المحتوى الرئيسى

أبرز وسائل التعذيب في التاريخ الإسلامي

06/17 18:05

ترتبط هذه العقوبه بتوجيه الاهانه الي الخليفه او سلطه الدوله، وقد طبّقت في عهد الوليد بن عبد الملك. فالخليفه كان يقول "ايها الناس انكم كنتم تكلمون من قبلي من الخلفاء بكلام الاكفاء تقولون يا معاويه يا يزيد، واني اعطي الله عهداً ياخذني بالوفاء به لا يكلمني احد بمثل ذلك الا اتلفت نفسه"، ثم "ان رجلاً قال له بعد ذلك اتق الله يا وليد فان الكبرياء لله فامر به فوطئ بالاقدام فايقظ الناس ذلك". هذه العقوبه مشابهه في تاريخنا الحديث للعقوبات المرتبطه باهانه رموز الدوله او الاساءه اليها.

هذا النوع من العقوبات لا يهدف الي القتل، بل الي جعل المخالف عبرهً للاخرين. وقد ذكرت حوادث عده من هذا النوع، اشار اليها هادي العلوي في كتابه "من تاريخ التعذيب في الاسلام"، ويذكر ان "هذه العقوبه تطال الهاربين من المعركه والمتقاعسين عن القتال". ففي العهد الراشدي كان الهارب يقام في ساحه عامه حاسراً، ثم اضاف اليها مصعب بن الزبير حلق الشعر واللحيه، كذلك ذكر العلوي حادثه اخري وردت في رساله مفاخره الجواري والغلمان للجاحظ، اذ وضعت جاريه علي جمل وسيقت بين الناس في بغداد، لانها تجامع مخنثاً بـ"كيرنج"، اي قضيب اصطناعي.

هذه العقوبه هي الاشد تاثيراً وترويعاً. ترد هذه العقوبه في نص قراني، وهي مرتبط بقاطعي الطرق والمفسدين في الارض، الا انها طبقت بصوره كبيره علي الجرائم السياسيه، ومن يناقشون قضايا العقيده، كفتل غيلان الدمشقي الذي "تم قطع يديه ورجليه وضربت عنقه ثم صلب". ايضاً هناك حادثه قتل ابن المقفع، الذي قطعت اوصاله ورميت في فرن محترق وهو يشاهد ذلك الي ان فارق الحياه. ترتبط هذه العقوبه بجعل المتمرد علي السلطه السياسيه او الدينيه عبره للاخرين، وتشويه جسده للتطاول علي المقدس الديني/ السياسي، ومخالفته المذهب الديني السائد.

يُعد سلخ الجلد من العقوبات الوحشيه والقاسيه جداً، اذ يصعب مشاهدتها. لم يتكرر هذا الحدث كثيراً في تاريخ الإمبراطورية الاسلامية، لكنه كان غالباً يستخدم لتحويل الشخص الي عبره، والترهيب بهول الجريمه التي قام بها. ويذكر انها طبّقت ضد قاده العسكر من الخوارج والزنادقه والهراطقه، ومن يثيرون غضب الخليفه. وفي وصف احد حوادث سلخ الجلد، الذي قام به المعتضد في حق "قرطاس الرومي"، يقال: "قدّ من اصابعه الخمس اوتاراً ثم قلع اظفاره، وسلخ جلد اصابع كفّه من رؤوسها، الي اكتافه، وعبر بها صلبه وكتفيه الي اخر اصابعه الاخري، وجلد بني ادم غليظ، فخرج له ذلك، فامر ان تفتل له اوتار، ففعل، وصلب بها قرطاس".

كان هذا النوع من التعذيب يمارس بسبب الطبيعه المحيطه بالامبراطوريه الاسلاميه، والاستفاده مما هو موجود فيها من وحوش وكائنات. فكان "التشميس" والطرح في الشمس، والتكبيل والترك في العراء كي تلتهم وحوش الارض وحشراتها بدن الجاني. وان لم يكن القصد منه القتل دائماً، وقد استخدمت هذه العقوبه في حالات كثيره: كحادثه عمرو بن الزبير الذي وُضع علناً للقصاص، فكانوا يضربونه والقيح يتضح من ظهره وكتفيه علي الارض لشده ما يمر به، ثم يضرب وهو علي تلك الحال، ثم امر بان يرسل عليه الجعلان، وهي حيوان كالخنفساء، فكانت تدب عليه فتثقب لحمه وهو مقيد مغلول يستغيث ولا يغاث حتي مات علي تلك الحال.

علي غرار ما تشهده غالبيه اقبيه الاستخبارات في الدول العربية، شهد عصر الامبراطوريه الاسلاميه انواعاً مختلفه من السجون، التي تهدف، بالاضافه الي سلب حريه المرء، الي الامعان في اهانته وتعذيبه. هذا النمط من العذاب كان مرتبطاً بالجرائم السياسيه، التي تمس الخليفه او الدوله، اذ عرفت الامبراطوريه بما يسمّي بالمطموره، وهي حفره في باطن الارض كانت لحفظ الحبوب، وتحولت الي سجن. ويذكر ان الخليفه المعتضد استخدم المطامير بكثره، وقد سجن فيها نديمه واستاذه احمد بن الطيب الفيلسوف. كذلك عُرف الرمي في الجب (البئر)، اذ يلقي المذنب في الجب ويغلق عليه ثم يلقي له الماء والطعام، كما فعل المعتصم  باحمد بن الخليل الذي تامر علي قتله. كذلك عرفت الامبراطوريه الحبس في الاصطبل وفي دار المجانين، وفي قفص، اذ يخدم المحبوس نفسه ويكون عبره للمتفرجين.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل