المحتوى الرئيسى

كريستين بونفي.. علامات على الطريق

06/15 18:10

هي عالمه احياء ووراثه نرويجيه، كانت اول سيده في بلادها تصبح استاذا في الجامعه، ولعبت دورا انسانيا وسياسيا هاما خلال الحربين العالميتين، فوفرت لطلابها وطالباتها الماوي والغذاء.

ولدت كريستين، في عام 1872، في مدينه "نيداروس"، حيث قضت طفولتها المبكره حتي ماتت امها، وهي في السادسه من العمر.

انتقلت مع والدها "جاكوب بونفي" الي اوسلو، حيث تزوج والدها وانجب 3 اطفال، وصار عضوا في الجمعيه الوطنيه، ثم وزيرا للتعليم، وواصلت هي دراستها حتي اجتازت اختبار القبول بالجامعه، لتلتحق بجامعة أوسلو لدراسه الطب.

ولان دراسه علم الحيوان تعتبر متطلبا اساسيا في دراسه الطب، دخلت كريستين الي متحف علم الحيوان بالجامعه، وكان لامين المتحف البروفيسور جورج سارس، اكبر الاثر علي حياتها المهنيه فيما بعد، فهناك اكتشفت ان اهتماماتها الحقيقيه هي في المملكة الحيوانيه، وتحول تركيزها الي علم الحيوان، خاصه الحياه البحريه.

نجحت كريستين، بالمشاركه مع سارس، وهي لا تزال طالبه، في نشر اول بحوثها حول "نوافير البحر والديدان الانبوبيه" في بحر الشمال النرويجي، ثم حصلت علي منحه لدراسه علم الخلايا "السيتولوجي"، في سويسرا والمانيا، لـ3 سنوات، وبعد عودتها، رشحها "سارس" لتكون امينه لمتحف علوم الحيوان بالجامعه، الذي ظلت رئيسا له حتي عام 1938.

بدات بعدها في دراسه الدكتوراه، التي توجت بتقديم اطروحه في عام 1906، حول الخلايا الجرثوميه في قواقع الطفيليات، وفي نفس العام، منحتها الجامعه فرصه اخري للتدريب، لمده عام، في جامعه كولومبيا-نيويورك، بالولايات المتحده الامريكيه، وهناك درست الكروموسومات الجنسيه لثعابين البحر.

كانت كريستين محاضره محبوبه وملهمه وذات حضور، فافتتحت فصولا في متحف علم الحيوان، وزادت اعداد طلابها، ووصف احد طلابها كيف كانت تمضي وقتا قبل المحاضره ترسم نقاطا متفرقه وغير مرئيه علي السبوره، ثم باستخدام الطباشير الملون خلال المحاضرات كيف كانت تبدا اعضاء واجهزه الحيوانات في الظهور تدريجيا.

دفعها حبها للطبيعه وولعها بحياة الحيوان لتكريس كل اوقات الفراغ للبحث والدراسه، وكانت تستمتع بتلك "الحياه التي يتداخل فيها العمل مع المتعه، بحيث لا تستطيع ان تعرف اين ينتهي الاول واين يبدا الاخر"، لم تكن تحب العطلات، فكانت تقضيها في محطات علم الحيوان عبر سواحل النرويج، وتشارك في القاء المحاضرات العامه، وتكتب في تبسيط العلوم، وفي عام 1911، اصبحت عضوا في الاكاديميه النرويجيه للعلوم والاداب.

مع ثوره الوراثه، تحول اهتمام كريستين نحو الوراثه البشريه، فقدمت دراسه رائده عن التقزم، نشرت عام 1912، ثم شاركت -مع اخرين- في تاسيس معهد بحوث الوراثه بجامعه اوسلو، في 1916.

وبعد ان سمح البرلمان النرويجي بقبول النساء في الوظائف الاكاديميه بالجامعات، اصبحت "بونفي" استاذا  لعلم الحيوان في جامعه اوسلو، عام 1919.

كانت بونفي تهتم بطلابها وطالباتها كانها ام للجميع، ولعبت دورا عظيما خلال الحرب العالمية الاولى، فكانت توفر السكن للقادمين من المناطق البعيده، وتؤجر الاراضي، وتشرف علي زراعه البطاطس لتوفير الغذاء لهم، وتقديرا لدورها منحت الميداليه الذهبيه للانجاز، في عام 1920.

كذلك فعلت خلال الحرب العالمية الثانية، فنظمت امدادات الطعام للمقاومين والطلاب، وصار بيتها مركزا لتوزيع الطعام عندما اغلقت النازيه ابواب الجامعه، في 1943، وتقديرا لدورها، منحها الملك وسام فارس "سانت اولاف"، من الطبقه الاولي، عام 1946.

كما كانت مهتمه بتعليم البنات، وتعزيز دور العلماء النساء، فكانت من مؤسسي الجمعيه النرويجيه للنساء الجامعيات، واول رئيس لها، واستضافت المؤتمر الدولي الثالث للاتحاد الدولي لجامعات النساء في اوسلو،عام 1924.

كما شاركت بونفي في العمل السياسي، كعضو في مجلس مدينه اوسلو لمده 11 عاما، وكنائب في البرلمان النرويجي بين عامي 1916و1918، ومثلت النرويج في الوفد الذي شارك في اول اجتماع لعصبه الامم في جينيف، بعد الحرب العالميه الاولي.

نشرت كريستين دراسات هامه في علم الحيوان وعلوم الوراثه، ففي عام 1908م، نشرت مقالا عن تركيب الكروموسومات، واستغرق الامر حوالي 25 سنه ليتم البرهنه علي صحه ما توصلت اليه، وادت بحوثها الي اكتشاف اضطراب الكروموسومات، الذي يوجد في بعض الاناث اللاتي يفتقرن الي كل او جزء من الكروموسوم (x)، المسمي" متلازمه بونفي- اوليرش".

كما انجزت دراسات رائده عن التقزم، وعلامات اليدين والقدمين، والولادات المتعدده في المناطق المعزوله والجبليه. وفي 1924، نشرت دراسه رائده عن انماط بصمه اليد، عرفت فيها العناصر الثلاثه الرئيسيه التي تحدد انماط البصمات، ووضحت ان هناك ميلا وراثيا تجاه انواع معينه من الانماط، كما نشرت دراسه عن التوائم غير المتماثله، عام 1926.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل