المحتوى الرئيسى

حكايات مصرية.. تربة «الزردكاش» وسقوط دولة المماليك

06/20 12:32

يطلق علي وظيفه “الزردكاش” للشخص المسئول عن المكان المخصص لحفظ السلاح والعتاد، وانشا تربه “الزردكاش” بالسيدة عائشة الامير تمر الحسني الشهير بالزردكاش علي عهد السطان المملوكي قانصوه الغوري ليدفن بها حين ياتي الاجل المحتوم.

وهي اثر رقم 161 وكان الامير تمر من مماليك السلطان سيف الدين اينال، وفي عهد السلطان الغوري صار معلماً - اي رئيساً - للرماحه والرماحه هم كوكبه من الفرسان تتقدم الاحتفال بدوران وخروج المحمل الذي يحمل كسوه الكعبة المشرفة، وتستعرض فيه مهاراتها في اللعب بالرماح وكان عدد المماليك الرماحه اربعين مملوكاً ولهم امير (معلم) يعاونه اربعه باشات وكان للرماحه ملابس حمراء تميزهم.

وفي رحله “محيط” مع العلاّمه والباحث الاثاري ابو العلا خليل ينقل عن ابن اياس الحنفي في كتاب “بدائع الزهور في وقائع الدهور” (وفي تاسع رجب عام 910هـ نودي في القاهره بالزينه بسبب دوران المحمل ولبسوا الرماحه الاحمر والخوذه علي العاده وكان معلم الرماحه تمر الحسني الزردكاش احد المقدمين، والباشات الاربعه واحرقوا قدام السلطان احراقه نفط حافله ودارت المسايرات في القاهره فلما انفض امر المحمل خلع السلطان الغوري علي معلم الرماحه تمر الحسني الزردكاش واركبه فرس بسرج ذهب وكنبوش واخلع علي الاربعه باشات ونزلوا الي دورهم).

يوضح ابو العلا خليل ان الامير تمر الزردكاش كان من جمله الامراء الذين اصطحبهم السلطان الغوري معه علي راس جيش كبير لقتال الجيش العثماني بقياده السلطان سليم الأول في موقعه مرج دابق بالشام في شعبان عام 922هـ.

وعن بدايات المعركه يذكر ابن اياس الحنفي في كتاب بدائع الزهور في وقائع الدهور (وكان حول السلطان الغوري اربعون مصحفاً في اكياس حرير اصفر علي رئوس جماعه اشراف وفيهم مصحف بخط الامام عثمان بن عفان رضي الله عنه، وكان حول السلطان خليفه سيدي احمد البدوي ومعه اعلام حمر وخليفه سيدي احمد بن الرفاعي والشيخ عفيف الدين خادم مسجد السيده نفيسه رضي الله عنها باعلام سود وكان الصنجق - اي العلم - السلطاني خلف ظهر السلطان وفيهم الامير تمر الزردكاش احد المقدمين فقاتلوا قتالاً شديداّ وكانت النصره لعسكر مصر اولاّ).

ويذكر ابن الزنبل الرمال في اخره المماليك (لما اراد الله ازاله دوله الغوري اوقع الخلف فيهم لامر يقضيه وحكم يمضيه فكان العسكر كله مختلفا في بعضه مفسود النيه فصار السلطان واقفاً تحت الصنجق في نفر قليل من المماليك، وشرع يستغيث هذا وقت المروه قاتلوا وعلي رضاكم فلم يسمع له احد قولاً وصاروا ينسحبون من حوله والتفت الغوري للمشايخ وقال لهم ادعوا الله تعالي بالنصر فهذا وقت دعاكم).

ويستكمل ابن اياس (فلما اضطربت الاحوال وتزايدت الاهوال فخاف الامير تمر الزردكاش الحامل لصنجق السلطان الغوري فانزله وطواه واخفاه ثم تقدم الي السلطان وقال له يا مولانا السلطان ان عسكر ابن عثمان قد ادركنا فانج بنفسك واهرب الي حلب، فلما تحقق السطان من هزيمته نزل عليه في الحال فالج - اي شلل - ابطل شقته وارخي حنكه فطلب ماء فشرب منه قليلاً وخرجت روحه من شده قهره ويسقط تحت سنابك الخيل).

ونتابع رحله “محيط” مع ابو العلا خليل حيث يذكر ان عدداّ من الامراء تمكن من الهرب الي مصر ومنهم الامير تمر الحسني وهم في اسوا حال من الجوع والضعف واجتمع راي الامراء علي سلطنه الامير طومان باي ابن اخي السلطان الغوري، وكان الغوري قد عينه نائباً عنه في غيبته ثم زحف السلطان العثماني سليم الاول الي القاهره وتقابل مع طومان باي وجيوشه عند الريدانيه - ميدان العباسيه حالياً- ولما ايقن طومان باي بهزيمته فر وتخفي في جامع شيخو بشارع الصليبه بحي الخليفه

واراد الامير تمر الحسني الزردكاش وجماعه من الامراء ان يجعلوا لهم وجهاً عند السلطان العثماني فيهجموا علي السلطان طومان باي وهو بجامع شيخو ويقبضوا عليه ويضعوه في الحديد، ويسلموه باليد الي السلطان سليم خان ابن عثمان الا ان الله تعالي رد بغيهم علي انفسهم فنادي لهم ابن عثمان ان يظهروا ولهم امان الله وكتب لهم اوراقاّ بالامان اذا ظهروا، فظنوا ان هذا الامان يفيدهم فوضعوا تلك الاوراق علي رؤوسهم ووضعوا في رقابهم مناديل الامان، وقابلوا ابن عثمان فلما قابلوه سالهم لم تركتم ملككم وجئتم الي عدوكم؟ قالوا اثرنا خدمتك علي طاعته واخترنا ان نكون من اجنادك فقال لو كان فيكم خيراً كان لطومان باي ووبخهم بالكلام وبصق في وجوههم وذكر لهم ظلمهم وما كانوا يصنعون وامر بضرب اعناقهم بين يديه وهو ينظر اليهم وذلك في يوم السبت اول ربيع الاول عام 923هـ.

نرشح لك

أهم أخبار رمضان

Comments

عاجل