المحتوى الرئيسى

م الآخر| مشاهد حية في "رمضان"!

06/18 07:09

الهلال الذي يبتسم، ورائحة الشوارع، و"حبهان" أمي، وترانيم الفجر، وحبنا الذي يبدأ في التجلي، رمضان ذاك الضيف الذي يأتى كل عام على عجل ليطعمنا بركة، يضع رحاله من البركات ويرحل تاركا لنا عيدنا، على عكس كل الضيوف!، العجب أني أحب هذا الضيف حبا مختلفا، لأنه يأخذني من نفسي التي كرهتها، ويلقيني في جنة الأرواح، 30 يوما.

أعيش في رمضان، كما لا أعيش في غيره، أبتسم للذكرى التي لا يحييها في قلبي إلا رمضان، وأتعذب بما هو آت لأنه سيأتي فارغا من البركة التي تنتهي بنهاية الشهر المستعظم.. مثلا، خرجت مع صديقي الأقرب أحمد عصام في أول أيام السحور وسرنا في طريق "الفول" لأول مرة منذ صداقتنا، حكيت عن وجعي، فحمد الله أن جنبه سوء طالعي، أغاظني بتبرؤه مما فعل الزمان بي، وفي النهاية ضحكنا وأكلنا "الزبادي"! (ايموشن ضاحك).

رمضان يعني "لمة العيلة"، وأن أتذكر أبي، رحمه الله، عندما كان يوقظني بعنف للسحور، لأن "في السحور بركة"، وأتذكر كيف كان ينطق جملته، التي تعلمها من أثر الرسول، بأداء تمثيلي يملأه احساسا بالحكمة، وأتذكر "المسحراتي"، صاحب الأداء "الأوفر"، الذي كان يدق باب بيتنا الكبير، على عكس كل "المسحراتية"، ولا ينتهي عن "طرق" الباب، إلا لو قلت له من الداخل وسط نعاسك "اتفضل"، عندها يرد رده الناعس بدوره "شكرا"، وينصرف إلى بيت جارك.

وددت لو تكهنت لك بأنك تواجه دائما مشاكل عاطفية كل رمضان، فتور في علاقتك بنصفك الآخر، هو أيضا ينشغل عنك بغسيل "المواعين"، (إيموشن ضاحك)، لستما على ما يرام، وحديثكما مقتضب و "الفانوس"، الذي تناسيت إهدائه لها، لم يعد هو سر العداء الغريب بينكما هذا الشهر، ربما كان العيب في "بيض" السحور (إيموشن مسخسخ).

أحلامي في رمضان تشع نورا، وأراها كل يوم على الإفطار متجسدة، تقول "هيت لك"، فأدعو الله أن أقبض عليها بكفي قبل أن تطيش في الهواء، ومع أول رشفة "شوربة" مع أذان المغرب تنتقل الأحلام فجأة إلى طاجن "البطاطس باللحمة"، و"دكر البط" بنفس أمي، وتنتفخ بطني لدرجة تجبر الأحلام على الاختباء في ركن صغير بجانب المعدة، لتعود إلى طرق ذهني من جديد عندما أبدأ صيام اليوم التالي، وأجوع!.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل