المحتوى الرئيسى

ماذا لو لم تكن هناك مقاومة في لبنان؟

06/17 10:36

الاربعاء 17 يونيو 2015 - 08:52 بتوقيت غرينتش

ماذا لو لم تكن هناك مقاومه في لبنان؟

ماذا لو لم تكن هناك مقاومه في لبنان في ظل هذه الهجمه التكفيريه الارهابيه علي المنطقه ؟ سؤال بديهي يطرح في ظل المشاهد والاخبار التي تاتي من بعض دول المنطقه عن فظاعه الاجرام الذي ترتكبه هذه الجماعات الارهابيه بحق المدنيين الامنين من مختلف الفئات والاديان والطوائف، بما يعبر عن الفكر الظلامي الهدام للتكفير..

فكيف سيكون عليه الوضع في لبنان لو تمكنت هذه الجماعات من الدخول الي القري والبلدات والمدن اللبنانيه؟ وماذا يمكن التوقع من هؤلاء في بلد يضم 18 طائفه كل منها لها افكارها ومعتقداتها لا توافق هذه الجماعات عليها كلها؟ فلو مثلا نجحت تنظيمات كـ"داعش" او "جبهه النصره" من الدخول مثلا الي قري بقاعيه او عكاريه، مسيحيه او سنيه او شيعيه او حتي درزيه، كيف سيكون عليه حال هذه القري وافعإل آلجماعات المسلحه التي ستحتلها؟ .

فعلي سبيل المثال، هل ان وصلت التنظيمات الارهابيه الي منطقه راشيا في البقاع اللبناني ذات الاغلبيه الدرزيه ستختلف افعالها عن جريمه "جبهه النصره" في بلده قلب اللوزه في ريف ادلب؟ وان افترضنا ان "داعش" او النصره او غيرها من التنظيمات الارهابيه وصلت الي قري مسيحيه كراس بعلبك او القاع او حتي مدينه زحله، هل ستتصرف بغير ما فعلته في مدينه معلولا السوريه التاريخيه؟ ام ان سيطرتهم علي بعض المناطق اللبنانيه ستجعلهم يترددون بتكرار افعالهم الشنيعه بحق الايزيديين في سنجار وغيرها؟ ومن الذي يمنعهم من سبي النساء اللبنانيات من الطوائف الاسلاميه وغير الاسلاميه المختلفه بحجج ما انزل الله بها من سلطان؟.

فمن غنائم حرب الي عوده نظام العبيد، كلها مصطلحات قد تستخدم لاجبار الموارنه والارثوذوكس والشيعه والسنه والدروز وغيرهم في لبنان، علي تسليم بناتهم ونسائهم الي "امراء الدم" من الارهابيين، والاخبار التي نقلت عن اسباب مجزره قلب اللوزه ما زالت حيه، حيث قيل ان الارهابيين ارادوا التاكد من ان ابناء طائفه الموحدين الدروز مسلمين، فعمدوا الي اخذ بعض بناتهم كي يتزوجوهن، وعند رفض الاهالي ذلك وقعت الواقعه بحقهم وارتكبت مجزره سقط فيها ما يقارب الـ30 قتيلا درزيا.

اليست مشاهد الذبح للاثيوبيين علي شواطئ ليبيا حاضره في الذاكره؟ ولماذا ذبح هؤلاء سوي لانهم من اتباع الديانه المسيحيه؟ واين ذهبت المشاهد المنفّره لحرق الطيار الاردني معاذ الكساسبه وهو المسلم السني الذي انزلت فيه ابشع صور الاجرام التكفيري؟ اليس هذا الرجل علي دين محمد بن عبد الله(ص) وكان ينطق بالشهادتين؟ فاي حكم شرعي انزل فيه؟ هل يعقل ان من ارتكب هكذا فعل سيراف باهالي مدينه بعلبك او مدينه بيروت او صيدا مثلا، وكلها مدن لبنانيه متنوعه الاطياف والمذاهب؟.

وماذا سيكون عليه الحال مثلا ان وصل هؤلاء الي الصرح البطريركي او الي جونيه او الي مزار سيده حاريصا؟ او الي وادي القديسين في قنوبين؟ هل سيترك هؤلاء التاريخ حاضر في تلك البقعه النيّره من عمر لبنان ام انهم سيعملون علي طمس كل معالم وجود القديسين والحضاره هناك؟ فقط لانهم حكموا بتكفير كل الناس بمعتقدات لا يوجد شيء منها في دين رسول الرحمه والانسانيه محمد بن عبد الله(ص)، اليس هؤلاء هم من دمر التاريخ في مدن العراق الاثريه وقبلها في افغانستان في اصعب مشاهد "التحجر العقلي" لدي البشر في القرن الـ21 ؟ فهل هؤلاء مثلا ان وصلوا الي قلعه بعلبك او اثار صور في جنوب لبنان او قلعه طرابلس في شماله، سيتركوها علي حالها ام انهم سيكررون مشاهد تدمير مدينه النمرود في العراق او تدمر في سوريا؟ .

اما الحديث عن المزارات الدينيه فحدث ولا حرج، فهذه الجماعات التكفيريه التي دمرت الكنائس والمساجد والمزارات الدينيه لمختلف المذاهب الاسلاميه والمسيحيه والايزيديه، ماذا ستفعل لو وصلت مثلا الي مقام الامام الاوزاعي في جنوب العاصمه اللبنانيه بيروت او الي مقام القديس مار شربل في جبيل(وسط) او الي مقام السيده خوله بنت الامام الحسين(ع) في مدينه بعلبك البقاعيه او الي مقام النبي ايوب(ع) في نيحا في منطقه الشوف في جبل لبنان او الي مقام النبي بنيامين بن بعقوب(ع) في بلده محيبيب الجنوبيه؟ هل ستتردد في انهاء كل اثر طاهر ومقدس لهذه الاماكن والبقع الدينيه علي امتداد المناطق اللبنانيه؟.

