المحتوى الرئيسى

ذوو الاحتياجات الخاصة أيضاً ضحايا للتعذيب في العالم العربي

06/25 14:20

عثرت الاجهزه الامنيه الاردنيه، في ابريل الماضي، علي نسرين مكبله بسلاسل حديد في فناء المنزل، وهي تعاني من سوء تغذية وجفاف شديدين، وتظهر علي جسدها اثار عنف.

برّرت اسره الفتاه المعامله القاسيه والتعذيب، اللذين كانت تتعرض لهما ابنتهم العشرينيه، بتاخرها العقلي. واعتبرت انّ "التكبيل كان الحلّ الوحيد للسيطره علي تصرفاتها العدوانيه"، وهو اسلوب اعتمدته  الاسره طوال 15 عاماً، الي ان بلغ الامر حدّاً دفع باحد الجيران الي التقدم بشكوي.

حاله نسرين دفعت السلطات الي تكثيف حملاتها الامنيه للكشف عن حالات التكبيل والعنف والاهمال، ضد الاشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، وتمّ الكشف عن حالتين مشابهتين.

يُعدّ تكبيل الابناء من ذوي الاحتياجات الخاصه، واستخدام التعذيب ضدهم، من الممارسات الرائجه في العالم العربي. وتزداد هذه الممارسات في المجتمعات الاكثر امّيه وفقراً،

 اذ تعتقد بعض الاسر انّ هذا هو الحل الافضل للتعامل مع ابنائهم، في حين يُبرّر اخرون تصرفاتهم غير الانسانيه بعدم قدرتهم علي توفير الرعايه وشعورهم بالفشل. في نهايه العام الماضي، لقي طفل يبلغ من العمر 5 سنوات حتفه علي يد والده في القاهره. وبرّر الاب اقدامه علي قتل ابنه، بـ"عدم قدرته علي تحمل صراخه"، بالاضافه الي "عجزه عن الانفاق علي ابنائه الاصحاء"، معتبراً ان "الطفل ذا الاحتياجات الخاصه يضاعف من هموم الاسره".

يقول الناشط في مجال حقوق الانسان كمال المشرقي لرصيف22: " لا نملك في العالم العربي قاعده بيانات حول العنف والاساءه ضد ذوي الاحتياجات الخاصه. امّا الحالات التي يتم الابلاغ عنها، فهي اقل بكثير من الحالات التي تحصل علي ارض الواقع".

واضاف: "غالباً ما يتمّ تشخيص حالات العنف الجسدي ضد هؤلاء علي انّه حادث عرضي وليس اساءه، كما يساهم عجز المرضي في ندره التبليغ عن هذه الحالات".

وليس سهلاً تحديد الدوله العربيه الاسوا في مجال العنف ضد ذوي الاحتياجات الخاصه، ويلفت المشرقي الي ان "دول الخليج تشهد غالباً فصل الاطفال ذوي الاحتياجات الخاصه عن اسرهم، من خلال وضعهم في مراكز رعايه. وفي كثير من الاحيان، يختار الاهل مراكز خارج حدود بلد الاقامه. وهي سلوكيات تندرج كذلك تحت بند التعذيب والعنف النفسي، اذ يتم من خلالها حرمان الطفل من محيطه الاسري، كما ان وجود الطفل في دار رعايه من دون متابعه دائمه من قبل الاسره، يجعله عرضه بشكل اكبر للعنف والتعذيب من قبل مقدمي الرعايه البديله".

وتكشف الخبيره في مجال ذوي الاحتياجات الخاصه، الدكتوره فوزيه اخضر انّ "العنف ضد الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصه يكون 1.7 ضعف العنف ضد غيرهم من الاطفال، وتزداد نسبه العنف بشكل اكبر بين الاناث مقارنه بالذكور". وتظهر احدي الدراسات انّ "90% من الاطفال ذوي الاحتياجات الخاصه النفسيه معرضون لخطر الاساءه الجنسيه في حياتهم".

في هذا السياق، تقول ايفا ابو حلاوه المديره التنفيذيه لـ"ميزان"، مجموعه القانون لحقوق الانسان: "ما يتعرض له ذوو الاحتياجات الخاصه من عنف وسوء معامله، يرقي في بعض الحالات الي مستوي التعذيب". وتضيف: "خلال الاعوام الماضيه، تمّ رصد حالات عده من العنف الشديد ضد اشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصه في دور الرعايه التابعه لجهات حكوميه، الي درجه ينطبق تعريف التعذيب عليها".

فقبل نحو 3 اعوام، شهد مركز الكرك لرعايه الاشخاص ذوي الاحتياجات الخاصه حاله تعنيف شديده لشخص، فقد علي اثرها اذنيه، واصيب بشق في شفته السفلي.

اما بالنسبه الي الاناث، فتتطرّق ابو حلاوه الي نوع من التعذيب الذي يطالهن تحديداً، ويعتبر من الممارسات الرائجه، وهو استئصال ارحام الفتيات ذوات الاحتياجات الخاصه". وتقول: "هذه الممارسات تتمّ علي يد  اطباء، بعضهم يعمل في القطاع العام وبرضي السلطات، وتتسبّب باذي وضرر شديدين للفتاه. وتالياً، تُصنّف علي انّها ضرب من ضروب التعذيب".

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل