المحتوى الرئيسى

من قصص القرآن الكريم .. "البقرة"

06/19 00:11

قال الله تعالي: وَاِذْ قَالَ مُوسَي لِقَوْمِهِ اِنَّ اللَّهَ يَاْمُرُكُمْ اَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَهً قَالُوا اَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا قَالَ اَعُوذُ بِاللَّهِ اَنْ اَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ (67) قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ قَالَ اِنَّهُ يَقُولُ اِنَّهَا بَقَرَهٌ لَا فَارِضٌ وَلَا بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ فَافْعَلُوا مَا تُؤْمَرُونَ (68) قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ اِنَّهُ يَقُولُ اِنَّهَا بَقَرَهٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ (69) قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ اِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَاِنَّا اِنْ شَاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ (70) قَالَ اِنَّهُ يَقُولُ اِنَّهَا بَقَرَهٌ لَا ذَلُولٌ تُثِيرُ الْاَرْضَ وَلَا تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَهٌ لَا شِيَهَ فِيهَا قَالُوا الْاَنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ (71) وَاِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا فَادَّارَاْتُمْ فِيهَا وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ (72) فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَي وَيُرِيكُمْ اَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (73) ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَهِ اَوْ اَشَدُّ قَسْوَهً وَاِنَّ مِنَ الْحِجَارَهِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْاَنْهَارُ وَاِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَاِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَهِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (74) - سوره البقره-

اصل قصه البقره ان قتيلا ثريا وجد يوما في بني اسرائيل زمن موسي عليه السلام، واختصم اهله ولم يعرفوا قاتله، وحين اعياهم الامر سالوا موسي، فلجا موسي الي ربه فامره الله ان يامر قومه بذبح بقره، غير انهم بدؤوا بالمعانده، فاتهموا موسي بانه يسخر منهم ويتخذهم هزوا، واستعاذ موسي بالله ان يكون قد سخر منهم، و بين لهم ان كشف الجريمه انما يكون بذبح البقره.

وهكذا يظل يعاني موسي من ايذائهم له واتهامه بالسخريه منهم، ثم ينبئهم انه جاد فيما يحدثهم به، ويعود ليامرهم ان يذبحوا بقره، وتعود الطبيعه المراوغه لبني اسرائيل الي الظهور، فيتساءلون: اهي بقره عاديه كما عهدنا من هذا الجنس من الحيوان؟ ام انها خلق تفرد بمزيه!! فليسال موسي ربه ليبين لنا ما هي هذه البقره.

ويدعو موسي ربه كما طلبوا فيزداد التشديد عليهم، وتحدد البقره اكثر من ذي قبل، بانها ليست بقره مسنه، ولا بقره فتيه، بل هي بقره متوسطه بين المسنه والفتيه.

الي هنا كان ينبغي ان ينتهي الامر، غير ان مراوغه بني اسرائيل لم تزل مستمره، فقالوا ما هو لون هذه البقره؟ فطلبوا من موسي ليسال ربه ثانيه عن لون هذه البقره من غير ان يراعوا مقتضيات الادب والاحترام اللازمين في حق الله تعالي وحق نبيه الكريم، و ومن غير ان يخجلوا من تكليف موسي بهذا الاتصال المتكرر مع الله حول موضوع بسيط لا يستحق كل هذا العناد والمراوغه.

ويسال موسي ربه ثم يحدثهم عن لون البقره المطلوبه, فيقول لهم انها بقره صفراء, لونها فاقع، تسر من نظر اليها، وهكذا حددت البقره بانها صفراء، ورغم وضوح الامر، فقد عادوا الي المراوغه.

فشدد الله عليهم كما شددوا علي نبيه واذوه، عادوا يسالون موسي ان يدعو الله ليبين لهم ما هي، فان البقر قد تشابه عليهم، فسال موسي ربه، واخبر قومه عن البقره بانها ليست معده لحرث ولا لسقي، سليمه من العيوب، صفراء لا علامه فيها بمعني انها خالصه الصفره.

واخيراً قاموا بالبحث عن بقره بهذه الصفات الخاصه الي ان وجدوها عند يتيم فاشتروها منه وذبحوها، وامسك موسي بجزء من البقره بعد ذبحها (وقيل لسانها) وضرب به القتيل فنهض من موته، فساله موسي عن قاتله فحدثهم عنه (وقيل اشار الي القاتل فقط من غير ان يتحدث) ثم عاد الي الموت، وشاهد بنو اسرائيل معجزه احياء الموتي امام اعينهم، واستمعوا باذانهم الي اسم القاتل، فانكشف غموض القضيه التي حيرتهم زمنا طال بسبب مراوغتهم وتعنتهم.

ذكر د / حامد احمد الطاهر، استاذ في كليه دار العلوم، في كتابه “قصص القرآن” عددا من الدروس المستفاده من قصه “البقره” من ضمنها:

*بيان قدره الله سبحانه التي لا تحدها قدره، فهو سبحانه لا يعجزه شيء في الارض ولا في السماء، وهو علي كل شيء قدير، وهذا واضح في هذه القصه غايه الوضوح؛ وذلك انه سبحانه احيا القتيل بعد موته، وانطقه بالحق المبين.

*ان الانبياء عليهم السلام معصومون من الخطا والزلل، ومنزهون عن الصفات الذميمه.

نرشح لك

أهم أخبار رمضان

Comments

عاجل