والسؤال الاهم من الذي سيردع هذه الجماعات من ان تعيث فسادا في لبنان وكل ما يحتويه ويختزنه من تنوع علي مستوي البشر والفكر والارض والمقامات والمزارات التاريخيه والدينيه والاثريه والحضاريه؟ من يحمي تاريخ لبنان الاسلامي والمسيحي.

هل في السياسه وهل من السياسيين من يحمي كل ما ذكرناه؟ هل هناك تعهد قدمته "جبهه النصره وتنظيم داعش" الارهابيتان لاي احد في لبنان او في العالم ان لبنان سيتم تحييده ولن يحصل فيه ما حصل في سوريا والعراق وليبيا وتونس وغيرها من الدول؟ ولماذا لن يتكرر في لبنان ما حصل في غيره؟ هل لهؤلاء المجرمين عهد او ميثاق او وفاء ام انهم اهل الغدر والنكران؟ فهم يقتلون بعضهم بعضها ويغدرون بمن اعطاهم الامن والسلام وبمن وثق بهم فهذه المجازر بحق بعض العشائر العراقيه والسوريه ماثله في الاذهان من قبيله الشعيطات الي قبيله البونمر وبعض القبائل الكرديه واليوم ما ارتكبته جبهه النصره بحق المدنيين الامنين من الدروز في ريف ادلب، في تكرار لنقض العهود من قبل الجماعات الارهابيه.

كيف تتعاطي الجماعات التكفيريه مع الاخرين؟

قسمت الجماعات التكفيريه الاخرين الي قسمين لا ثالث لهما، كفار (وهم كل من يخالفهم)، ومسلمين (اتباعها). وقد يكون كافرا المسلم الذي ينطق الشهادتين ويصلي ويصوم ويقيم الفرائض، وقد يكون من باقي الاديان السماويه في المنطقة العربية. نستعرض بعضاً مما جاء في مؤلفاتهم، لكبار منظريهم.

فالجماعات التكفيريه تصف المسلمين الشيعه بـ "الروافض"، وقال ابن تيميه ان "اصل دين الرافضه هو الكفر".

ابو مصعب السوري، احد ابرز منظري تنظيم "القاعده" وراسمي سياساتها، قال في كتابه الشهير "دعوه المقاومه الاسلاميه العالميه" ان "الاقليات وغالبها من النصاري يجب ان تعامل في حال قيام الدوله الاسلاميه علي اسس احكام اهل الذمه"، واضاف انه لا يمكن اعتبار "منهج المواطنه اساساً للتعامل معهم ولا مع من في حكمهم".

ودعا السوري "عمر عبد الحكيم" الي مهاجمه كافه الاماكن التي تخص "التبشير الصليبي في بلاد المسلمين"، ويقصد بها كل مكان مسيحي بني حديثاً في بلاد المسلمين.

وترفض هذه الجماعات التعايش بين الديانات، علي قاعده "ان لا يجتمع دينان علي ارض واحده"، تلك التي وطد دعائمها "ابن تيميه"، احد ابرز الاشخاص الذي ترتكز عليه دعوه التكفيريين. وافتي ابن تيميه مثلاً بهدم الكنائس في القاهره، كونها بنيت بعد دخول الاسلام بحسب ما قال.

وفي كتاب اخر، يقول السوري ان طائفه "العلويه النصيريه كفار ملاحده مرتدون اكفر من اليهود والنصاري، دماؤهم حلال، ويجب تتبعهم وقتلهم وتنظيف وجه الارض منهم".

وبالنسبه الي الدروز، تري الجماعات التكفيريه ان الدروز هم كفار. ويقول ابن تيميه "بل من شك في كفرهم فهو كافر مثلهم لا هم بمنزله اهل الكتاب ولا المشركين، بل هم الكفره الضالون، فلا يباح اكل طعامهم وتسبي نساؤهم وتؤخذ اموالهم فانهم زنادقه مرتدون لا تقبل توبتهم، بل يقتلون اينما ثقفوا ويلعنون كما وصفوا...".

المنظر الاستراتيجي لتنظيم "القاعده"، السعودي عبد الله بن محمد في كتابه "المذكره الاستراتيجيه" دعا الي تهجير الاقليات الدينيه من الشام، وجعلها ثاني منطقه محظوره علي غير المسلمين بعد الجزيره العربيه، وقال "يستوجب علينا ومن مبدا تامين قلب الدوله ان نعمل علي تهجير الاقليات الدينيه من تلك المنطقه وجعل الشام ثاني منطقه محظوره علي غير المسلمين بعد جزيره العرب".

وترفض الجماعات التكفيريه اي دعوه للتقارب بين الاديان، وتبرر ذلك، بان دين اليهود والمسيحيين مبني علي كفر وضلال، وبالتالي لا مجال للتقارب معهم، وتطرح نظريه الهدنه معهم.

وفي هدم اماكن العباده للمسلمين ولغيرهم فتاوي عديده.

اولها ما افتي به محمد عبد الوهاب في ثمانينيات القرن الماضي، بهدم قبب المساجد، وكان اول قبه هدمها، هي قبه زيد بن الخطاب، اخو الخليفه الثاني، كما قطع الاشجار في منطقه الجبيله بحجه انها "تعبد من دون الله".

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل