المحتوى الرئيسى

«قوّة حلم» لألساندرو غاتّا .. صوفيا لورين نساء عديدات في إمرأة

06/23 10:29

ما الجديد الذي يُمكن تقديمه كتابهً عن ممثله كصوفيا لورين؟

الصحافي الايطالي الساندرو غاتّا (مواليد روما، 19 تشرين الثاني 1968) لديه قدره سرديه علي اعاده رسم خارطه الحياه الخاصّه بـ «نجمه» السينما، باسلوب مبسّط يضع السرديّ في واجهه القراءه، ويمنح الحكايه نبضاً سلساً في العوده الي حقبات تاريخيه في السينما والسياسه والحياه والتحوّلات الحاصله في يوميات الممثله، وفي تبدّلات مساراتها الفنيّه. اسلوب يمزج الكتابه التاريخيه بتقنيه القصّه الادبيه، ويضع المعلومه في سياق «روايه» ترتكز علي تفاصيل وهوامش، كي تبني متناً يتماهي بصوفيا لورين، ويذهب برفقتها الي اعماق الحاصل، والي فضاءاته المختلفه.

لن يكون الاسلوب السرديّ لالساندرو غاتّا المختلف الوحيد في «صوفيا لورين، قوّه حلم» (الطبعه الايطاليه 2014، مترجم الي الفرنسيه بقلم اورِليان ترينو، 2014، دار النشر نفسها للطبعتين: «غريميزي»، روما). فالتعليقات الوارده في مطلع كل فصل تُشكّل مدخلاً الي محطّه من محطّات سيره ممثله (مواليد روما، 20 ايلول 1934) تمضي حياتها في مواجهه تحدّيات، وتستسلم لانفعال وحبّ في مواجهه موانع، وتُتقن تمالك ذاتها وتحصينها من كل سقوط ممكن، عند انتقالها الي الولايات المتحدّه الاميركيه للتمثيل في هوليوود: «تفهم منذ البدايه ان عالم هوليوود وهمٌ. تنجح بتاهّل كبير في عدم السماح لنفسها بالانسحاق امام الاليات المريضه للعمل» (ص. 71). التعليقات مستلّه من اقوال لاهل واصدقاء ومعارف وعاملين معها علي الطريق الطويله للابداع، وهو ابداع متمثّل بتقنيه تمثيلها، وبقدرتها علي ان تمنح كل شخصيه ما تحتاجه الشخصيه من مقوّمات عيش ونبض وحياه امام الكاميرا وعلي الشاشه الكبيره، وفي مقابل ملايين العيون السارحه في بهاء حضورها، وسحر اطلالاتها: «صوفيا هي الممثله الايطاليه الوحيده التي تتفوّق في (قدرتها علي) التحوّل. تنتقل من شخصيه الي اخري من دون حاجه الي قناع يظلّ مرتبطاً بها دائماً»، ذلك ان «كلّ امراه تؤدّي صوفيا لورين دورها تُغيِّر سجلّها: تعابير العينين، وخصوصا الجسد» (ص. 55).

تعليقات تختزل شيئاً من فاتنه كثيرين منذ مراهقتها، لشدّه امتلاكها جمالاً لا يزال قادراً علي تملّك قلوب وارواح لغايه اليوم. الفنانه التي توافق علي المثول امام كاميرا مُصوِّر «رزنامه بيريلّي» وهي في الـ 71 عاماً، هي نفسها المراه التي ترتدي ازياء نساء مختلفات او متناقضات في شخصيه او سلوك او نمط عيش سينمائيّ: النابوليتانيه الحسّاسه والرائعه في «ذهب نابولي» (1954) لفيتّوريو دي سيكا، تتحوّل الي ربّه منزل محبطه في «يوم مميّز» (1977) لايتوري سكولا. والام اليائسه في «الفلاّحه ذات القدمين العاريتين» (1960) تُصبح امراه مغويه وشهوانيه ومثيره في «امس، اليوم وغداً» (1963)، وكلاهما لدي سيكا ايضاً: من يستطيع ان ينسي لقطات التعرّي الذي تمارسه صوفيا لورين امام عينيّ مارتشيلّو ماستروياني، في «امس، اليوم وغداً»، وهو العنوان المستعار من الفيلم لكتاب تُصدره لورين العام الفائت كحكايه ذاتيه لها (المنشورات الفرنسيه «فلاماريون»)؟

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل