المحتوى الرئيسى

يرحل وفي قلبه شيء من تدمر

06/22 01:22

لم يحتمل قلبه الستيني اخبار المجازر الجماعيه الاتيه من مسقط راسه؛ فبعد دخول فرق الموت السوداء الي «تدمر»؛ مسقط راس الشاعر الذي ولد فيها العام 1949؛ سكتت حنجره الشاعر الحمصي؛ وذبلت نبرته العاليه مع كل خبرٍ لمذبحه مزجت الدم التدمري بخيام القهوه والهيل ومضارب العرب وضيوفهم.

عاش «الفرا» ملتمساً اصوات اسلافه علي حجاره مدينته عبر عشرات النصوص الشعريه التي استقاها من بيئته؛ من صهيل خيول البادية الشاميه؛ وغزوات اولاد الخؤوله والعمومه وتاريخاً من نشيد بدوي متصاعد رتلها صاحب «قصه حمدي»؛ مسلماً انفاسه الاخيره علي قصيده شعبيه؛ كان لها وميض الصاعقه بين جمهور الثمانينيات في سوريا؛ جمهوراً لطالما كان مستبعداً من المنابر الرسميه للشعر والشعراء تحت حجه «تمكين اللغة العربية»؛ والخشيه بين غلاه هذا التيّار من طغيان الشعر المحكي علي الشعر المكتوب باللغه الفصحي.

اصدر الشاعر الراحل العديد من الكتب والمجموعات الشعريه، سواء بالمحكيه البدويه، او بالفصحي، لكن اشهرها كان «الارض النا» و «حديث الهيل» و «كل ليله» والتي عبّرت جميعها عن انسان تجاوز حياه البدو نحو مجتمعٍ حضري؛ نجد فيها قيم ادب الالتزام؛ بعيداً عن مساربها التقليديه للحكايه والمرويات الشفهيه؛ بل بنبره (القصيد) الهادر؛ والالقاء الرجولي المتين؛ حيث كانت امسيات الشاعر السوري تلقي عاماً بعد عام حضوراً كثيفاً من عشاق المحكيه؛ لينتزع « الفرا» بذلك مكانته بين شعراء جيله؛ مختطاً بذلك دربه عبر تسجيلات بصوته كان الشباب يقتنونها علي اشرطه الكاسيت، ويرددونها كاهزوجه لم تقطع مع فلكلورهم وتراثهم الغنائي.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل