالقمر، لا يمكن لاحد علميا القطع بان ثمه شقا حدث فعلا. ونذكر ايضا ان امه العرب، وامم اخري قديمه قد روت عن انشقاق القمر في تاريخها. ثمه تلخيص جيد جدا للجدليه كلها: هنا.

في نهايه مقال الكاتب، بدا التخبط واضحا بذكره عددا مختلفا من الحقائق العلميه المثبته، مشككا فيها بدون مصادر او سند علمي. من ذلك: توسع الكون.

الثابت علميا توسع الكون باستمرار. وان خبر توسع الكون وقانون “هابل” كانوا فتحا علميا هائلا في القرن الماضي. بالامكان الاستعانه بعدد طيب من المصادر، منها ملخص علي “ويكي” ومدعما بعدد طيب من المصادر العلميه الملخص التالي للقصه العلميه:

قام البرت اينشتاين وويليم دي سيتير عام 1917 بوصف الكون لاول مره بصياغه النظريه النسبيه العامه، ولكن وصفهما له بانه كون ثابت مستقر، واتضح ان وصف دي سيتير للكون كان خاطئًا ، ثم قدم الكسندر فريدمان عام 1922 اول وصف للكون عن طريق حل معادلات النظريه النسبيه العامه (واتت النتيجه بان الكون قد يكون متمددًا اومتقلصًا (معادلات فريدمان ولكن لم ينل هذا البحث اهتمام العلماء .

اكتشف عالم الفلك الامريكي فيستوسليفر عام 1912 الانزياح نحوالاحمر لخطوط طيف الضوء القادم من المجرات البعيده ، وقام ادوين هابل عام 1925 بنشر بحث علمي له عن المسافه بيننا وبين

او مسييه 31) يبين ان مجره المراه المسلسله تقع بوضوح خارج مجرتنا، مجره درب التبانه، وفي عام 1926 قام هابل ايضًا بنشر بحث عن المسافات بيننا وبين عده مجرات اخري .

ثم اكتشف عالم الفلك البلجيكي جورج لوميتر عام 1927 تمدد الكون، واكتشف ما كان “فريدمان” قد وجده من قبل علي اساس معادلات النظريه النسبيه بان الكون في حاله حركه، وليس في حاله ثبات. وقام “لوميتر” بربط ما وجده “سليفر” من انزياح احمر لخطوط الطيف بالمسافات التي عينها “هابل”. واستنتج منها ان الكون يتمدد، وقام بنشر بحثه في المجله العلميه ” Annales de la Société Scientifique de Bruxelles في عام 1927 وصاغ قانون هابل “

المصدر وعن توسع الكون ملخصا: هنا

وبذلك تغيرت رؤيه العالم كله منذ الثلاثينيات، من نسبيه اينشتاين التي اعتمدت علي ثبات الكون واطرافه، لان الكون يتمدد ويتغير حجمه باستمرار، والمصادر علي ذلك غير محدوده في علم الفلك بكل اللغات.

ومنذ ذلك الحين كتب عدد غير محدود من الابحاث في الامر، وبنيت العديد من النظريات العلميه، ولم يتغير كل ذلك الي اللحظه، حتي مع عرض اخرين لنظريه جديده في العام 2014 تدعي عكس كل الابحاث في القرن السابق: الكون لا يتمدد، واصبحت هي في ذاتها محلا للجدل. مصدر: هنا

نشر في مجله ناتشر الشهيره، مقالا يتحدث عن هديه الالهه للمصريين: الحديد. بحسب المقال عن بحث مجرًي لبعض قطع الحديد المصريه، تبين انه مختلف عن الحديد الموجود علي الارض كلها، وانه قطعا اتي من خارج الارض. المثير اكثر للاهتمام، ان الحديد نفسه ليس مكونا ارضيا، ولا حتي من مجموعتنا الشمسيه، لان درجه حراره الشمس نفسها ليست مؤهله لتشكيل ماده الحديد الاوليه.

والشائع، ان درجه حراره سطح الشمس 6 الاف درجه مئويه، ودرجه حراره قلب الشمس اكثر من 20 مليون درجه مئويه، بينما يحتاج الحديد للتشكل درجه حراره اكبر من مئات الملايين درجه مئويه.

اشار الكاتب د. عماد الدين السيد، لامر انزال الحديد في نهايه مقاله في معرض التهكم علي فكره “انزال الحديد” للارض. وانه امر خاص ربما بمقال منشور لدكتور زغلول النجار: هنا . وعلي ان امر ان الحديد معدن تم انزاله للارض، بالامكان الجدل حول اراء الدكتور زغلول النجار بشكل تفصيلي او فرعي من داخل مقاله، ولكن لا يمكن التهكم او السخريه من حقيقه علميه ثابته.

ربما اتفق مع الكاتب فيما طرحه حول كون النظريات العلميه ظنيه وليست قطعيه، وان العلم يكتشف نفسه كل يوم، وهنا يمكن التاكيد علي انه من الخطا الذي وقع فيه بعض من اخذ عن جهد العلماء الذين بحثوا في الاعجاز العلمي في القران، انهم تعاملوا مع القران ككتاب علم، فكان في هذا مدخل للمشككين في ايات القران، متعللين بالتفسير العلمي الخاطئ للقران. وهذا موضع يمكن الاتفاق فيه؛ لكنه لا ينفي كون الكاتب قد وقع في الخلط بين نقد فكره التعامل مع القران ككتاب علم، واستثار ذلك في اثبات مصداقيته ككتاب وحي من السماء، وبين نقد موضوع انشقاق القمر وربط ذلك بكون الدكتور زغلول النجار ينشر الوهم.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل