المحتوى الرئيسى

من قصص الأنبياء.. سيدنا هود والصبر على الأعداء(6-30)

06/23 00:41

قال تبارك وتعالي: {والي عادٍ اخاهُم هُودًا قالَ يا قومِ اعبُدوا اللهَ ما لكُم مِنْ الهٍ غيرهُ افلا تتَّقون} سوره الاعراف.

بعد ان نجا الله تبارك وتعالي نبيَّهُ نوحًا ومن معه في السفينه واغرق الذين كذبوه من قومه بالطوفان العظيم الذي عمَّ جميع الارض، نزل الذين امنوا من السفينه يعبدون الله تعالي وحده ويَعْمُرون الارض، وكثرت الذريه من اولاد نوح الثلاثه سام وحام ويافث الذين كانوا علي دين اباءهم الاسلام، وكانوا يعبدون الله تعالي وحده ولا يشركون به شيئًا.

ثم بعد ان طإل آلزمن عاد الفساد والجهل وانتشر في الارض ورجع بعض النإس إلي الاشراك بالله وعباده غير الله، فبعث الله تبارك وتعالي هودًا قال تعالي: {كذَّبَتْ عادٌ المُرسَلينَ* اذ قالَ لهُم اخوهُم هودٌ الا تتَّقونَ* انِّي لكُم رسولٌ امينٌ} سوره الشعراء.

وقد سمَّاهُ الله اخًا لهم لكونه من قبيلتهم لا من جهه اخوه الدين، لان اخوه الدين لا تكون الا بين المؤمنين كما قال تعالي: {انَّما المؤمنون اخوهٌ} سوره الحجرات.

وذُكر هود عليه الصلاه والسلام في القران الكريم سبع مرات، وقد ذكر الله تبارك وتعالي قصته عليه السلام مع قومه مع شيء من التفصيل في سوره الاعراف وهود والمؤمنون والشعراء والاحقاف وفصلت.

سيدنا هود عليه السلام هو عربي في اصله، وقيل انه هود بن عبد الله بن رباح بن الجلود بن عاد بن عَوص بن ارم بن سام بن نوح، وقيل غير ذلك.

وقد جاء في صحيح ابن حبان عن ابي ذر في حديث طويل في ذكر الانبياء والمرسلين قال: “واربعه من العرب: هود وصالح وشعيب ونبيك محمد”.

قال الله تبارك وتعالي في سوره الاحقاف: {واذكر اخا عادٍ اذ انذَرَ قومهُ بالاحقافِ وقدْ خَلتِ النُّذُرُ مِن بينِ يديهِ ومن خلفهِ الا تعبُدوا الا اللهَ انِّي اخافُ عليكم عذابَ يومٍ عظيمٍ} سوره الاحقاف.

وعاد قبيله عربيه كانت باليمن، وكانت منازلهم ومساكنهم وجماعتهم ارض الاحقاف، والاحقاف هي الرمل فيما بين عُمان وحضرموت من ارض اليمن بارض يقال لها الشَّحر، وقيل كانوا ثلاث عشره قبيله وظلموا وقهروا العباد بسبب قوتهم التي اتاهم الله اياها، فقد زادهم الله في الخِلقه والقوه، وبسط لهم في اجسادهم وعظامهم فكانوا طوالاً في اجسامهم وقوامهم، وقيل كان اطولهم مائه ذراع واقصرهم ستين ذراعًا، قال تعالي: {واذكروا اذ جَعَلَكُم خُلفاء من بعدِ قومِ نوحٍ وزادكُم في الخَلقِ بصطهً} سوره الاعراف.

وكانوا اصحاب اوثان واصنام يعبدونها من دون الله، صنم يقال له صداء، وصنم يقال له صمود، وصنم يقال له الهباء، قال الله تعالي:{الم ترَ كيفَ فعلَ ربُّكَ بعادٍ* ارَمَ ذاتِ العِمادِ* التي لم يُخلَقْ مِثْلُها في البلادِ} سوره الفجر.

دعوه هود عليه السلام قومه الي عباده الله وحده وما جري بينه وبين قومه من جدال وحسن دعوته الي الله تعالي

اعطي الله تبارك وتعالي قبيله عاد نِعَمًا كثيره وافره وخيرات جليله، فقد كانت بلادهم ذات مياه وفيره فزرعوا الاراضي وانشاوا البساتين واشادوا القصور الشامخه العاليه، اضافه لما منحهم الله تعالي فوق ذلك من بَسْطه في اجسادهم وقوه في ابدانهم لكنهم كانوا غير شاكرين لله علي نعمه، فاتخذوا من دونه الهه وعبدوا الاصنام وصاروا يخضعون لها ويتذللون ويقصدونها عند الشده، فكانوا اول الامم الذين عبدوا الاصنام بعد الطوفان العظيم الذي عم الارض واهلك الكافرين الذين كانوا عليها، فبعث الله تبارك وتعالي اليهم نبيه هود وكان احسنهم خُلقًا وافضلهم موضعًا واوسطهم نسبًا، فدعاهم الي دين الاسلام وعباده الله تعالي وحده وترك عباده الاصنام التي لا تضر ولا تنفع، وان يُوحدوا الله الذي خلقهم ولا يجعلوا معه الهًا غيره.

ولكنهم عاندوا وتكبروا وكذبوا نبي الله هودًا عليه الصلاه والسلام وقالوا: {مَنْ اشَدُّ مِنَّا قُوَهً}سوره فصلت، وامن به واتبعه اناس قليلون كانوا يكتمون ايمانهم خوفًا من بطش وظلم قومهم الكافرين المشركين، قال الله تبارك وتعالي: {فامَّا عادٌ فاستَكبروا في الارضِ بغيرِ الحقِّ وقالوا مَنْ اشدُّ مِنَّا قوهً اوَلَمْ يَروا انَّ اللهَ الذي خلقهُم هُوَ اشدُّ مِنهُم قوهً وكانوا باياتِنا يجحدونَ} سوره فصلت.

وقال الله تبارك وتعالي:{والي عادٍ اخاهُم هودًا قالَ يا قومِ اعبُدوا اللهَ ما لكُم مِنْ الهٍ غيرُهُ افلا تَتَّقونَ}سوره الاعراف.

ولكن قوم هود اصروا علي كفرهم وعنادهم وقالوا له فيما قالوا: اجئتنا لنعبد الله وحده ونترك عباده الاوثان والاصنام ونخالف ابائنا واسلافنا وما كانوا عليه، وقالوا له علي وجه التهكم والعناد والاستكبار ان كنت صادقًا فائتنا بما تعدنا من العذاب فانا لا نصدقك ولا نؤمن بك وقد اخبرنا الله في القرءان بذلك: {وقالَ الملا مِن قومهِ الذينَ كفروا وكذبوا بقاءِ الاخرهِ واتْرَفناهُم في الحياهِ الدُّنيا ما هذا الا بشرٌ مثلكُم ياكُلُ ممَّا تاكلونَ منهُ ويشربُ ممَّا تشربونَ* ولَئِن اطعمتُم بشرًا مثلكم انَّكُم اذًا لخاسرونَ* ايَعِدُكُم انَّكُم اذا مِتُّم وكُنتُم تُرابًا وعِظامًا انَّكُم مخرجونَ* هيهاتَ هيهاتَ لِما تُوعدونَ* انْ هيَ الا حياتُنا الدُّنيا نموتُ ونحيا وما نحنُ بمَبعوثينَ* انْ هُوَ الا رجلٌ افتري علي اللهِ كَذِبًا وما نحنُ لهُ بمؤمنينَ}سوره المؤمنون.

وقال:{قالوا يا هودُ ما جِئتنا ببيِّنَهٍ وما نحنُ بتاركي ءالهتنا عن قولِكَ وما نحنُ لكَ بمؤمنينَ* ان تقولُ الا اعتراكَ بعضُ ءالهتِنا بسُوءٍ}سوره هود، وقال تعالي: {قالوا سواءٌ علينا اوَعظتَ امْ لمْ تكُن مِنَ الواعظينَ* انْ هذا الا خُلُقُ الاوَّلينَ* وما نحنُ بمعَذَّبينَ}سوره الشعراء، اي ان هذا الدين الذي نحن عليه ان هو الا دينُ الاولين اي الاباء والاجداد ولن نتحول عنه، فاعلمهم هود عليه السلام انهم استحقوا الرّجس والغضب من الله لاصرارهم علي كفرهم وعباده الاصنام، ولينتظروا عذاب الله الشديد الواقع عليهم لا محاله.

وقال الله تعالي: {قالوا اجئتنا لنعبُدَ اللهَ وحدهُ ونذرَ ما كانَ يعبُدُ اباؤنا فاتِنا بما تَعِدُنا ان كُنتَ مِنَ الصادقينَ* قال قد وقعَ عليكُم مِن ربِّكُم رِجسٌ وغضبٌ اتُجادِلونني في اسماءٍ سَمَّيتموها انتُم واباؤكم ما نَزَّلَ اللهُ بها مِن سُلطانٍ فانتظروا اني معكُم مِنَ المُنتَظرينَ}سوره الاعراف.

لما تجبر قوم هود عليه السلام ولم يستجيبوا لدعوه نبيهم هود عليه السلام بل عصوا رسول الله هودًا وكذبوه وجحدوا بايات الله التي اقامها هود عليه السلام دلاله علي صدقه في انه مرسل من ربه، واتبعوا امر كل جبار عنيد من ملا قومهم، واصروا علي عباده الاصنام، احلَّ الله تبارك وتعالي بهم نقمته وعذابه في الدنيا بعد ان انذرهم سيدنا هود عليه السلام بالعذاب القريب الذي ينتظرهم.

قال تعالي: {قالَ ربِّ انصُرني بما كذَّبونِ* قالَ عَمَّا قليلٍ ليُصْبِحُنَّ نادمينَ}سوره المؤمنون.

وقال تعالي اخبارًا عن هود: {فانتظروا انِّي معكم منَ المنتظرينَ}سوره الاعراف.

فامسك الله عنهم المطر حتي جهدوا، وكان كلما نزل بهم الجهد ذكَّرهم هود بدعوه الله وانه لا ينجيهم من البلاء والعذاب الا الايمان والاستماع لنصائحه بالقبول، فكان ذلك يزيدهم عتوًا وعنادًا فازداد العذاب عليهم وصاروا في قحط وجفاف شديدين فطلبوا السقيا والمطر واوفدوا وفدهم الي مكه يستسقون لهم، فانشا الله سحابًا اسود وساقه الي عاد فخرجت عليها من واد فلما راوها استبشروا انه سحاب مطر وسُقيا ورحمه فاذا هو سحاب عذاب ونقمه.

قال تعالي: {فلمَّا راوهُ عارِضًا مُسْتَقبِلَ اوديتهم قالوا هذا عارضٌ مُمْطِرُنا بل هوَ ما استعجلتُم بهِ ريحٌ فيها عذابٌ اليمٌ* تُدَمِّرُ كُلَّ شيءٍ بامرِ ربِّها فاصبحوا لا يُري الا مساكنهم كذلكَ نُجزي القومَ المُجرمينَ}سوره الاحقاف، اي ان الله ارسل عليهم ريحًا شديده عاتيه حملت رحالهم ودوابهم التي في الصحراء وقذفت بها الي مكان بعيد، فدخل قلوبهم الفزع وهرعوا مسرعين الي بيوتهم يظنون انهم ينجون، ولكن هيهات اذ حملتهم هذه الرياح الشديده واهلكتهم.

لخص الشيخ خالد المصلح استاذ الفقه بجامعه القصيم - بالسعوديه - في احدي حلقته المذاعه علي قناه القاصم، الدروس المستفاده من قصه سيدنا داود:

نرشح لك

أهم أخبار رمضان

Comments

عاجل