المحتوى الرئيسى

بريطانيا: نجوم الروك والبوب يتبادلون موقعهم من السياسة - BBC Arabic

06/11 13:08

تشير الانتخابات العامه الاخيره في بريطانيا الي حدوث تغيير مهم – فبينما اظهر نجوم اغاني موسيقى الروك حاله من عدم الاكتراث، عبر مغنو البوب علنا عن ارائهم. يلقي مارك بومونت في هذا التقرير الضوء علي هذا التغيير.

في السابع من مايو/ ايار، توجه الناخبون في بريطانيا الي صناديق الاقتراع للادلاء باصواتهم في الانتخابات البرلمانيه فيما قيل لنا انها ستكون الانتخابات العامه الاشد تنافسيه في الذاكره الحديثه.

كانت الحكومه الائتلافيه بين حزب المحافظين برئاسه ديفيد كاميرون وحزب الديمقراطيين الأحرار برئاسه نك كليغ تواجه تحدياً قوياً من قبل حزب العمال بزعامه ايد ميليباند. وتكهن جميع المحللين واستطلاعات الراي تقريباً بان تؤدي الانتخابات الي برلمان معلق (بدون اغلبيه).

كانت انتخابات العمر، حتي ان كل شخص ذي شان او صاحب منصه للتعبير عن الراي كان بامكانه التاثير في النتيجه.

فمثلاً، غير الكوميدي والناشط البارز راسل براند موقفه في اللحظه الاخيره من الدعوه الي عدم التصويت لتاييد حزب العمال والانضام الي حشود المؤيدين لميليباند الذين استخدموا موقع تويتر لنشر صورهم ووجوههم مغطاه بانواع من الطعام مع هاشتاغ #كلنا ايد، وذلك بعد ان سخر منه معارضوه بسبب صوره له وهو يتناول شطيره بشكل غير لائق.

من المتبع تقليديا، انه عندما تُتاح فرصه الاطاحه بحكومه يمينيه التوجه، تخرج اعداد من نجوم موسيقي الروك بكل ثقلها لدعم حزب العمال. والسؤال هو اين كانت اصوات نجوم الروك في عام 2015؟

ادت هذه الانتخابات العامه الي استقاله نِك كليغ بعد الهزيمه الساحقه التي لحقت بحزبه. ولكن اذا كان هناك شخص اسوا منه حالا فانه سيكون فارس بدوان من فرقه الروك (ذا هوررز). فقبل ايام من فتح صناديق الاقتراع، نُقل عنه قوله في مقال بمجله (ان.ام.اي) حول انحسار الموسيقي الاحتجاجيه "التصويت هو لاولئك الذين ليس لديهم خيالهم الخاص. انه لجيل مختلف. انك لا تحقق اي شيء."

اشتعلت مواقع الانترنت. ظهر العنوان الرئيسي لاحد المواقع كالتالي: "’فارس بدوان‘ من فرقه ذا هوررز يعرض رايا غبيا للغايه حول السياسه والتصويت". اما بالموقع الالكتروني لصحيفه الغارديان فظهر عدد كبير من المعلقين الذين صوبوا سهام الانتقاد اليه. وعبر تويتر، لاقي بدوان اسوا من ذلك حيث اطلقوا عليه اوصافاً مثل "مستهتر"، و"شخص مجهول غبي ومعتل العقل".

كان لانفصال فارس عن العمليه السياسيه صداه لدي العديد من الموسيقيين المعاصرين الاخرين علي نفس الصفحات. كتب اوين لوفليس من فرقه (درينجز) ان "اكثر اصدقائنا هم بعمرنا ويشعر معظمهم حقاً بالسخط. لا اريد ان انحاز الي جهه او حزب ما." اما دان سنيث من فرقه (كاريبو) فكتب "يصعب ان تعرف كيف تساهم في ذلك."

حتي نجوم فريق (ذا برويجي) الذين يظهرون علي غلاف مجله (ان.ام.اي) كانت لهم مواقف مشابهه. يقول كيث فلينت "كلهم محتالون والجميع يكذب. لن اصوت لايّ واحد منهم."

ومن خلال تتبع ردود افعال عالم الموسيقي ازاء الانتخابات، فان ما ذهب اليه بدوان بان التصويت هو "لجيل مختلف" يبدو وكانه جاء في الايام التي تلت فوز المحافظين المفاجئ بالانتخابات.

في الليله التاليه لاعلان النتائج قال غراف ريز من فرقه (سوبر فيوري انيمالز) عبر كاميرات الانترنت التي نقلت عرضهم في لندن الي جميع انحاء العالم "حصلت حكومه يمينيه مرعبه علي السلطه. اغضبوا، واستمروا في الغضب لخمس سنوات."

يبدو ان الحرس القديم قد تسلح بكل امكاناته، ولكن اين كانت الاصوات الاحتجاجيه لشباب اغاني الروك؟ حتي الفرق الجديده التي تعبر عن رايها بقوه مثل فرقه (سليفز) ظلت هادئه نسبياً، مع العلم ان احدي اغنياتها الجديده تهاجم الحياه عديمه الجدوي في لندن.

عندما تعالي الهتاف "كلنا نكره المحافظين" في عرضهم الغنائي بمدينه مانشستر بعد يومين من الانتخابات، دعا المغني ايزاك هولمان حشد المستمعين الي ان "يبقوا السياسه بعيده عن هذه الامور، فقد سئمتُ سماع اي شيء عنها."

لاول وهله، يتراوي لنا وكان الجيل الجديد من الموسيقيين يؤكد الاعتقاد السائد بان الاعلام يحاول ابعادهم عنها، حيث نُصِح نجوم الفن بتجنّب السياسه مهما كلف الامر.

بعد فوز توني بلير بانتخابات عام 1997، زارته في مقر الحكومه فرق موسيقيه من البوب البريطاني للتهنئه بالفوز، ولكنها ندمت علي ذلك بعد احساسها بخيبه امل من حكم دام 13 لحزب العمال.

وتفكك الاتحاد التقليدي الذي كان يربط موسيقي الروك البديله مع سياسات اليسار.

اختار معظم الموسيقيين ان يناوا بانفسهم عن السياسه. وعندما كانوا يُسالون عن رايهم في احدث التطورات السياسيه اصبحت عباره "لا اعرف ما يكفي لكي اعلق علي الموضوع" عباره مالوفه. اصبح التعبير عن الراي مثيرا للقلق وله مخاوفه.

مثال علي ذلك الموقف الحذر الذي تبناه فرانك تيرنر الذي تلقي تعليمه بمدرسه (ايتون)، ارقي المدارس الحكوميه البريطانيه التي يدرس فيها ابناء الشخصيات البارزه ومنهم اميرات وقاده احزاب سياسيه في المستقبل.

عندما بحث احد الصحفيين بصحيفه الغارديان في ملفات قديمه، وجد مقابلات اجريت مع تيرنر وصف فيها الحزب القومي البريطاني بانه "حزب يساري متشدد" واعتبر في مقابله اخري ان "الاشتراكيه تراجعت". وتلقي تيرنر تهديدات بالقتل علي بعض صفحات الانترنت بعد ان كشف الصحفي البريطاني عن هذه المقابلات. وبعد ان ايا من الاحزاب السائده لا يمثلهم، وبسبب العواقب الوخيمه للتعبير عن اراء "غير صحيحه"، فقد فضل معظم الفنانين عدم التاثير علي اراء ابناء جيلهم والبقاء صامتين.

ضمن الفرق الشابه، كان رد الفعل تجاه نتيجه الانتخابات سلبيا بصوره مستغربه. فجماعات موسيقي الروك الصغيره اظهرت بالكاد دعمها لايد ميليباند عبر نشر صورته وهو يحمل اول عدد يظهر فيه فريق (بيس) علي غلاف مجله (ان.ام.اي).غير ان الصدمه الحقيقيه كانت في حاله الانفتاح السياسي لعالم موسيقى البوب.

نزلت شارلوت تشرتش الي الشارع لتلقي كلمه في تجمع مناهض لسياسه التقشف بمدينه كارديف. اما ايلي جاكسون من فرقه (لا روكس) فكتبت عبر صفحتها بموقع تويتر "سافتقد هيئه الخدمات الصحيه الوطنيه". بينما قالت بالوما فيث "يجب علينا ان نتظاهر في الشوارع!".

حرر انفتاح وسائل التواصل الاجتماعي اعضاء هذه الفرق من الضوابط الصارمه لعلاقاتها العامه، وحدث انقلاب في المعايير المقبوله لتعليقات البوب السياسيه. ابدت موسيقي الروك عدم اكتراث، بينما انتفضت موسيقي البوب.

بالطبع، ادلي نشطاء الروك الاكثر صراحه بدلوهم ايضا في الامر.

كتب روو رينولد"من فرقه (انتر شيكاري) الكثير من التغريدات طيله فتره الانتخابات معرباً عن دعمه للمسيرات التي كانت تهاجم سياسه التقشف والتي اتجهت صوب مقر الحكومه في اعقاب الاعلان عن نتائج الانتخابات.

أهم أخبار فن وثقافة

Comments

عاجل