المحتوى الرئيسى

جان بول سارتر.. افتقد الوسامة والحب واكتسب الحكمة

06/21 14:30

الفيلسوف الفرنسي جان بول سارتر

جان بول سارتر احد اولئك الفلاسفه الفرنسيين الذين اثروا العالم بفلسفاتهم الوجوديه، والتي انتشرت بشكل خاص في اواخر القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين، حيث تاثر باساتذته الفلاسفه الالمان ادموند هوسرل ومن بعده مارتن هايدجر في تطوير فلسفته "الوجوديه الخاصه" اضافه لسؤاله عن "الوجود والعدم" ارتبط اسم جان بول سارتر 1905- 1980 الفيلسوف الوجودي والناقد والروائي والمسرحي منذ خمسينيات القرن الماضي بالعديد من الحركات الثقافيه حول العالم، من ضمنها العالم العربى، فسارتر قدم بدائل فكريه للعديد من القيم السائده.

لسنا بصدد الحديث عن مولد سارتر وفلسفاته، لكن العبره هنا في تلك الرؤيه والحاله التي لا يمكن ان يستوعبها الشخص العادي في علاقته بصديقته الكاتبه الفيلسوفه الفرنسيه سيمون دي بوفوار.

كيف كانت الصداقه دافعا للاثنين كي يعيدا اكتشاف العالم بنظره اكثر توازنا، بعيدا عن تاثير الوهم، نظره واقعيه، بعيدا عن الانانيه الانسانيه في الاستحواذ، والتسلط احدهما علي الاخر منذ ان تعارفا وهما تلميذين نشات بينهما علاقه خاصه جدا لكنهما علي الرغم من الصله الوثيقه بينهما لم يتزوجا حتي نهايه عمرهما.

لم تقف العلاقه الروحيه والعقليه التي ربطت بين الاثنين، عائقا في حياتهما، فكان كل واحدا منهما يعيش حياته العاطفيه ومغامراته بكل حريه، وهناك روايات عديده تذكر ان سيمون دي بوفوار رفضت عرض سارتر بالزواج منها، وبررت ذلك برد فكاهي حينما قالت له "لا املك مهر زواجنا" لكن في الحقيقه بوفوار تعشق حريتها ولم تكن مستعده للتضحيه بانطلاقها الجسدي ربما او ربما بالتزامات لم تكن تري انها مهياه لها، علي الرغم من ان الصداقه تعد احيانا ضربا من القيد لكنها فضلت الابقاء علي صداقتهما بعيدا عن الزواج الذي قد يفسد تلك الصداقه الي الابد.

يقال ان فراشا واحدا جمعهما في علاقه جسديه في البدايات لكن العلاقه توقفت، لم تكن بالالق الذي تمناه الاثنين، خصوصا وان بوفوار كانت شابه جميله، ولم يكن سارتر بالوسامه المطلوبه، فقد كان قصير القامه، يرتدي نظارت سميكه، ورائحه غليونه تملاه، ما جعل صديقته تنفر منه وتكتفي بعلاقاتها المثليه مع رفيقاتها وتلميذاتها في مدرسه "روين" في فتره الثلاثينات من القرن الماضي.

سيمون دي بوفوار قدمت لسارتر احدي تلميذاتها وهي اولجا كوساكيوسك. لكن اولجا رفضته، رغم كل ملاحقته، واكتفت بالعمل معه في مسرحياته، ومع ذلك ظل ينفق عليها من ماله الخاص حتي تزوجت جاك لورين بوست احد عشاق سيمون دي بوفوار السابقين.

اولجا ظلت تتهرب من سارتر ولم تتحول الي عشيقه حقيقيه. شقيقه اولجا الصغيره، واندا، هي التي قلبت الموازين حين جاءت الي باريس. كان ذلك عام 19، وكانت واندا، فتاه جميله تريد ان تشق طريقها كممثله مسرحيه، وكان سارتر يحارب عوامل كثيره تبعد المراه الجميله عنه في هندامه وصلعته، وقصر قامته.

كان سارتر بالنسبه لواندا سلما من اجل الوصول لهدف ما، تحملت دمامته، وحاولت ان لا تري غير هذا الافق الواسع في فكره، ولم تكن تطيق تقبيله، حتي نال القبله بعناء وتقيات بعدها، مع ذلك ظل يلاحقها رغم انه كان يقول عنها ان عقلها بحجم عقل الذبابه بل وواجهها برايه فيها، لم تعر ذلك اهتماما وكانت ترد بانها ممثله وليست فيلسوفه. بعد سنتين من الملاحقه استسلمت له لم تتقيا هذه المره ولم تهرب منه فقد كان في سارتر ما يستحق ان تعود له، كان بالنسبه لها اشبه بدوره تعليميه سريعه في احدي الجامعات الشهيره.

حتي تلك القبله المسروقه التي نالها سارتر لم يستطع ان يكررها مره اخري فقد دخل الصوره وجه جديد، منافس، رجل وسيم، طويل القامه، تتهافت الصحف علي نشر صوره، ولا ترفضه الجميلات، رجل محسوب علي الفلسفه الوجوديه لكنه يهوي الفكر "الفوضوي". الذي يعتبر الدوله غير مرغوب فيها وغير ضروريه بل ومضره بالمجتمع، ويكتب في الصحف الباريسيه، روائي من اسره فقيره ولد في الجزائر عام 1913 تاثر بسارتر ثم خاض الحروب الفلسفيه والسياسيه معه، ومات وهو في السابعه والاربعين في حادث سياره البير كامو، او كما يطلقون عليه في فرنسا البير كامي.

أهم أخبار فن وثقافة

Comments

عاجل