المحتوى الرئيسى

إيهاب التركي يكتب: العهد ..حتى التتر مسروق !!

06/25 16:12

0 مشاركات شارك علي الفسيبوك شارك علي تويتر شارك علي جوجل

كيف يمثل الفنان دوراً لا يفهمه؟ وهل جرعه الغموض الزائده استعراضيه؟

لماذا لا يشاهد الفنانون المصريون الدراما الاجنبيه ولو بحكم المهنه؟

تخرج علينا المواقع الاخباريه والصحف باخبار من نوعيه طالب ثانوي يخترع جهاز لفلتره مياه الحنفيه، او طالبه اعدادي تخترع جهاز لحل ازمه الكهرباء، واخر في ثانوي ايضاً يخترع جهاز لتحلية مياه البحر، والمشكله في هذه الاخبار اذا قرات تفاصيلها ليس في حاله الاحتفاء المبالغ بها في الصحافه واحياناً برامج التوك شو، بل في انها في حقيقتها اختراعات تم اختراعها من قبل وليس فيها شيء جديد، وانها في الاغلب اعاده تنفيذ لاجهزه موجوده بالفعل، وهذه الحاله التي ندعي فيها اختراع شيء جديد ونصدق انفسنا هي نفسها التي تحدث حينما تخترع الدراما لون جديد من المسلسلات ثم نكتشف انه مستوحي من عمل اجنبي، والسينما والدراما التليفزيونيه مُقتَبِسه بطبعها، لا تعني قدره الكاتب علي طمس التفاصيل وتتويه ملامح الاصل، وفك وتركيب الشخصيات الاصليه بشطاره انه صنع عملاً مبتكراً واصيلاً.

لم يكتف مسلسل «العهد» للكاتب محمد امين راضي والمخرج خالد مرعي بما ذكرته في المقال السابق من الاستعانه بمسلسل «لعبه العروش» مصدراً ومعيناً لا ينضب لحبكته وشخصياته بعد اعاده تصنيعها، بل منذ مشاهده الثواني الاولي من الحلقه الاولي صدمني ان فكره التتر مسروقه، وكانت هذه استهلاله سلبيه لعمل ابداعي يدعي انه مختلف ويقدم شيء مختلف، ولكن هذا المختلف لم يجد فكره مبتكره لتتر بدايه ونهايه العمل الذي نشاهده 60 مره سوي الاستيلاء علي فكره مبتكره وجميله بالفعل، ويصور تتر «العهد» من خلال تاثيرات الحبر الاسود المسكوب علي الورق شخصيات المسلسل ورموز من وحي الحكايه باسلوب فني رشيق يعرض بقع الحبر وهي تتشكل علي لوحه التتر البيضاء فتصنع اشكال بالابيض والاسود، وهذه هي نفس فكره تتر المسلسل الامريكي التاريخي Marco Polo «ماركو بولو» وهو عمل ملحمي كبير يحكي مغامرات الرحاله ماركو بولو علي طريق الحرير التجاري الذي ربط بين اوروبا والصين، والعمل تناول في موسمه الاول الفتره التي قضاها ماركو بولو في الصين في كنف الامبراطور الصيني قوبلاي خان حفيد الامبراطور جنكيز خان، وهذا المسلسل شارك فيه الممثل المصري عمرو واكد بدور يوسف مستشار ونائب ولي العهد، والتتر نفذته شركه The Mill المتخصصه في المؤثرات والخدع، وحصلت علي جائزه عنه هذا العام، وجاء صناع «العهد» واخذوا الفكره علي الجاهز واعادوا تنفيذها كانها اختراع خاص بهم.

مسلسل «العهد» من الاعمال التي يصعب توقع مسارها كعمل درامي ناجح او فاشل، هي نوعيه دراميه تعتمد علي المغامره في كل شيء، الموضوع والاداء والحاله العامه التي تلعب علي الشكل المختلف الغير معتاد في الدراما التليفزيونيه، هذا النوع من الدراما يخلق له جمهور خاص، اجواء الغموض محببه في هذا النوع، استخدام السحر والاجواء المقبضه والاضاءه الخافته والموسيقي المضفوره بمشاهد القتل والمؤمرات والدسائس وجمل الحوار التي تخفي في طياتها اسقاطات ومعاني لها ابعاد فلسفيه كلها عناصر من جاذبيه دراما الغموض والفانتازيا.

الاعلامي عمرو اديب قال في برنامجه الحياه اليوم منذ ايام ان ابطال العمل قالوا للمؤلف انهم لا يفهمون العمل، وهو رد عليهم انهم سيفهمون كل شيء لاحقاً، وهذا الامر ان صح يطرح عده تساؤلات، اولها ان نجوم العمل وافقوا علي عمل جديد دون فهمه بناء علي نجاح تجربه مسلسل «السبع وصايا» و«نيران صديقه» لنفس المؤلف والمخرج، وليس بناء علي سيناريو عمل قراوه كاملاً، او جزء كاف منه لفهم مضمونه، والامر الثاني هو غموض العمل حتي علي الممثلين الذين يقومون باداء الشخصيات باستحضار حاله اداء غموض تجريديه.

الغموض حاضر بقوه في كل حلقات المسلسل حتي الان، ولا اري هذا الكم المكثف من الغموض في صالح العمل، ولو استمر المسلسل علي هذه الحال كثيراً ستموت الدراما داخله باوفر دوز الغموض، ليس مطلوباً من المشاهد ان يموت من الاثاره مخنوقاً باسفكسيا الضباب الدرامي وهو يشاهد عمل شكله جميل وموسيقاه حلوه وهو مش فاهم حاجه، من المؤكد ان هناك تفسيرات قادمه ولكن يجب الحفاظ علي ارضيه معقوله من المعلومات حتي لو كان مغلوطاً ليستطيع المشاهد اكمال المسيره معها حتي النهايه.

في النهايه من المدهش ان كل من شاركوا في العمل لم يعرفوا انهم يتعاملون مع نص مستوحي من عمل اجنبي لا زال يعرض حتي الان، مسلسل «لعبه العروش» يعرض منذ عام 2011 ، ومن المفترض ان ابطال العمل ومهنتهم التمثيل تابعوه باعتباره واحد من اهم مسلسلات الدراما العالميه الحاليه، وجهلهم به وجهل بعض من كتبوا تعليقاً عن المسلسل مفزع بالفعل، فاذا لم يكن اصحاب المهنه متابعين للاعمال العالميه المشهوره وهذا واحد من اهمها، ماذا نتوقع من مصير للدراما؟ اعمال ضعيفه متوسطه المستوي نصفق ونهلل لها كانها فتوحات عظيمه في فن الدراما، ننبهر بها ونتعامل معها علي اننا وصلنا الي منافسه المستوي العالمي.

للكلام المباح عن «العهد» بقيه.

“العهد” النسخه الصعيديه من Game of Thrones

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل