المحتوى الرئيسى

مدفع الحاجة " فاطمة".. فشنك!

06/18 00:18

يشتاق الصائمون في شهر رمضان الكريم كل عام لسماع صوت المدفع الذي اعتادوا عليه في افطارهم، ويرتبط سماع صوت المدفع بإفطار رمضان، وهو من التقاليد الشهيره المرتبطه بالصوم جنبا الي جنب المسحراتي.

والمدفع يستخدم في الاعلان عن موعدي الافطار والامساك في كل يوم بدايه من اول ليله في شهر رمضان، وحتي اخر يوم في الشهر الكريم ليله عيد الفطر المبارك، وهو موروث متبع في غالبيه الدول الإسلامية، وتعتبر القاهره اول عاصمه انطلق منها مدفع رمضان.

وللمدفع طقوس خاصه حيث يحضر المسئولين عنه قبل موعد الافطار بنصف ساعه استعدادا لاطلاقه، ويتجمع الاطفال والكبار والاهالي في ساحته، ويتزاحم الكثيرين فوق اسطح المنازل لمشاهده عمليه الاطلاق ويقابلونها بالهتاف والتصفيق والتصفير.

وفي ليلة العيد وبعد ثبوت رؤيه الهلال في التاسع والعشرين يطلق المدفع سبع طلقات متتاليه، واذا اتم رمضان الثلاثين يطلق المدفع سبع طلقات بعد العصر احتفالاً بالعيد، واثناء ايام العيد الثلاثه يطلق المدفع عند كل اذان.

وطلقات مدفع رمضان تختلف عن الطلقات المستخدمه في الحروب حيث يوضع كتله من البارود لتعطي صوتًا مرتفعًا، وتتم عمليه الاطلاق بعد وضع البارود في المدفع بشد الحبل علي كتله البارود لينطلق الصوت، ويوضع قبل شد الحبل بعض الحجاره خلف عجلات المدفع لتثبيته حتي لا ينزلق لحظه الانطلاق.

ولم يقتصر اطلاق المدفع فقط علي العاصمه بل امتد لبقيه محافظات الجمهوريه حيث يوضع علي مدخل المحافظه ويقوم علي خدمته اربعه من افراد الامن الذين يعدون الباردود كل يوم مرتين لاطلاق المدفع لحظه الافطار ولحظه الامساك، وقد اعتيد توفير مدفع اخر جانب المدفع الرئيسي لتتبادل الطلقات، وتوفير البديل في حاله حدوث عطل.

الدكتور جمال الهواري، مدير عام القلعه قال لـ “محيط “، هناك روايات كثيره حول ظهور مدفع رمضان اشهرها روايه الحاجه فاطمه زوجه السلطان المملوكي “خوشقدم” الذي كان يتولي الحكم في مصر سنه 859 هـ/1455م.

اضاف الهواري: كان جنوده يقومون باختبار مدفع جديد جاء هديه للسلطان وصادف اختباره وقت غروب الشمس فظن المصريون ان السلطان استحدث هذا التقليد الجديد لابلاغ المصريين بموعد الافطار.

وتابع، عندما توقف المدفع عن الاطلاق بعد ذلك ذهب العلماء والاعيان لمقابله السلطان لطلب استمرار عمل المدفع في رمضان فلم يجدوه والتقوا زوجته التي نقلت طلبهم للسلطان فوافق عليه ومن هنا اطلق الاهالي علي المدفع اسم “الحاجه فاطمه”.

واوضح ان مدفع رمضان لم يعد يتم اطلاقه من القلعه كما كان يحدث من قبل منذ عشرين عامًا، والموجود حاليًا في القلعه هو مدفع نموذج، وتم نقله الي منطقه الدراسه وحتي الان غير مستعمل وتم الاعتماد علي اطلاق المدفع علي التسجيلات الصوتيه، وعندما كان المدفع متواجد بمنطقه القلعه كان المسئول عن اطلاقه فردين من وزاره الداخليه.

خبير الاثار الدكتور عبد الرحيم قال، ان المدفع استمر يعمل بالذخيره الحيه حتي عام 1859م، لكن امتداد العمران حول مكان المدفع قرب القلعه وظهور جيل جديد من المدافع التي تعمل بالذخيره “الفشنك” غير الحقيقيه ادي الي الاستغناء عن الذخيره الحيه.

واضاف: كانت هناك شكاوي من تاثير الذخيره الحيه علي مباني القلعه الشهيره، لذلك تم نقل المدفع من القلعه الي نقطه الاطفاء في منطقه الدرَّاسه القريبه من الازهر الشريف ثم نُقل مره ثالثه الي منطقه مدينه البعوث قرب جامعه الازهر.

واشار الي انه كان حتي وقت قريب في القاهره 6 مدافع موزعه علي اربعه مواقع اثنان في القلعه واثنان في العباسيه وواحد في مصر الجديده واخر في حلوان تطلق مره واحده من اماكن مختلفه بالقاهره حتي يسمعها كل سكانها.

ولفت الي ان المدافع كانت تخرج في صباح اول يوم من رمضان في سيارات المطافئ لتاخذ اماكنها المعروفه، ويستقر المدفع الان فوق هضبه المقطم وهي منطقه قريبه من القلعه ونصبت مدافع اخري في اماكن مختلفه من المحافظات المصريه ويقوم علي خدمه المدفع اربعه من رجال الامن الذين يُعِدُّون البارود كل يوم مرتين لاطلاق المدفع لحظه الافطار ولحظه الامساك.

اللواء ممدوح عبد القادر، مدير الاداره العامه للحمايه المدنيه، قال: المدفع تقليد قديم جدًا يتم كل سنه في شهر رمضان ويرتبط باذان المصريين، حيث يتم اطلاق طلقه عند دخول وقت الافطار، وطلقه عند دخول وقت السحور ساعه الامساك يوميًا في شهر رمضان.

نرشح لك

أهم أخبار رمضان

Comments

عاجل