المحتوى الرئيسى

وجهة نظر: أرفض القفص حتى إن كان مغلفا باللون البينك

06/23 16:59

بقلم - الدكتوره ايمان بيبرس*

بالطبع معظمنا ان لم يكن جميعنا تابع مشروع "التاكسي البينك" والذي بدا تطبيقه منذ ايام بالفعل، وهو مشروع نفذته احدي الشركات حيث اطلقت مجموعه من التاكسيات الملونه باللون الوردي "البينك" تسوقها سيدات، ومخصص للسيدات فقط.

ووجدت معظم النساء والاعلام متحمس للفكره، واعتقد ان معظم القراء يعتقدون بما انني مناصره للمراه ساتحمس للفكره ايضاً ولكن يؤسفني ان اخيب ظنكم جميعاً، نعم انا ضد فكره تاكسي للنساء فقط، واعلم ان كثيرين سينتقدونني ومن بينهم النساء والفتيات اللواتي تحمسن للفكره.

ولكن دعونا نتناقش رويداً، هل تخصيص عربات في المترو اوقف التحرش ضد الفتيات والسيدات، بالطبع لا وجميعنا يعرف ذلك ويراه امام اعينه يومياً فالرجال يتحرشون بالفتيات علي ابواب المترو وعلي سلالم المترو وحتي داخل العربات المخصصه للسيدات يدخل بعض الرجال ليجلسوا عنوه فيها، وقد رصدت جمعيه نهوض وتنميه المراه التي اتشرف برئاسه مجلس ادارتها العديد من حالات التحرش التي تحدث داخل مترو الانفاق، وهذا يعني ان وجود سيارات مخصصه للسيدات لم يحمي السيدات من التحرش بل علي العكس.

واذا استسلمنا لفكره وجود تاكسي للسيدات سنتحول بعد قليل جداً الي نموذج من السعوديه وسنجد الموضوع اصبح يتفشي في كل القطاعات، فاليوم عزلنا السيدات في وسائل المواصلات وغداً سوف نعزلهم في العمل فيكون هناك مكاتب للسيدات ومكاتب للرجال بدعوي حمايتهم من التحرش في العمل، وبعدها نقسم الاسواق التجاريه والمولات لاوقات للسيدات واوقات للرجال ويصبح ممنوعاً علي المراه ان تذهب للتسوق الا في الايام المخصصه للسيدات، ثم سنمنع السيدات من سواقه السيارات بمفردهن، وبعدها سنمنعهن من السواقه تماماً خوفاً عليهن من التحرش والخطف، وهكذا حتي نجد انفسنا قد حبسنا المراه في قفص كبير تحت عنوان "للنساء فقط" بدعوي حمايتهن.

وانا ارفض هذا القفص تماماً فليس من المنطقي ان في الوقت الذي تحاول فيه السيدات في السعوديه التحرر من هذه القيود نذهب نحن بانفسنا الي هذه القيود ونقيد بها انفسنا، ارجو من جميع نساء مصر ان يستوعبن الدرس مبكراً فانا لا اعلم القائمين علي تاكسي السيدات ولكنه اعاد الي ذاكرتي طلبات الجماعه الارهابيه بفصل السيدات عن الرجال في العمل، وفي هذا الوقت حاربنا هذه الفكره ورفضنا اعادتنا الي عصور الظلام والجاهليه فنجد انفسنا عدنا الي تفس الفكره مره اخري الان بعد ان قلنا انه ولت عصور الظلام وان المراه المصريه عادت لتحتل مكانتها الطبيعيه مره اخري.

فاذا كنا نريد بالفعل ان نحمي المراه المصريه علينا بتفعيل القانون وتطبيقه بكل حزم فنحن لدينا قانون يجرم التحرش وتصل عقوبه المتحرش بالسجن لمده تترواح ما بين 6 اشهر الي 5 سنوات بالاضافه الي غرامه قد تصل الي 50 الف جنيه مصري.

فاذا ما تم تطبيق هذا القانون علي كل متحرش تاكدوا اننا لن نحتاج الي تاكسي بينك او غيره وستستطيع النساء والفتيات ان يسرن بامان وحريه تامه، فالحل ليس في حبس النساء ولكن الحل في معاقبه كل من تسول له نفسه في ان يتحرش بفتاه سواء لفظياً او جسدياً.

هذا هو الحل الحقيقي يا ساده ، فلا يمكن ان تكون حلولنا دائماً نابعه من فكر ذكوري يلقي باللوم علي المراه، فهذا قلب للحقائق فالحقيقه ان المراه لا تحتاج لان تفكر في حلول للتحرش فهي ضحيه بل ان الدوله هي من تحتاج لتفكر في حل من خلال تطبيق القانون ومن خلال معالجه الاسباب الحقيقيه للتحرش والتي نراها يومياً علي شاشات الفضائيات والسينمات ، فكروا يا ساده في حلول للمشاكل النفسيه لدي المتحرشين ولا تفكروا في حبس الضحيه.

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل