المحتوى الرئيسى

أخصائية النطق سوزان عنداري لـ Mbc.net: التوحد يصيب الذكور اكثر من الاناث

06/12 17:07

لا زال مرض التوحّد يشغل العالم من حيث عوارضه وطرق الشفاء منه، بالاضافه الي البحث عن الاسباب المؤديه الي هذه الحاله.

(بيروت- mbc.net) لا زال مرض التوحّد يشغل العالم من حيث عوارضه وطرق الشفاء منه، بالاضافه الي البحث عن الاسباب المؤديه الي هذه الحاله.

الّا اننا رغبنا في اطار عرضنا للمشاكل الصحيه وعلاجها، ان يكون لهذه الحالات المرضيه مساحه علي موقعنا من حيث التوعيه والشرح المبسّط لكم.

في هذا الاطار، كان لنا حديث علميّ بامتياز مع اخصائيه النطق سوزان عنداري التي ساهمت بتسليط الضوء علي مرض التوحد  بامانه وعلميّه بغيه ايصإل ألمعلومات بدقّه، نظراً للشائعات والمعلومات المغلوطه التي تحيط بهذا الموضوع.

اليكم ما جاء في الحوار معها.

1-    كيف يمكن تعريف "التوحّد" بكلمات بسيطه يفهمها الجميع؟ هل هو مرض؟ ام مجرّد اختلاف؟

التوحد هو اضطراب في التطور النفسي والعصبي، يظهر عادهً خلال السنوات الثلاث الاولي من عمر الطفل. يؤثر هذا الاضطراب علي التطور في مجالات اساسيه واهمها  التفاعل والتواصل الاجتماعي بالاضافه الي ظهور سلوك نمطي متكرر واهتمامات محدوده كما ذكر في الدليل التشخيصي والاحصائي الخامس للاضطرابات العقليه الذي صدر عام ٢٠١٣ (DSM-5). كثيراً ما يترافق التوحد مع اضطرابات اخري منها: تاخر ذهني، صرع، حركه مفرطه...

يظهر التوحد في جميع انحاء العالم ويصيب كافه الطبقات الاجتماعيه كما تظهر حالات الاصابه بالتوحد لدي الذكور بمعدل اربعه اضعاف معدله لدي الاناث بشكلٍ عام.

2-    ما هي المؤشرات التي يمكن للاهل ان يلاحظوها وتعتبر عوارض التوحّد؟

تختلف اعراض التوحد بين شخص واخر ولذلك يسمي  بـ "طيف التوحد" (Autism Spectrum Disorder) فالعوارض تتراوح من شخص الي اخر ما بين خفيفه و شديده.

 عادهً، ان الاهل هم من اول من يلاحظ علامات او تصرفات غير اعتياديه عند الطفل، ابرزها: يتجنب التواصل بالعين، لا يرد علي اسمه، يفضل الوحده، يردد كلمات او عبارات، يجد صعوبه في التفاعل مع الاخرين...

تظهر اعراض التوحد لدي الطفل خلال فتره الطفوله المبكره ( غالباً قبل اتمامه العام الثالث) بدرجاتٍ متفاوته وعلي مختلف الاصعده.  يمكن تقسيمها الي ثلاث:

الخلل في التفاعل الاجتماعي هو من  ابرز العوارض لدي الطفل الذي يعاني من التوحد.

 مثلاً: قله الاهتمام بالاشخاص المحيطين به او حتي عدم الاكتراث لوجودهم،  فيبدو وكانه يعيش في عالمه الخاص.

* التواصل غير اللغوي واللغوي:

يشمل اضطراب التوحد خلل في التواصل والمهارات اللفظيه وغير اللفظيه. فقد تغيب اللغه كلياً او قد تنمو بطريقهٍ خاصه.

مثلاً: صعوبه في التواصل البصري مع الاخرين  والميل الي تكرار نفس الكلمات، الاصوات او العبارات.

يظهر الطفل سلوك نمطي متكرر واهتمامات محدوده.

مثلاً: استعمال اللعبه بنفس الطريقه كل مره دون تغيير و صعوبه في تغيير العادات اليوميه والروتين.

تجدر الاشاره ان الاعراض قد لا تظهر مجتمعهً لدي كل طفل يعاني من اضطراب التوحد.

3-    الي من يلجا الاهل في حال شكّوا بان طفلهم مصاب بـ "التوحد"؟

اذا تبادر للاهل اي شك، فمن الضروري التوجه الي مركز للتشخيص حيث يقوم فريق عمل متكامل ومتعدد الاختصاصات باجراء التقييم اللازم من اجل التوصل الي تشخيصٍ دقيقٍ له.

 يتكون هذا الفريق من: طبيب نفسي، اخصائي نفسي، اخصائي في معالجه النطق، اخصائي في العلاج النفسي الحركي، اخصائي في التربيه التقويميه، طبيب اعصاب، طبيب اطفال وغيرهم من الاخصائيين.

هناك اختبارات مخصصه لتشخيص التوحد منها " المقابله الشخصيه" وهي عباره عن اسئله واجوبه للوالدين بالاضافه الي المراقبه الكلينيكيه للطفل التي تلعب دوراً اساسياً في عمليه التشخيص.

في الوقت الراهن، لا توجد فحوصات او تحاليل  مخبريه وتصويريه  لتشخيص التوحد ولكن هذه الفحوصات قد تكون قيمه لاستبعاد وجود امراض ومشاكل اخري.

4-    هل يمكن الشفاء من "التوحّد"؟ ما هو العلاج وعلام يرتكز؟

لا يتوفر حتي اليوم، علاج شافي من التوحد كما ان ليس  هنالك علاج واحد فعال بنفس المقدار  لكل المصابين بهذا الاضطراب. بالرغم من ذلك يجب ان ننظر الي الفرد الذي يعاني من التوحد نظره اجابيه وعلينا ان نؤمن بقدراته فانه قد يتقدم بشكل ملحوظ اذا وجد التدخل المبكر والمناسب.

العلاج الفعال يقتضي التعاون بين فريق عمل مؤهل و متعدد الاختصاصات. يضم هذا الفريق عادهً : اخصائي نفسي، اخصائي في معالجه النطق، اخصائي في العلاج النفسي الحركي، اخصائي في التربيه التقويميه.

 الهدف من العلاج هو جعل الطفل  قادر علي الاندماج في المجتمع، تطوير علاقه تواصليه هادفه مع الاخرين وتعزيز امكانيه العيش باستقلاليه في المستقبل.

تجدر الاشاره الي ان التشخيص المبكر، تقديم العلاج المناسب وتطبيق خطه التدخل الملائمه بالاضافه الي تقديم الدعم المعنوي الضروري للاهل هي من اهم العوامل التي قد تساهم في تطور الطفل وتجعلنا اكثر تفاؤلاً بمستقبله.

5-    في نشاه الطفل وتطوّره، علامَ يؤثّر "التوحّد"؟

تطور ونشاه الطفل الذي يعاني من التوحد تضم الكثير من التحديات له ولاهله ومحيطه. فكما ذكرنا سابقاً مشكلته الاساسيه تكمن في عدم قدرته علي التواصل والتفاعل بطريقهٍ اعتياديه. هذه المشكله تمنعه لا سيما في المراحل المبكره من تطوره من ان يعبر عن احتياجاته اليوميه البسيطه احياناً كالاكل والنوم والدخول الي الحمام.  علي سبيل المثال  لا يستطيع الطفل ان يعبر عن حاجاته لدخول الحمام  لذا الاستعانه بدلائل بصريه مثل الصور ضروريه في هذه الحاله. وهنا تكمن اهميه المتابعه عن كثب للطفل ولعائلته لتزويدهم بطرق تساعدهم علي فهم احتياجات ولدهم اليوميه وكيفيه التعامل معها بشكلٍ سليم.

6-    اي نوع من النجاحات يمكن للمصاب بـ "التوحّد" ان يحققها؟ هل من اسماء عالميه يمكن الاشاره الي نجاحاتها رغم اصابتهم بـ "التوحّد"؟

اعراض التوحد تختلف من طفلٍ الي اخر كما ذكرنا سابقاً من ما يجعل كل طفل مصاب بهذا الاضطراب متميز ومختلف.لكن اختلافه هذا لا يجعله متخلف فهو  يملك في بعض الاحيان قدرات متطوره  خياليه تفوق قدراتنا الانسانيه و تجعلنا نتوق للدخول الي عالم الاختلاف الذي يسكنه.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل