المحتوى الرئيسى

الجزائر: "السيقان العارية" و"حياء الجزائرية" صراع حول الهوية

06/21 14:23

اطلق شباب جزائريون حملتين واسعتين علي شبكات التواصل الاجتماعي شارك فيها عشرات الالاف من رواد شبكات التواصل الاجتماعي، الاولي للتضامن مع طالبه حقوق التي مٌنعت من دخول الامتحان بسبب تنورتها القصيره، وتنادي بحمايه الحريات الشخصيه وقيم الحداثه والعصرنه في المجتمع الجزائري المهدده من طرف القوي الظلاميه المتشدده، حسب راي القائمين علي الحمله، اطلق عليها اسم "السيقان العاريه". والثانيه ضد الطريقه التي تم اختيارها للتعبير بها عن هذا التضامن، رافضين كل اشكال ومظاهر العُري في الشوارع والجامعات التي تتنافي وقيم المجتمع الجزائري المسلم، حسب تصوراتهم.

المخرجه صوفيا جامع مديره صفحه "كرامتي ليست في طول تنورتي"

مريم وسعاد طالبتان بكليتي الاعلام والاقتصاد، شاركتا في هاتين الحملتين، انتصارا للقيم التي تحملها كل واحده منهما، حيث تقول مريم محديد (20 سنه)، التي وجدناها رفقه زميلاتها بساحه كليه الاعلام والاتصال ببن عكنون، يتابعون "هاشتاق" حملتهم التضامنيه بان "ملابسي حريتي الشخصيه، ولا اسمح لاحد ان يتدخل في شكل الهندام الذي البسه"، واضافت لـ DWعربيه "ما حدث لطالبه الحقوق اذلال لكرامتها وكرامه كل فتاه او امراه جزائريه، اختارت اللباس القصير هنداما لها".

وعن صدي حملتهم تضيف مريم، "لم نكن في البدايه نعتقد بان هذه الوقفه التضامنيه ستحقق كل هذا الدعم والمسانده، لكن مع مرور الايام ثبت بان الشباب الجزائري يتطلع للعيش بكرامه بعيدا عن الاطر التي يريد المتشددون الدينيون ان يضعوا المجتمع الجزائري داخله". من جانبها، تؤكد جميله، زميله مريم، بان عدد اعضاء الحمله وصل الي اكثر من 14 الف شخص، وتضيف حول الخطوات القادمه للمبادره "نشاطنا لازال علي شبكات التواصل الاجتماعي، وفي الوسط الجامعي، لكن من المرتقب ان ننزل الي الشارع للتعبير عن رفضنا للانتهاكات التي تتعرض لها المراه الجزائريه باسم الدين تاره، وباسم القيم والعادات تاره اخري، سنواصل برغم التحرش والمضايقات التي نتعرض لهما من طرف زملائنا الشباب، وفي الشارع".

نعيمه صالحي، رئيسه حزب العدل والبيان، مؤيده لحمله "حياء الجزائريه

وبكليه الحقوق وقفت سعاد مزياني مع زميلاتها لاخذ صوره تذكاريه لهن بعد النجاح والاشاده الاعلاميه الكبيره الذي حققته الحمله التي اصبحت ناشطه متميزه بها، والتي تحمل اسم "حياء الجزائريه". تقول سعاد (22 سنه)، "انا ضد ما حصل للطالبه المرشحه لشهاده الكفاءه المهنيه التي منعت من اداء امتحانها، لكن ان نتخذ من الحادثه ذريعه لتشجيع العُري والخلاعه في الوسط الجامعي، فهذا غير مقبول"، وتضيف لـDW عربيه "حريتك تنتهي عندما تبدا حريه الاخرين، واري ان التعري الذي طالب به اصحاب مبادره "السيقان العاريه" يتنافي وقيم المجتمع الجزائري المسلم، وتعدي علي حريه الطلبه والقانون الداخلي للمؤسسه".

وحول الهدف من حمله "حياء – الجزائريه" تؤكد سعاد علي ان عملها مع زملائها يقتصر علي الظهور بالمظهر المحتشم داخل الحرم الجامعي ووضع شعار المبادره علي اليد، وتقديم النصيحه لمن يريدها، دون الدخول في مواجهات وصدامات مع انصار "السيقان العاريه" او غيرهم"، وحول الهدف من المبادره تقول سعاد " هدفنا هو التاكيد بان قيم ومبادئ المجتمع الجزائري لا تزال راسخه ومتجذره، وان هؤلاء لا يمثلون الاغلبيه التي يدعون التعبير عنها".

ونددت المحاميه زينب مزاري بسلوك الحارس والمسؤول الذي اشار بمنع الطالبه دخول الكليه، "لان ذلك يتنافي ومبادئ حقوق الانسان وقيم الدوله المدنيه"، واضافت زينب لـ DW عربيه "لا يوجد في كل قوانين الجمهوريه ما يمنح لاي شخص سلطه فرض لباس معين علي الاخر، ولا القانون الداخلي للجامعه يحدد شكل لباس طلابها"، وتضيف المحاميه مزاري "ان السكوت علي الحادثه هو بدايه التراجع عن كل المكتسبات التي حققتها المراه الجزائريه والتي كنا نتغني بها قبل اسابيع عقب صدور قانون العقوبات".

صوره متداوله ضمن حمله" السيقان العاريه"

الا ان الباحث سفيان روابحي، استاذ علم الاجتماع بجامعة قسنطينة، فيري بان تداعيات الحادثه في الوسط الجامعي والمجتمعي لا ترتبط بموضوع الحق، وانما تدخل في اطار الصراع بين التيار العلماني والاسلامي، وافرازات الحادثه تم استغلالها من كلا الطرفين لتحقيق مكاسب علي الارض، وهي صوره واحد من بين الاف صور الصراع بين الطرفيين منذ الاستقلال، ياخذ كل مره اشكالا ومدي مختلفه.

وتؤكد المخرجه صوفيا جامع، مديره صفحه "كرامتي ليست في طول تنورتي"، الناطقه باسم حمله "السيقان العاريه"، بان رساله الصفحه مفادها ان الامر لا يتعلق بالسيقان العاريه، وانما بثقافه اضطهاد المراه التي تترسخ اكثر في المجتمع الجزائري. وكتبت صوفيا جامع علي الصفحه تقول"ان ما حدث دليل علي تراجع حقوق المراه في البلد ونتيجه لمشكلات اجتماعيه اخري، وان انشاء هذه الصفحه، كان امرا بديهيا، فما حدث للطالبه كان قاسيا جدا..فقد اهينت ولم اغرب في ان ادعها تشعر بانها وحدها امام هذه المشكله "واضافت المخرجه "اريد ان تصبح الصفحه وسيله رصد لكل ما يحدث للنساء يوميا من انتهاكات".

وتعتقد المخرجه صوفيا بان "جسد المراه يتحول الي ساحه معارك كلما ساء وضع البلد، وكلما سكتنا نحن النساء تراجعت مساحه المراه في الاماكن العامه".

وترجع صوفيا سبب هذا التراجع في مكتسبات الحريه والمكانه الاجتماعيه، الي "الفقر ونقص التعليم، ولذلك فهم يرون بان المراه ليست محترمه طالما لا تراعي الحياء الذي يمليه المجتمع ..". وتؤكد صوفيا بان الحمله جاءت "لنثبت اننا لسنا جزائريين من الدرجه الثانيه تحت ذريعه اننا لا نشترك مع القيم الاخلاقيه المهيمنه في المجتمع، واذا ادركت السلطه اننا قوه اقتراح في المجتمع، نستطيع حمايه حقنا في الاختلاف والقضاء علي جميع اشكال التعصب علي اساس الشكل او الدين او العرق".

طالبات بجامعه بن عكنون، في الجزائر العاصمة

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل