المحتوى الرئيسى

أصغر موهبة في إلقاء الشعر.. "عشق الكلمة مالوش سن"

06/11 16:08

ان ينجذب احدهم للقصائد فصحي او عاميه، يهواها ويحفظها، تنساب كلماتها علي لسانه في سلاسه وتلقائيه، فالصوره الذهنيه لهذا الشخص علي اقصي تقدير؛ صبي او فتاه في مقتبل العمر، ولعوا بالاشعار فكتبوها او القوها، غير ان ساجد محمد عبد الفتاح كسر تلك الصوره، حين وقف ملقيا الشِعر، امام جمع المدرسين واصدقاءه الصغار مَن لا يزيد اعمارهم عن ثمان سنوات، في عيد الام كان ظهوره الاول بكلمات تليق بمن دعمته، "امي مش محتاجه حاجه.. لا لكلامي ولا للي بيا.."، بلسان صغير فصيح، قوي في حضوره والقاءه قال الصغير ذو السته اعوام، ليعاود الكَرهَ مرات اخري، في اكثر من مكان، اخرهم بدار الاوبرا، لا يهاب المتواجدين ممن لا يعرفهم، بثقه يلقي قصائد لشعراء كبار، يندمج مع كلمات عبد الرحمن الأبنودي، يلقبه بـ"الاستاذ الراحل" قبل القاء كلماته، وينفعل مع جمال بخيت "الاستاذ الكبير" -كما يقول عنه-، والذي مدحه اثناء ظهوره باحدي البرامج التليفزيونيه، ودعا للاهتمام به باعتباره اصغر موهبه القاء شعر في مصر.

كان "ساجد" بعمر اربع سنوات، حين عاد من المدرسه، بخطاب الي والدته، يعلمها بموعد الحفل المقام بمناسبه موسم الحج، لتعليم الطلاب الصغار المناسك عبر انشطه مختلفه، فقررت والدته هبه سعد ان تخلق له دور مميز، وربما يساعدها ذلك في طريق البحث عن موهبه ابنها.

استثمرت الام خبرتها كخريجه اعلام، وكتبت خطبه تُقال في مثل تلك المناسبات، وقراتها علي "ساجد"، الذي فاجئها بتلقائيه شديده، وسرعه بديهه، في القاء الكلمات وحفظها بطريقه لافته، انتبهت لها والدته "وعرفت من ساعتها ايه الشيء اللي ممكن يكون مميز فيه" كما تقول والدته.

منذ اللحظه التي ايقنت "هبه" شيء مميز في ابنها، قررت ان تاخذ بيده الصغيره، تشجعه، تخبره انه مميز، وصار الشعر وصله قرب بين الصغير وامه، تزيده ثقه يوما تلو الاخر، بنفسه من ناحيه، وبين الاهل "والده بيفرح لما بيشوفه بيقول شعر"، وكذلك الاقارب وبالمدرسه، الذي بات معروفا بينهم بموهبته في الالقاء.

"علمتني حاجات كتير مش بالدراسه بالوراثه" كانما يتحدث عن امه، قال الصغير كلمات الشاعر عبد الله حسن، اكثر مَن يلقي اشعاره "عشان لغته بسيطه وسهله واشعاره جميله" كما يعبر "ساجد"، فوالدته من قبله تعشق الشعر، وتهوي كتابته، وكثيرا ما تدير مقاطع مسجله للاشعار علي جهاز الكمبيوتر الخاص بها، وبينما كانت تستمع لاحد قصائد الشاعر الذي اصبح مفضلا لدي ابنها، تاكدت من موهبه صغيرها، حين طالبها باعاده ما تسمع مره اخري، واخذ يكرر الكلمات من تلقاء نفسه، وتطور الامر "انه بقي يحاول يكلم الناس بكلام موزون"، فقررت تدريبه علي النطق الصحيح للكلمات، وفهم معانيها، وباتا يتشاركان معا هوايه محببه.

اينما كان "ساجد" يكون علي استعداد لالقاء بعض الابيات، رغم انه "لسه القراءه والكتابه علي القد"، عن حب مصر، ورساله العمه يامنه لابن اخيها "الابنودي" وغيرها يلقي الاشعار بتلقائيه، البعض يحاول استغلال موهبته سياسيا، لكن الام تقف لذلك بالمرصاد. يوما بعد الاخر يزيد حب الصغير لهوايته، يدرك انها اكثر جذبا للكبار، فيما رفاقه الصغار "بيسمعوا وخلاص"، لكنه يعلم انه سمته المميز، فيتمسك به اكثر "لما اكبر هكتب شعر"، ويحاول تدوينه كما تقول والدته "كتب حاجه صغيره لكنها غير موزونه".

علي مسرح مدرسته "نايل جاردن للغات" صار "ساجد" ضيفا اساسيا منذ نحو عامين، بكل حفله تقيمها المدرسه يلقي طالب الصف الاول الابتدائي ابيات يحفظها، يُخيل اليك لوهله انه مَن كتب الكلمات، لكنه ما اضفي عليها غير روحه البريئه والمُقدِره في الوقت ذاته لما يقول، لذا بات ميعاد تدريبه بمثابه واجب يومي مع والدته، ساعتين يجتمعان معا لمراجعه وحفظ شيء جديد، تتهلل اساريره لتمكنه من قصيده عن قصه ذبح سيدنا ابراهيم لابنه اسماعيل "لما قلتها بكيت وده معناه اني اتاثرت" مبتسما يقول.

فرحه الصغير بقدر الشهره التي نالها من ظهوره بالتليفزيون، لا تضاهي سعادته حين يلقي ابيات من قصيده، حفظها بشغف، وحب يلقاه ممن يعرف خاصه المشتركين فيما يهوي "اجمل حاجه سمعتها لما الشاعر عبد الله حسن قال لي انه قعد سنه يدور عليا.. والله العظيم تلاته كنت فرحان جدا" يقولها الطفل الاسمر ذو العوينات الطبيه الصغيره كعمره.

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل