المحتوى الرئيسى

لله يا محسنين .. شعار التليفزيون كل رمضان

06/21 23:31

دكتور صفوت العالم : من الاجدي لهذه المؤسسات عمل اعلان تشرح فيه مصادر انفاق الاموال التي جمعتها في الاعوام الماضيه.. وطالبتهم كمتخصص باعلان ميزانيتهم ولم يستجيبوا.

دكتوره داليا عبد الله : هناك افكار اعلانيه افضل من الاعتماد علي الصدمه وايذاء مشاعر الناس

دكتوره فاديه مغيث : لا يمكن الاعتماد علي الكادحين دائما لاغاثه فقراء الوطن

دكتور احمد كريمه : اعلانات الحض علي التبرع محرمه شرعا والاقربون اولي

اجساد هزيله.. وجوه نهشها المرض..  حاله من البؤس والتسول كفيله بان تشعرك بقتامه الحياه، هذا المشهد المتكرر كل رمضان والمستمر معنا حتي يهل هلال شوال، يضطر المشاهدون رؤيته يوميا في شكل فواصل اعلانيه لجمعيات خيريه تطالبنا بالتبرع للفقراء والمرضي، مستخدمه في ذلك اسلوب الايلام النفسي وتانيب الضمير، وبما ان المنافسه علي اشدها بين تلك الجمعيات والجهات طالبه التبرع، فمن الطبيعي جدا ان تلحظ علو النبره عن السنوات الماضيه، والسؤال الذي نساله لانفسنا كل عام هل هذا الاسلوب هو الامثل لجمع التبرعات؟، وهل ستؤثر مثل تلك الاعلانات علي صوره مصر في الخارج لتعطي انطباعا بان العيش علي الاعانات اسلوب ومنهج حياه فيها؟، اسئله كثيره توجهنا بها لعدد من المتخصصين وحصلنا علي اجاباتهم في السطور التاليه...

(طالبتهم كمتخصص بالشفافيه واعلان ميزانيتهم ومصادر انفاقهم منذ عشر سنوات لكنهم لم يستجيبوا مما يثير الريبه) هكذا بدا دكتور صفوت العالم استاذ العلاقات العامه والاعلان بكليه الاعلام جامعه القاهره حديثه حول حول اعلانات التبرعات، ويضيف، لي عده ملاحظات علي تلك الاعلانات، اهمها كثافه وتزايد المخصصات الماليه للحملات الدعائيه للمؤسسات التي تدعو للتبرع، حيث تبث حملات بعض المؤسسات بشكل مكثف علي كافه القنوات الفضائيه بمبالغ تتجاوز عشرات الملايين، مما يطرح سؤالاً هامًا حول مدي شفافيه هذه المؤسسات في الاعلان عن مصادر انفاقها، فقد كان من الاجدي بها ان تقوم بعمل اعلان تشرح فيه ميزانيتها، وماذا فعلت بتلك الاموال التي جمعتها علي مدار السنوات الماضيه، حتي يشعر المتلقي بمصداقيه الاعلان، وبما ان تلك المؤسسات تستغل مشكله قائمه بالفعل تتمثل في عدم معرفه دافعي الزكاه اين يكمن مستحقيها، وهو ما يفسر مبالغتهم في اظهار حاله العوز والفقر المدقع في اعلاناتهم، فاقترح ان يتم عمل بنك للزكاه، يشرف عليه الازهر، علي ان يكون له فروع معروفه ومعلن اماكنها في كل المدن والمحافظات، وبذلك نوفر بند الاعلان الذي يتعاظم فيه حجم انفاق اموال المتبرعين، ونضمن ان تصل الاموال لمستحقيها بضمان الازهر ذاته، وفي نفس الوقت نحد من اظهار ثقافه الفقر والجوع والتسول التي يتباري المعلنون في اظهارها علي الشاشات، مشيرا الي ان الرساله الاعلانيه التي تعتمدها معظم تلك المؤسسات الخيريه في اعلاناتها، والتي تعتمد بشكل اساسي علي الالحاح في الاستجداء بها مشاكل عديده تصل الي حد المتاجره بالام الفقراء والمرضي ابطال تلك الحملات الإعلانية، مضيفا انه اذا كنا دائما نقول ان الدراما تؤثر سلبا علي الصوره الذهنيه للمجتمع المصري بالخارج، فمن الاولي ان ينطبق ذلك علي الاعلان ايضا، فالدراما معروف ان بها جزء كبير من الخيال، اما الاعلان فينظر اليه انه تقديم للواقع بكل قسوته.

وتتفق مع ذلك الراي الدكتوره داليا عبد الله المدرس المساعد بقسم العلاقات العامه والاعلان بجامعه القاهره، والتي تشير الي وجود مبالغه حقيقيه في ابراز حاله الفقر والعوز في اعلانات المؤسسات الخيريه هذا العام، حيث تقول، من الطبيعي ان تكثر تلك النوعيه من الاعلانات ذات الطابع الخيري في شهر رمضان، حيث تستغل تلك المؤسسات الحاله الروحانيه التي يخلقها الشهر الكريم، واختيار الغالبيه له تحديدا في اخراج زكاه اموالهم، لكنه من المؤكد ان هناك افكار اعلانيه افضل بكثير من تلك المتعمده علي فكره الصدمه وايذاء مشاعر الناس، معربا عن شعورها بالتعجب ايضا من المفارقه التي تقوم بها تلك المؤسسات من صرف ملايين الجنيهات علي حملات اعلانيه، وعدم صرفها علي اقامه مشروعات تخدم الفقراء وتقوم بتشغيلهم، بدلا من تقديمهم كل عام علي الشاشات بهذا الشكل المهين، وفي المقابل تنتقد دكتوره داليا اعلانات المجمعات السكنيه الجديده (الكومباوند) ، ففضلا عن ما تبثه بعض تلك الاعلانات من روح طبقيه داخل المجتمع، فانها بالقطع مستفزه لشريحه كبيره من المشاهدين، مشيره الي ان مخطط تلك الحملات الاعلانيه قد جانبه الصواب في اختيار الوسيله الاعلاميه التي من المفترض ان يعلن بها عن منتجه، كما اخطا في اختيار الجمهور المستهدف، فمثل تلك الاعلانات كان لها ان تبث في قنوات مدفوعه الاجر او في صحف ومجلات تخاطب تلك الشريحه القادره ماديا من المجتمع، مؤكده ان تزايد الاخطاء الاعلانيه في السنوات الاخيره نتيجه انعدام الرقابه علي المحتوي الاعلاني، ورغبه الفضائيات في جني الاموال بغض النظر عن المضمون الذي تقدمه، وهو مايفسر طول الفقرات الاعلانيه التي تتخلل المسلسلات الرمضانيه، مشيره الي ان افضل رساله يمكن ان تقدمها اعلانات التبرعات هي التي توضح للجمهور ان الهدف من تبرعاته السابقه قد تحقق.

هل المجتمع ارتضي التسول اسلوبا لحياته؟، سؤال جاءتني اجابته من الدكتوره فاديه مغيث الباحثه  في علم الاجتماع السياسي، والتي تري انه لا يمكن الاعتماد علي الكادحين من الشعب دائما لدعم اقتصاد البلد او اعاشه فقرائها، رغم انهم دائما موضوعين في اخر قائمه الاهتمام، فالتركيز بهذا الشكل علي جيوب البسطاء حتي اخر قرش فيه لا يصح ان يستمر طويلا، كما انه من غير المنطقي ان يعيش الفقير طوال حياته علي التبرعات والاعانات دون ايجاد حل جذري لمشكلته، والبحث عن مصدر اخر لاعاشته، كما ان الالحاح في مطالبه المواطن بالتبرع قد يؤدي الي نتيجه عكسيه تماما، لان المطالب بتقديم التبرع هو نفسه مستحق له، فالتبرع يكون عندما تقوم الحكومه بواجبها من تعليم وصحه ورعايه، ووقتها ستزيد حجم المبادرات المجتمعيه، وسيزيد حجم التبرع، لان الشعب المصري بطبعه لا يتطلع للرخاء وحلمه الذي يسعي اليه هو الستر.

وتطالب دكتوره فاديه بضروره توقف اعلانات التبرعات للفقراء هذا العام، لان الشعب المصري انتهك من كثره المطالبه بالتبرع ، مؤكده انها شاهدت بنفسها اراض شاسعه علي احد الطرق الصحراويه ملك لمؤسسه خيريه لا تلبث ان تعلن عن حاجتها لاموال المتبرعين علي شاشات الفضائيات ليل نهار، متساءله اذا كنتم تمتلكون كل هذا الكم من الاراضي فلماذا تطالبون الناس بالمزيد من التبرع بينما يزداد الفقراء فقرا.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل