"قمة الشعوب" في مواجهة السياسات الليبرالية

وتسعي "قمه الشعوب" لبناء قوه ضغط موحده، من اجل نتائج طموحه في اللقاء الدولي حول الاتفاق بشان المناخ الذي سيعقد في العاصمه الفرنسيه باريس في اواخر العام الحالي.

وجذبت القمه -التي عقدت علي هامش القمه الرسميه بين الاتحاد الأوروبي ودول اميركا اللاتينية ومنطقة الكاريبي- نحو 1500 مشارك، تقدمتهم اليدا غيفارا ابنه الزعيم اللاتيني تشي غيفارا، التي شددت علي ضروره التفكير "بصيغه الجمع لبناء مستقبل شعوب الغد".

كما شارك الرئيس السابق لنيكاراغوا، دانيال اورتيغا الذي يقود المفاوضات باسم مجموعه دول اميركا اللاتينيه والكاريبي في لقاء باريس بشان المناخ، حيث اعتبر ان الوقت حان لقياده جديده في المفاوضات الدوليه بشان المناخ.

وقال سنعمل مع الاتحاد الاوروبي من اجل التوصل الي اتفاق بشان المناخ، وسوف نبرز كيف يمكن للشعوب تنفيذ تغيير حقيقي من خلال العمل، معتبرا ان مواقف الشعوب اصبحت متقاربه اكثر من اي وقت مضي، "لذا ينبغي علي الحكومات ان تتعلم من العمل الجماعي علي ارض الواقع".

وتري الدكتوره سيسيل فيلانويفا، الباحثه في مجال البيئيات، ان من المهم ان يلتقي مواطنون من خلفيات ثقافيه مختلفه من جميع انحاء العالم، لتبادل الخبرات والتفكير معا لايجاد حلول عالميه للازمات الاقتصاديه والاجتماعيه المتزايده، "وهذا هو جوهر قمه الشعوب".

وشددت في حديثها للجزيره نت علي ان اثار تغير المناخ -مثل الجفاف والفيضانات- يمكن ان تسهم في تفاقم الانهيار الاجتماعي، وخاصه في البلدان الناميه مع ارتفاع معدلات الفقر والعنف.

واشارت -كمثال- الي منطقه البحر الكاريبي التي تواجه تحديات متعدده مع تغير المناخ، والتي تتراوح بين اعاصير اكثر كثافه وارتفاع منسوب مياه البحر الي هطول امطار شديده، مما يؤثر علي الامن الغذائي وتوفير المياه، "ولهذا السبب فلا بد من اعتماد استراتيجيات جيده لتفادي كل هذه الكوارث".

وهذه هي المره الاولي التي يتم فيها عقد قمه للشعوب جنبا الي جنب مع هذه القمه الرسميه التي تعقد بشكل دوري، غير ان هذا التقليد -الذي اصبح ينظم بموازاه كثير من القمم الدوليه- بدا يحصل علي اهتمام متزايد، اضافه الي التاثير في برنامج عمل هذه القمم والمحادثات الرسميه.

وتقول الناشطه الاجتماعيه البلجيكيه ناتالي ايغيرمونت، ان قمه بروكسل تاتي في وقت مهم خاصه بالنسبه لاوروبا، حيث بدات الحركات الاجتماعيه والاحزاب اليساريه في كسب التاييد الجماهيري والنجاح في الانتخابات المهمه، كما هو الحال في اليونان، والنجاح الذي حققته مؤخرا قائمه اليسار في اسبانيا والبرتغال وايرلندا وغيرها.

بدوره يري الدكتور فرانسيسكو دومنغيس، من جامعه ميدلسيكس البريطانيه، ان قمه الشعوب تظهر بروز اوروبا جديده بديله، تسعي الي تحقيق التضامن بين الشعوب وتعزيز العداله الاجتماعيه والمساواه بين الجنسين، "وقبل كل شيء العزم علي القضاء علي التمييز الاجتماعي".