«أسماء بنت أبي بكر».. أم الشهيد وبنت الصديق وأخت أم المؤمنين

"يا اسماء: "ابدلك الله بنطاقك هذا نطاقين في الجنه"، صدق رسول الله صلي الله عليه وسلم، لا شك ان اي امه ليس لها من تاريخها نصيب من الفخر والعز هي امه بلا ماضي ومحكوم عليها بالفشل والفناء قبل ان توجد اصلًا، وأمة الإسلام لها في هذا المضمار قصب السبق وحيازه الصداره والتقدم، وللنساء نصيب من هذا العز الذي امتلات به الدنيا، وازدانت به المجالس في كل وقت وحين، وفي مقدمه نساء العزه تاتي أمهات المؤمنين رضي الله عنهن، ويتبعهن نماذج مشرفه من الصحابيات اللواتي ضحين باعمارهن لرفع رايه التوحيد والدفاع عن العقيده، واليوم نكشف جانبًا مضيئًا من سيره الام الرؤوم وسليله بيت الطهر والصديقيه، ذات النطاقين أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها.

اسماء، وما ادراك ما اسماء؟ انها اسماء بنت ابي بكر الصديق رضي الله عنه، وامها قُتيله بنت عبد العزي العامريه، وزوجها الزبير بن العوام ابن عمه النبي صلي الله عليه وسلم واختها عائشه ام المؤمنين زوج رسول الله.

اسلمت اسماء بنت ابي بكر رضي الله عنها في السنوات الاولي من بعثه الرسول صلي الله عليه وسلم، و لم يسبقها للاسلام سوي سبع عشره نفسًا، ولقد هاجرت الي المدينه مع زوجها الزبير بن العوام رضي الله عنه وكانت حاملًا بولدها عبدالله، وكانت من النساء اللواتي اعطين رسول الله صلي الله عليه وسلم البيعه.

- مواقف تنطق بفضل ذات النطاقين

اولًا، لماذا سميت بذات النطاقين، ولنترك كُتاب السير يخبرونا عن هذا السر العجيب، قال ابو عمر بن عبد البر في كتابه "الاستيعاب في معرفه الاصحاب": سماها رسول الله هكذا- لانها هيات له لما اراد الهجره سفره فاحتاجت الي ما تشدها به فشقت خمارها نصفين فشدت بنصفه السفره  "اي الطعام علي راسها"، واتخذت النصف الاخر منطقًا، قال: كذا ذكر ابن اسحاق وغيره.

وقال لها الرسول صلي الله عليه وسلم: "ابدلك الله بنطاقك هذا نطاقين في الجنه".

لما خرج الصديق مهاجًااً بصحبه رسول الله حمل معه ماله كله، ومقداره سته الاف درهم، ولم يترك لابنائه شيئًا، فلما علم والده ابو قحافه برحيله -وكان ما يزال مشركًا- جاء الي بيته وقال لاسماء "ذات النطاقين": والله اني لاراه قد فجعكم بماله بعد ان فجعكم بنفسه.

فقالت له: كلا يا ابتِ انه قد ترك لنا مالاً كثيرًا، ثم اخذت حصي ووضعته في الكوه التي كانوا يضعون فيها المال والقت عليه بثوب، ثم اخذت بيد جدها -وكان مكفوف البصر- وقالت: يا ابت، انظر كم ترك لنا من المال. فوضع يده عليه وقال: لا باس.. اذا كان ترك لكم هذا كله فقد احسن.

- قدوه لنساء المسلمين.. تحترم غيره زوجها

قالت اسماء:" تزوجني الزبير وما له شيء غير فرسه، فكنت اسوسه واعلفه، وادق لناضحه النوي، واستقي، واعجن، وكنت انقل النوي من ارض الزبير التي اقطعه رسول الله علي راسي وهي علي ثلثي فرسخ فجئت يومًا، والنوي علي راسي، فلقيت رسول الله ومعه نفر، فدعاني، فقال: "اخ، اخ"، ليحملني خلفه، فاستحييت، وذكرت الزبير وغيرته، قالت: فمضي رسول الله وتركني.

يطلب النبي منها ان تركب خلفه علي الدابه وهو زوج اختها وابن خال زوجها ومحرم لها ومع ذلك تذكر غير الجبل الاشم "الزبير" رضي الله عنه وترفض ان تركب خلف النبي.

فقد روي ابن سعد في كتاب الطبقات بسنده عن اسامه بن زيد عن محمد بن المنكدر، قال: كانت اسماء بنت ابي بكر سخيه النفس.

ومن شجاعتها عندما دخل عبد الله بن الزبيرعلي امه يشكو اليها تفرق انصاره قالت له: يا بني ان كنت علي حق فامض لما تؤمن به، قال: اخاف ان قتلوني ان يمثلوا بي، قالت: ان الشاه لا تخاف سلخها بعد ذبحها ولما دنت منه لتودعه وتعانقه وقعت يدها علي درعه فقالت: ما هذا يا عبد الله صنع من يريد ما تريد!! فنزع درعه وخرج للقتال فعندما قتل امر الحجاج بجثته ان تصلب، فجاءت امه عجوز طويله مكفوفه البصر تقاد وهي تقول: اما ان للركب ان ينزل؟، تقصد ان ينزلوا ابنها من علي الخشبه حيث صلبه الحجاج وقتله.

- تصل امها الكافره ولا تعقها

في الصحيح ان اسماء قالت يا رسول الله، ان امي قد قدمت وهي راغبه، افاصلها؟ قال: نعم صلي امك.

يشير الحديث الي ان اسماء لم تكن تريد ان تقاطع امها فسالت النبي فامرها ان تصل امها وان تبرها وتطيعها فيما لا يغضب الله عزوجل.

- وفاه ربيبه بيت الصدق والحياء

ماتت اسماء بنت ابي بكر رضي الله عنها بعد مقتل ابنها عبد الله بن الزبير علي يد الحجاج بن يوسق الثقفي بعشرين يومًا، وكان موتها سنه ثلاث وسبعين من هجره رسول الله صلي الله عليه وسلم.

عن القاسم بن محمد قال: سمعت ابن الزبير يقول: ما رايت امراه قط اجود من عائشه واسماء، وجودهما مختلف: اما عائشه فكانت تجمع الشيء الي الشيء، حتي اذا اجتمع عندها وضعته مواضعه، واما اسماء، فكانت لا تدخر شيئًا لغد.

2015-06-22 18:13:16 | زياد ابراهيم

2015-06-22 17:47:04 | اسراء الطيب

2015-06-22 17:22:10 | علاء سكر

2015-06-22 15:07:17 | اسراء الطيب

2015-06-22 14:44:40 | محمود نبيل

2015-06-22 14:29:53 | ايمن محمود

2015-06-22 14:05:01 | محمود نبيل