المحتوى الرئيسى

محمد حسن: “أنتَ مين”

06/13 13:32

9 مشاركات شارك علي الفسيبوك شارك علي تويتر شارك علي جوجل

بعد موقعه السبت الماضي “انتِ مين” وما صاحبه من اجواء تذكرت واقعه تعود الي عام 1998 ، حين كنت في الصف الاول الابتدائي ، حين صفعني علي وجهي الزميل “عبد الرحمن عبد العزيز عبد الشافي” في الفُسحه صفعه كدت اسقُط علي الارض من فرط قوتها او حتي من فرط ضعفي لا ادري ، صفعني دون سابق انذار او اشتباك او سبب واضح ، الصدمه وقتها كانت مُربكه ، طفل مثلي بمواصفات درويش مستقبلي لم يفهم معني هذا التصرف ، ولم يدرك تحديداً معني الالم الذي ستتركه الصفعه سوي بُقعه استمرت في ذاكرتي بعد مرور ما يقارب سبعه عشر عاماً !

تلقيت الصفعه وانتهت الفُسحه وعدت الي مقعدي هادئاً حتي عدت الي اُمي بخدٍ منفوخ من الورم……..واكتشفت فيما بعد ضخامه الامر

نبهني الزميل العزيز الي حفله الحياه ، نبهني الي طبع الدرويش ، نبهني الي ان الفُسحه ليست فُسحه بل هي اشبه بحلبه المُصارعه ، بعد مرور الايام والسنين دخلت الحلبه مرهً اُخري رغماً عن ارادتي ولازلت درويش وارتدي سبحتي جالساً في كهفي واضعاً يدي الي جانبي رافضاً حتي الدفاع عن وجهي الذي لم يبرح يتعافَ من ورمٍ متكرر

ليست قوه بل ضعف وربما عشي ليلي في طريقٍ خطير لايوجد به عموداً واحداً

اعترف بفشلي في كل المعارك والمبارازات والمبارايات الكلاميه ، اعترف بالجبن في تسديد اللكمات في المباره للمنافس حتي ولوكان مصاباً او في شده الاعياء

ساوجه اليه ورده حتي ولو تصاعدت ضحكات الجمهور !

كتبت عن المراه الاسبوع الماضي وكان ما كان واليوم اتحدث عن شريكها في الحياه “الرجل” ، كل الظروف توافقت لاتحدث عنك يا بطل ، لن اسالك “انتَ مين” لاني اعرفُ تماماً ، لكن ساوجه اليك كلمات اقراها جيداً حتي لانصبح كالنعام الذي يدفن راسه في الرمال .

ان كنت من الذين سياتي ذكرهم فاعلم ان التناقض قد جعلك من اشباه الرجال مجرد مسخ دون جوهر الرجوله ومعدنها النفيث

ياتي الديكتاتور كاكثر النماذج انتشاراً في الشرق الاوسط الذي يفعل كل شئ مهما بلغت دناءته تحت مظله واحده “انا راجل” اُحب ان اُكمل لك العباره لاُسقط مظلتك الوهميه “انت راجل ناقص”

بينما يجلس الكائن الهُلامي امام الشاشه اناء الليل واطراف النهار يكافح من اجل كلمه رضا ويطارد اي اُنثي مهما كانت

يضيع عمره ونظره ومنظره امام نفسه بسبب رغبته الجامحه في مطارده غراميه علي الشاشه

ياتي في المرتبه الاكثر سوءاً الذي ينتقد بشده سلوكيات مواقع التواصل ، دائم الشير لمصطفي محمود فتُنصّبَهُ شيخاً جليلاً بالنهار ، ثم يقتحم كل اللينكات التي تشعل غضب النشطاء ليلاً في الظلام فتُنصّبَهُ سُبكي صغير في مجتمع ذكوري عاشق لكل انواع اللحوم الرخيصه لانه محروم منها بسبب ارتفاع الاسعار فاكتفي بالركض خلفها علي الشاشه !

اما الكائن الذئب الذي يمتلك مرونه تفوق مرونه فلافيو في ضربات الراس فتجد رقبته تدور 180 درجه لتُصوّر كل الجالسات في الاتوبيس او المترو وتجد نظرته نظره متحرش بدرجه امتياز مع مرتبه الشرف

سائق الميكروباص الذي يُخلي المقعد الامامي دائماً لينتظر اُنثي جميله تنبهر بقدراته الفائقه في القياده وتضرب قلبه الحزين بقوه مصطفي كامل فيتحول الكاسيت من تلقاء نفسه لحكيم اسطوره التسعينات “ايه الحلاوه دي ، ايه الشقاوه دي”

اما الكائن الذي يتعامل مع زميلاته في الجامعه بشهامه مُحسن سرحان وما يلبث عندما يعود لاختهِ الجالسه في المنزل فيخلع القناع لينتقل لدور محمود مرسي اُبشرك بنهايه زكي رستم في فيلم “اين عُمري” ؟!

ايها الاب والزوج والاخ القاسي ، سي السيد ذهب ولم يعد حتي امينه اصبحت اُسطوره تمردت عليها المراه منذ حين

ما سبق مجرد نماذج عشوائيه ضمن عشرات النماذج والوجوه التي اساءت لمجتمع كامل وعرضت الكل لتهمه “المجتمع الذكوري” الذي اصبح الكتابه عن الفضيله فيه امر اشبه بحارس مرمي يتصدي لكرات من اللهب دون حتي دون قُفّاز يوهمه بالامان !

ايها الرجإل ألقابعين خلف الشاشات ، والمطحونين بلقمه العيش ، الجالسين علي المقاهي حتي الصباح ، التاركين كل الهموم لتلك المسكينه دائماً في المنزل ، عودوا الي منازلكم يرحمكم الله ، عوده الروح لجسدٍ مات ولم يعد احد يملك امل لعودته

عودوا واهتموا ، لا مانع ان يربّي احدكم نفسه بالتوازي مع ابناءه

شاركوا التفاصيل واسمعوا الحكايات ، لا احد يريدك ان تكون عبد الحليم او ان تشتري بوكيه لزوجتك او حتي لبنتك فربما اُصيبت بانهيار من الصدمه ، لكن ابتسامه خفيفه ونصف ساعه تقضيها في المنزل بصحبه العائله ومجموعه من الحكايات بلا هدف بصحبه كوب من الشاي بالنعناع افضل من اي شئ اخر ، ربما افضل من كل كلمات هذا المقال.

 محمد حسن: “انتِ مين ؟”  

محمد حسن: عائله احمد رشدي

محمد حسن: توابع فوائد القرنفل

 محمد حسن: اللص المدهش محمد صلاح  

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل