المحتوى الرئيسى

حصار غزة.. القصة التي لم تنتهِ فصولها بعد - ساسة بوست

06/12 16:01

اذا كنت تريد ان تعرف اكثر، هذه 6 نقاط تشرح لك:

في الخامس والعشرين من يناير 2006 توجه الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفه الغربيه (بما فيها القدس الشرقيه)، لصناديق الاقتراع لاختيار ممثليهم في المجلس التشريعي الفلسطيني “البرلمان” في ثاني انتخابات تشريعيه منذ اقامه السلطه الوطنيه الفلسطينيه في عام 1993، وشاركت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في هذه الانتخابات لاول مره، ثم فازت حماس باغلبيه لم يتوقعها الجميع حتي حركه حماس ذاتها.

حصدت حماس اغلبيه المقاعد بنسبه تقارب الـ60 % مقابل حصول جميع الحركات الاخري علي 40%، وذلك رغم ان المؤشرات تشير الي ان الحركه لن تحصل في افضل احوالها علي 30%. لكن غير المتوقع هو الذي حدث، وشكلت حمإس إلحكومه وحدث ما يعرف عالميًّا بالحصار.

يشتمل الحصار علي منع او تقنين دخول المحروقات والكهرباء والكثير من السلع، من بينها الخل والبسكويت والدواجن واللحوم ومنع الصيد في عمق البحر، وغلق المعابر بين القطاع واسرائيل. ويري بعض الدعاه والمفكرين، مثل الشيخ عبد الباري الثبيتي امام المسجد النبوي في المدينه المنوره، والذي قال في خطبه جمعه، ان مصر تشارك في الحصار بشكل غير رسمي، حيث اغلقت معبر رفح المنفذ الوحيد للقطاع الي العالم الخارجي من جانب مصر.

وعلي اثر هذا الحصار قام الالاف من الفلسطينيين في 23 يناير، 2008 باقتحام الحدود علي الجانب المصري والدخول للتزود بالمواد الغذائيه من مصر بعد نفاذها من القطاع.

وفي بعض الاحيان تسمح دوله الاحتلال بادخال نسبه قليله جدًّا من السلع (ادخلت مثلًا الكاتشب والمايونيز والمربي!!).

ولكن الحاجه الفعليه هي للمواد التي تسهم في اعاده الاعمار وهي مواد البناء والمواد المستخدمه في تنميه واقامه مرافق البنيه التحتيه، وكذلك المواد التي من شانها تحريك عجله النشاط الاقتصادي صناعيًّا وزراعيًّا وغيره.. وهذه كلها ممنوعه.

في 2007، تمكنت حركه حماس من السيطره بالكامل علي قطاع غزه، وذلك بعد محاولات انقلاب القيادي المفصول من حركه فتح محمد دحلان، علي حركه حماس.

وحدثت اشتباكات ضاريه بين الطرفين، ختمت بسيطره حماس علي القطاع بالكامل واشتد الحصار بشكل كبير، فاغلق الاحتلال كافه معابره التي تؤدي لغزه فيما اغلقت مصر معبر رفح المنفذ الوحيد من غزه الي العالم الخارجي، واضحت غزه محاصره تمامًا من البر والبحر والجو، ثم تردت الاوضاع اكثر حين اعلنت قوات الاحتلإل ألاسرائيلي ان قطاع غزه كيان معاد، وبلغ الحصار للقطاع ذروته حين تمكنت المقاومة الفلسطينية من اسر جندي صهيوني.

ادي الحصار الذي فرضته اسرائيل علي القطاع الي انعدام الحياه في غزه واثرت بشكل كامل عليها فقد منع الطعام والدواء والوقود وغيره!!

ويبقي السؤال.. كيف تغلب اهالي القطاع علي كل هذه الصعوبات؟

يعاني قطاع غزه من ازمه حاده في نقص الكهرباء وصلت لاكثر من 20 ساعه في اليوم الواحد، وارتقي خلالها العشرات من الاطفال جراء حرائق نشبت في البيوت اثر استخدام الشمع، ما اضطر الغزّيين للبحث عن وسائل اكثر امنًا في ظل ارتفاع اسعار الوقود، فوصلوا بعد محاولات مضنيه، الي طريقه (الليدات) وهي عباره عن مصابيح متناهيه في الصغر تعمل باقل قدر ممكن من البطاريات التي يتم شحنها مسبقًا، و”الليد” فكرته مستوحاه من فلاش كاميرا الهاتف المحمول وهو عباره عن شريط يضم اكثر من صف من الفلاشات، كالتي توجد في الكشاف الكهربائي المتداول في الاسواق، يتم تشغيله بواسطه بطاريه صغيره تشحن بين الفينه والاخري.

كما لجا الغزيون لوسيله اكثر ابداعًا تتمثل في توصيل جهاز “الانفيرتر” (يو بي اس) ببطاريه سياره، ويتم توصيلها باسلاك لتوليد الطاقه الكهربائيه، حيث يؤخذ التيار المستمر من البطاريه، ليتم تحويله الي تيار متردد يكفي لاناره المنزل وينعم الغزّيون بساعات من النور يبددون فيها ظلام الحصار.

منعت قوات الاحتلال خلال الاعوام السابقه ولاشهر طويله ادخال الوقود لغزه ما ادي لتعطل الكثير من مناحي الحياه بدءًا بالسيارات والمركبات العامه وصولًا الي سيارات الاسعاف، فلجاوا الي استحداث وسيله وهي دمج زيت الطعام مع زيت السيارات المنتهيه صلاحيته واضافه بعض المواد التي تمكن مصلحو السيارات من ابتكارها الي ان تعمل كوقود بديل ومؤقت، وفعلًا نجحوا الي حد ما.

وشهد الحصار في اوقات معينه حصارًا خانقًا في ملف الوقود، اذ لم يتوفر وقود لنقل حتي الجرحي وجثامين الشهداء في خطوط التماس فلجا الغزّيون الي نقل الجرحي خلال ساعات الاشتباكات مع العدو الصهيوني علي عربات الكارو دون ان يرفعوا الرايه البيضاء.

يواصل الاحتلال منع الاسمنت عن غزه الامر الذي سبب ازمه ماليه خانقه نظرًا لارتباط مهنه البناء بمعظم المهن التي تعمل في غزه (مثل البلاط والدهان وغيرها) وحاول الغزيون في الاعوام الماضيه ابتكار طريقه جديده للتغلب علي هذه الظاهره فابتدعوا البناء عن طريق الطين، وفعلًا تم بناء عدد من البيوت من الطين الحراري والذي يتم معالجته بطرق خاصه، كما قاموا باعاده تكسير الحجاره وتحويلها الي “حصمه” من اجل اعاده استخدامها مره اخري كما استخلصوا الحديد من البيوت التي يقم الاحتلال بتدميرها من اجل استخدامها في البناء مره اخري.

قام اهل غزه بصناعه عدد من الاسلحه المبتكره محليًّا، وذلك للتغلب علي الحصار ومنع الاحتلال ايه وسيله للمقاومه، وصنعوا صواريخ محليه الصنع اطلقوا عليها قسام وجعبري وناصر، واقصي، كما صنعت المقاومه، في العدوان الاخير علي غزه طائرات بدون طيار، الامر الذي عدته الاوساط العسكريه قفزه في صناعه المقاومه للاسلحه، ونفذت هجمات ضد الاراضي المحتله فيما اطلقت عليها المقاومه ابابيل، كما قامت المقاومه بابتداع سياسه الانفاق والتي نفذ خلالها المقاومون عددًا من الهجمات ضد العدو.

راجع تقرير صناعه السلاح في غزه.

يربط غزه بالعالم الخارجي عن طريق مصر معبر رفح، ذلك المعبر الذي يستخدم لنقل الافراد، والمغلق باستمرار، حتي لحظه كتابه هذه السطور “يستثني العام الذي فاز فيها الرئيس المعزول محمد مرسي حيث عمل المعبر بشكل جيد” ولطالما طالب الفلسطينيون بتوفير مساحه حره للتبادل التجاري، ولكن هذه المطالبات لم تر النور برغم اتفاقيه بين السلطة الفلسطينية والقاهره علي ذلك.

وعليه، حفر الفلسطينيون ما عرف بالانفاق وهي اخاديد تحت الارض علي الحدود بين رفح المصريه ورفح الفلسطينيه، وراجت البضاعه في غزه وتنفس الفلسطينيون الصعداء ثم جاء حراك الثالث من يوليو 2013 فاغلقت الانفاق وعاد الحصار علي اشده، ولا تزال السلطات المصريه تواصل، منذ عزل الرئيس المصري محمد مرسي تشديد اجراءاتها الامنيه والعقابيه التي تهدف للقضاء بشكل كامل علي ظاهره الانفاق في حدودها مع قطاع غزه.

واخر هذه الاجراءات اصدار الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي، قرارًا يقضي بتعديل بعض احكام قانون العقوبات، والمعاقبه بالسجن المؤبد لكل مَن يحفر او يستعمل نفقًا علي حدود البلاد، “بقصد الاتصال بجهه او دوله اجنبيه او احد رعاياها او المقيمين بها، او ادخال او اخراج اشخاص او بضائع او سلع او معدات او الات او اي شيء اخر”.

ما يعني ان حفر الانفاق اضحي جريمه يعاقب عليها القانون المصري الحديث ويقدر عدد الانفاق التي اضطر الفلسطينيون لحفرها منذ عام 2008 باكثر من 1200 نفق، ولم يعد يعمل منها سوي عدد قليل جدًّا بعد الحمله الامنيه التي شنها الجيش المصري علي الانفاق.

واغلقت السلطات المصريه معبر رفح لفتره تقدر بحوالي 70% من الوقت منذ فرض الحصار الاسرائيلي علي القطاع، فيما بقي المعبر في عام 2014، مغلقًا لحوالي 66% من الوقت.

حاول العديد من النشطاء، رفع الحصار عن غزه فدشنت بعض المحاولات، التي كُتب لجميعها نجاح محدود، فالحصار ما زال يخنق غزه يومًا بعد اخر. ومن هذه المحاولات:

اسطول الحريه 1: هو مجموعه من ست سفن، تضم سفينتين تتبع مؤسسه الاغاثه الانسانيه التركيه واحده من هاتين السفينتين “مافي مرمره”، ومولت السفينه الاخري بتمويل كويتي وجزائري، وثلاث سفن اخري تابعه للحمله الاوروبيه لرفع الحصار عن غزه حملت علي متنها مواد اغاثه ومساعدات انسانيه، بالاضافه الي نحو 750 ناشطًا حقوقيًّا وسياسيًّا، وتم الهجوم علي سفن اسطول الحريه في المياه الدوليه من قبل القوات الاسرائيليه، حيث قتلت 9 واصيب اكثر من 26 من المتضامنين، في احداث وصفتها مصادر عديده “بالـمجزره” و”الجريمه” و”ارهاب الدوله”.

اسطول الحريه 2: بعد اربعه اعوام من هجوم قوات “الكوماندوز” الاسرائيليه علي سفينه مرمره التي كانت في طريقها الي القطاع ضمن قافله اسطول الحريه الاول، مما اسفر عن مقتل عشره اتراك كانوا علي متنها، دشن الناشطون اسطول الحريه الثاني لكنه لم يتحرك، اذ تلقي تهديدات اسرائيليه بالقرصنه والهجوم ولجا القائمون عليه الي ادخال المساعدات عن طريق اسرائيل.

اسطول الحريه 3: وهو الذي يتم الاعداد له ومن المتوقع ان يشارك فيه الرئيس التونسي الاسبق المنصف المرزوقي، ومن المتوقع ان يصل للقطاع عبر ساحل البحر الابيض المتوسط نهايه يونيو الجاري 2015.

ومنذ عام 2007 وحتي الان ادي الي:

الحاق خسائر بناتج النمو المحلي الاجمالي بنسبه تزيد عن 50%.

نسبه البطاله في قطاع غزه وصلت الي 43 %، وهي الاعلي في العالم، في حين ارتفعت البطاله في صفوف الشباب الي ما يزيد عن 60% بحلول نهايه عام 2014.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل