المحتوى الرئيسى

رف السينما - وردة.. فرصة جديدة للسينما المصرية؟

06/19 13:21

بقلم - ممدوح صلاح :

افلام الماده الفيلميه المكتشفه (Found footage) تقريباً بقت نوع مستقل بذاته من السينما، ظهر من التمانينات في حاجات زي (Cannibal Holocaust)، لكن انتشر بعد النجاح الكبير لـ (The Blair Witch project) في 1999. وبعدها طلعت مجموعه كبيره من الافلام الاجنبيه اللي بتلعب نفس اللعبه.. تصوير احداث الفيلم من كاميرات محموله او كاميرات فيديو منزليه او كاميرات مراقبه، بحيث يبدو وكان المعروض قدامنا عباره عن ماده وثائقيه صورها الابطال نفسهم وتم العثور عليها فيما بعد واتعمل لها مونتاج فكونت الفيلم، وغالباً ده بيرتبط في القصه بان ابطال الفيلم يكونوا ماتوا او فقدوا في نهايه الاحداث.

بيصاحب النوع ده من الافلام شويه غموض في الدعايه، واختيار ممثلين مش معروفين، واحياناً اخفاء اساميهم في التترات. كنوع من تكمله اللعبه وزياده الايهام بان الفيلم ده "حقيقي".. لكن طبعاً الافلام اللي كان ممكن تنتشر عليها اشاعات زمان انها حقيقيه فعلاً، دلوقتي بقي معروف ومفهوم تماماً انها مجرد اسلوب مختلف لتقديم السينما الروائيه. بس هو جو عام بيخليك تندمج وتتعايش مع الناس اللي الفيلم، ويسهل تصور ان اللي حصل لهم ممكن يحصلك.

الافلام دي بتبعد عن اجواء هوليوود التقليديه. الممثلين اصحاب الاجور الكبيره، والتكاليف العاليه، والمؤثرات البصريه الضخمه. وده انتاجياً خلي احد اشهر النماذج للنوع ده هو فيلم (Paranormal activity) اللي اتكلف 15 الف دولار ولما اتعرض في سينمات امريكا عدت ايراداته 100 مليون دولار.

فيلم (ورده) اللي اتعرض في نهايه 2014، علي حد علمي هو اول فيلم رعب (Found footage) مصري يعرض في السينما.. هل ده سبب كافي للوقوف عنده وتوثيقه كحدث سينمائي؟.. في رايي: ايوه.. لان ظهور الفيلم ده بيفتح الباب لمجموعه من التساؤلات..

ليه النوع ده ماتنفذش قبل كده في افلام طويله مصريه مع انه منتشر في العالم من حوالي 15 سنه؟ وهل غياب التكاليف الكبيره ومشاهد الجرافيك المعقده ممكن يبقي سبيل لاننا اخيراً ننتج أفلام رعب قابله للتصديق؟.. هل المعايشه اللي بتيجي مع النوع ده ممكن تحسس المتفرج بالاشتراك في الحدث وتكسر الحاجز الموجود ما بينه وما بين تجارب الرعب المصريه السابقه، اللي معظمها بيعامل في النهايه علي انه كوميدي؟.. باختصار، هل الفيلم ده ممكن يبقي حجر اساس لبناء مجال كامل غايب عننا وهو سينما رعب مصريه؟!

(ورده) نزل وهو محاط بنوع من التكتم، اسماء الفنيين القائمين عليه او الممثلين لم يعلن عنها طول الحمله الدعائيه اللي سبقت نزول الفيلم، واستعانوا في الاعلان التشويقي بلقطات من الانترنت بتظهر علاج حالات "حقيقيه" من المس في برامج التليفزيون.. الغرض من الحمله كان اثاره حماس وفضول الجمهور تجاه الفيلم الغامض. ولو هنقيس نجاح الفيلم بايراداته، فاخر ما اتكتب عنه هو انها تجاوزت المليون جنيه. وهو رقم مش كبير.. بس مقارنه بانتاج الفيلم اللي اتكلف ولا حاجه تقريباً فهو نجاح مش بطال. وطبعاً كالعاده الارقام الخاصه بتكاليف الانتاج والايرادات في مصر تقديريه مش رسميه.

الفيلم من تاليف (محمد حفظي) صاحب (ملاكي اسكندريه) و(تيتو) و(السلم والتعبان) واخراج (هادي الباجوري) صاحب فيلم (واحد صحيح).. تركيبه بتوعدك بمؤلف علي قدر من المهاره والخبره، ومخرج من خلفيه بصريه من عالم الفيديوكليب والاعلانات. وبيحكي عن مدون شاب بيرجع البلد لما بيلاقي اخته حالتها النفسيه سيئه، وبيوثق فتره اقامته بكاميرات الفيديو بالذات لما بيكتشف ان حاله اخته ممكن تكون اكبر من المرض النفسي، وبيحاول يثبت لنفسه وللي حواليه ان المس والعفاريت دي خرافات مالهاش اساس.

اختيار الموضوع مناسب جداً لثقافتنا الشعبيه، وللناس اللي عندها درجه من الايمان بالجن والمس وخلافه. وسهل يقنع الجمهور ويثير اهتمامهم ورعبهم كمان. واختيار بيت عيله في بلد ريفيه مناسب برضه لانها طبقه اجتماعيه وثقافه مش موجوده في الافلام الاجنبي فممكن تقدم حاجه مختلفه للجمهور المتعود علي أفلام الرعب الاجنبيه .. بس غير كده كل حاجه تانيه في الفيلم موجوده في الافلام الاجنبي زي ما هي بالظبط.

علي مدار زمن عرض الفيلم الشعور اللي كان بيتزايد عندي هو الغضب. برغم اي مجهود مبذول من الممثلين او الفنيين، الا ان السيناريو كان بيخليه مجهود ع الفاضي. الموضوع عدي مرحله التاثر بـ (Paranormal activity) وافلام النوع ده عموماً ووصل لمرحله النقل الصريح، وده استخفاف كبير بالجمهور وبناء تجربه الفيلم بالكامل علي ان المؤلف شاف الافلام الاجنبي دي وانت لا!

علي الناحيه التانيه (هادي الباجوري) حاول يخفي اي جماليات ميزت اعماله السابقه، وده في بعض الاحيان كان بيخلي الصوره واقعيه، وفي بعض الاحيان كان مبالغ فيه .. مثلاً الكاميرات اللي بيستخدمها في المراقبه من نوع (GoPro) والصوره المنتجه منها في الحقيقه احسن بكتير من صورتها في الفيلم، فواضح انها خضعت لمؤثرات في المونتاج حاولت تخلي شكل صورتها اسوا .. وده كان ممكن يبقي مناسب لافلام بدايه الالفيه. لكن دلوقتي حتي الجمهور اللي مش عارف نوع الكاميرا - اللي بتظهر في مشاهد الفيلم - عارف ان كاميرات الهواه وحتي الموبايلات بقت تطلع صوره جودتها عاليه. ماكنش فيه داعي لافساد الصوره عمداً، بالنسبه لي ده بيقلل من المصداقيه. وماكنش في داعي برضه للجوده السيئه للصوت في بعض مشاهد الحوار, لو كان الصوت واضح ماكنش هيقلل من واقعيه الفيلم ولا حاجه.

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل