المحتوى الرئيسى

الرضاعة المحرمة

06/13 17:30

بقلم - د. زغلول النجار:

قال تعالي :{حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ اُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَاَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالَاتُكُمْ وَبَنَاتُ الْاَخِ وَبَنَاتُ الْاُخْتِ وَاُمَّهَاتُكُمُ اللَّاتِي اَرْضَعْنَكُمْ وَاَخَوَاتُكُمْ مِنَ الرَّضَاعَهِ وَاُمَّهَاتُ نِسَائِكُمْ وَرَبَائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُمْ مِنْ نِسَائِكُمُ اللَّاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَاِنْ لَمْ تَكُونُوا دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ وَحَلَائِلُ اَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ اَصْلَابِكُمْ وَاَنْ تَجْمَعُوا بَيْنَ الْاُخْتَيْنِ اِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ اِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا}..[ النساء 23].

وقال رسول الله صلي الله عليه وسلم ـ :(يحرم من الرضاعه ما يحرم من النسب).

لقد كان العرب والقرشيون علي وجه الخصوص اصحاب فطره سليمه توصلوا من خلالها الي زياده الصفات الحميده في المولود من خلال اختيار المرضعات السليمات لاولادهم ,واعظم مثال علي ذلك ارضاع حليمه السعديه لرسول الله صلي الله عليه وسلم حيث سئل مره عن سر فصاحته فقال :" انا اعربكم ؛ انا من قريش, ولساني لسان بني سعد بن بكر ".

فاكتسب رسول الله صلي الله عليه وسلم فصاحه النطق وغيرها من الصفات الحميده التي خص بها الله سبحانه وتعالي نبيه صلي الله عليه وسلم وراثه وارضاعا اذ ان قبيله بني سعد وصحه التي رضع فيها من اشهر قبائل العرب فصاحه .

ان هذه النصوص الشرعيه تفتح مجالا واسعا لبحوث طبيه تطبيقيه جديده في غايه الاهميه والفائده باستعمال الرضاعه الطبيعيه من غير الام خلال فتره الرضاعه خاصه في الاشهر السته الاولي من عمر الطفل حيث بالامكان اعتماده عليها فقط .

وقد اكتشف العلماء فائده الرضاعه المحرمه كعلاج لبعض الامراض الوراثيه وقد اكتشف الطب انماطا متعدده لها ومن احد انواعها الامراض احاديه التوريث (Single Gene Defects) والتي تزيد علي ثلاثه الاف مرض وراثي تنتقل من الوالدين او احدهما الي الذريه عن طريق وجود عيب في موروثه واحده (Abnormal Gene)يتوارثها الابناء عن الباء حيث يكون جزء صغير جدا من الصبغي (الكروموسوم) مسؤول عن تصنيع بروتين معين (هرمون او انزيم او غيرهما) وبهذه الحاله يكون عدد الصبغيات (الكروموسومات) طبيعي ولا يوجد زياده او نقص فيها , ولكن يوجد نقص او تغير في نوعيه هذه الموروثات تؤدي الي حدوث هذه الامراض التي تعد المورثه مسؤله عن تصنيعها .

وحيث ان لاغلب هذه الامراض الوراثيه توزيع جغرافي وعرقي معين ومنها ما تكون ذات صفات متنحيه (Recessive) اي ان موروث المرض مغلوبه علي امرها فهي لا تستطيع ان تعبر عن نفسها وتظهر المرض الا عندما توجد مورثه مماثله مقابله لها تشد من ازرها عند كلا الوالدين فيتفقان علي اظهار المرض وبهذه الحاله يجب ان يكون كل من الوالدين اما حاملا لموروثه المرض او مصابا به ,ومن امثله ذلك في بلادنا داء فقر الدم المنجلي (Sickle cell Anemia) دم البحر المتوسط ( Thalaaassemia) وفي بريطانيا يمثلها داء التكيس الليفي (cystic Fibrosis) .

وقد توصل الطب والعلم الحديثين من خلال استعمال التقنيات الحديثه من تشخيص هذه الامراض الوراثيه خلال الحياه الجنينيه ( في بطن الام ) فضلا عن تشخيصها بعد الولاده .

نرشح لك

أهم أخبار رمضان

Comments

عاجل