المحتوى الرئيسى

«أنطاكية».. بداية ونهاية الصليبيين

06/21 18:21

اكتسبت معركه فتح انطاكيه مكانتها الخاصه من اهميه المدينه نفسها التي اعتبرها الصليبيون بدايه وضع اقدامهم بشكل فعلي في الغرب، وكذلك كان اجلائهم منها علي يد السلطان الظاهر بيبرس بدايه نهايتهم.

وبدات عمليات الجيش الاسلامي تحت قياده الظاهر بيبرس ضد الصليبيين سنه 663 هـ، حيث بدا بمدينه قيساريه وفتحها في جمادي الأولى ثم اتجه الي ارسوف ففتحها في شهر رجب من السنه نفسها.

وكانت المدينه قد احتلت لفتره من قبل الروم البيزنطيين سنه351هـ، ويومها شهدت المدينه مذبحه عظيمه للمسلمين، ونزوح لاعداد كبيره منهم، وجلب المسيحين لها من كل مكان، فرحل اليها المسلمون من دمشق وحمص ولبنان، بل ومن العراق، ليستوطنوا في هذه المنطقه، وبالتالي تغيرت التركيبه السكانيه في المنطقه لصالح المسلمين، وصارت المدينه اسلاميه امنه، خاصهً بعد تثبيت الاقدام الاسلاميه في المدن التي تقع في شمالها مثل مرعش، وطرسوس، وملطيه، وغيرها.

وظلت انطاكيه المدينه بايدي المسلمين الي ان بدات الحملات الصليبية علي بلاد الاسلام سنه 491هـ ، فكانت من اوائل المدن التي سقطت في قبضه الصليبيين؛ ولاهميتها البالغه عندهم بحكم موقعها الذي يقع في مفترق الطرق المتحكم في الطرق بين المناطق الشماليه للشام؛ ولانها مقر مملكه هرقل ايام الفتح الإسلامي للشام، فعملوا علي ازاله اي اثر اسلامي فيها، وحولوا المساجد الي كنائس، واهتموا اكثر شيء بتحصينها لتكون نقطه انطلاق لهم الي بقيه الامارات الاسلاميه، فبنوا عليها سورًا طوله اثنا عشر ميلًا، وعلي هذا السور ما يقارب مائه وسته وثلاثين برجًا، وفي هذه الابراج ما يقارب اربعه وعشرين الف شرفه، يطوف عليها الحراس كل يوم وليله علي التناوب، لتكون بذلك من اعظم دول العالم تحصينًا.

وبقيت انطاكيه في قيود الصليبيين قرابه 170 عامًا، حتي جاء عهد السلطان الظاهر بيبرس الذي تولي سلطنه المماليك سنه 658هـ، وعقد العزم علي استرجاع البلاد الاسلاميه من ايدي الصليبيين، فقام بطرد التتار من الشام الي العراق ليتفرغ لقتال الصليبيين، وبدا يفتح المدن الواحده تلو الاخري، ففتح قيساريه وارسوف وصفد، ثم الكرك ويافا، وقلعه عكا، ثم اراد بيبرس الاستيلاء علي انطاكيه التي تحتل مكانه خاصه لدي الصليبيين واستعد بيبرس لهذه الموقعه الحاسمه خير استعداد، واتجه الي محاصره المدينه وجعلها معزوله محرومه من كل مساعده ممكنه.

وخرج بيبرس بالجيش من طرابلس في الرابع والعشرين من شعبان سنه 666هـ، دون ان يطلع احدًا من قادته علي وجهته، واوهم انه يريد بلدًا اخر غير انطاكيه، فنزل علي حمص، ومنها الي حماه، ثم الي فاميه، وكان يسير بالليل وينزل علي البلاد بالنهار، حتي لا يتمكن الصليبيون من معرفه هدفه، وعمل علي تقسيم جيشه الي ثلاث فرق، اتجهت فرقه منها الي ميناء السويديه لتقطع الصله بين انطاكيه والبحر، وفرقه اخري اتجهت الي الشمال لسد الممرات بين قلقليه والشام، ومنع وصول الامدادات من ارمينيه الصغري، وكانت الفرقه الثالثه والرئيسيه بقيادته توجهت مباشره الي انطاكيه، وضرب حولها حصارًا محكمًا في اول رمضان سنه 666هـ.

وبعد ان فرض عليها الحصار طلب اهلُها الامان، وارسلوا وفدًا للتفاوض معه، ولكنهم اشترطوا شروطًا رفضها بيبرس فشدّد في حصارهم حتي فتحها بالقوه في الرابع عشر من شهر رمضان سنه 666هـ، وغنم المسلمون الغنائم الكثيره، واُطْلق من فيها من اسري المسلمين، وعادت هذه المدينه الي المسلمين بعد ان سيطر عليها الصليبون مائه وسبعين عامًا، وكان سقوط انطاكيه اعظم فتح حققه المسلمون علي الصليبيين بعد معركه حطين.

2015-06-21 18:10:33 | ساره رضا

2015-06-21 17:53:01 | احمد هاشم

2015-06-21 17:28:01 | محمود نبيل

2015-06-21 15:25:33 | ساره رضا

2015-06-21 15:10:12 | شيماء مصطفي

2015-06-21 14:55:58 | ساره رضا

2015-06-21 14:41:41 | ساره رضا

2015-06-21 14:35:36 | محمود نبيل

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل