المحتوى الرئيسى

أعمال فنية في الطرق لتسليط الضوء على الكائنات المهددة بالانقراض - BBC Arabic

06/11 13:08

علي جانبي طريق يمر في غابات كثيفه قرب مدينه "كيب تاون"، بدات اشكال حيوانات غامضه وبرّاقه في الظهور منذ حوالي سته اشهر.

وتجد حالياً فراشات جبليه، والضفدع الشبح، وحرباء كيب تاون، ومجاميع اخري من الطيور– وتستوطن جميع هذه الاجناس مقاطعه كيب الغربية في جمهورية جنوب أفريقيا.

تم تجسيد كل هذه الحيوانات ضمن 40 عملاً فنياً، وهي تمثل "حديقة حيوانات" ملفته للنظر تضيء شارع "رودس درايف" في الليل. ويعد "مشروع الكائنات المتوطنه" مجمعا فنيا وصوتيا يولد شعوراً غامراً لدي من يشاهد هذه الحيوانات.

وقد صمم ذلك المشروع الفنان ومخرج الافلام المحلي برايان ليتل، الذي يامل في توعيه الناس بالحياة البرية المتميزه التي تحيط بمناطق "كيب تاون"، اذ ان قسماً منها مهدد بالإنقراض.

اثناء قياده السياره في ذلك الشارع بسرعه 50 كيلو متر في الساعه، وعند الوصول الي اول عمل فني، يُحثّ السائق علي تحميل تسجيل صوتي (مجاناً).

يعلِمهم التسجيل الصوتي عن اجناس وانواع الكائنات المتوطنه في البيئه المحليه ليستمتعوا تماماً بمناظرها.

تستغرق فتره المرور بذلك الشارع، بتلك السرعه، من خمس الي ست دقائق.

لم يتقدم السيد "ليتل" باي طلب من السلطات ليبدا مشروعه الممول ذاتياً. رغم ذلك، فانه لم يتسلم اي شكوي حتي الان.

صنع "ليتل" نماذج الحيوانات مستعملاً اشرطه عاكسه للضوء؛ وعندما يحلّ الظلام وتمر السيارات علي الطريق الجبلي (وطوله 7 كيلو مترات)، تعكس اشكال الحيوانات اشعه ضوء السيارات.

ويمكنك في هذه الاثناء الاستماع الي التسجيل الصوتي المرافق للجوله، والذي صممه مهندس الصوت "سيلفان ازتوك" مستعملاً انغاما مستوحاه من الطبيعه، وأصوات الحيوانات والطيور.

وقال "ليتل" لـ "بي بي سي ايرث": "تجد تماماً ضمن حدود المدينه شارعاً طبيعياً بشكل لا يصدق. انه حقاً مظلم وغريب وغامض، لكنه في الواقع جميل جداً".

كما يشرح "ليتل" امله في الهام اناس اخرين ليشعروا بضروره "البحث مجددا عن العالم الطبيعي" وذلك بتوجيه السؤال التالي اليهم: "ماذا يعني بالضبط ان توجد انواع من الكائنات المتوطنه في منطقتك؟".

واضاف انه كان قلقاً للخطوره التي يمكن ان تسببها اشكال الحيوانات بالنسبه لقائدي السيارات، ولذا اختبر مرحله تجريبيه "وضعتها بعنايه فائقه لكي يراها الناس من مسافه بعيده".

ويامل "ليتل" في ان تؤدي الفكره النهائيه للمشروع، وبشكل مؤقت، "الي تجنب الناس لتلك التنقلات الممله" ونقلهم الي "عقليه ذات سحر خالص".

يقع "متنزه جبل الطاوله الوطني" علي احد جانبي شارع "رودس درايف". ويعد المتنزه بقعه جميله ومنطقه مهمه لتنوع الاحياء فيها. وقد ساهم والد "ليتل" في انشائها، مما الهب حماس واهتمام الفنان نفسه بالمحافظه علي البيئه.

ويطل "جبل الطاوله" علي مدينه "كيب تاون"، وهو موطن لما يقرب من 1.470 نوعاً من الزهور، و 70 في المئه منها يوجد علي هذا الجبل فقط.

كما ان المتنزه الوطني يعد موطنا لحيوانات متنوعه، بما فيها نوع من السعادين يعرف باسم "رباح شاكما"، والوبر الصخري، ومستعمره من طيور البطريق النادره التي تعيش في البريه.

غير ان "ليتل" اختار 16 نوعاً متوطناً من نباتات الفنبوس– وهي شجيرات كثيفه تمثل غطاء نباتيا يضم تنوعا كبيرا للغايه من الكائنات الحيه- لكي يمثلها في مشروعه.

وتشمل هذه الانواع "طيور التمير"، التي تتميز بالصدر البرتقالي وتحب رحيق الزهور. ويقوم هذا النوع من الطيور بدور مهم في تلقيح نباتات الفنبوس. ويمتاز الذكور منها علي الاخص بالوانه الجميله الزاهيه، وبالرؤوس والحناجر الجميله، والظهور الخضراء.

الحيوان الاخر الذي تم تجسيد شكله هو "السلحفاه الهندسيه". وقد سُمّيت بهذا الاسم بسبب ترسها المنقوش بروعه. انه من الحيوانات المهدده بالانقراض ويعتقد انه ضمن قائمه الـ25 نوعاً من انواع السلاحف وسلاحف المياه العذبه الاكثر عرضه للانقراض في العالم.

ويعود الانخفاض الحاد في اعدادها في العقود الاخيره الي زياده افتراسها، وكثره حوادث حرائق الغابات.

ومن الحيوانات الاخري المهدده بشده بالانقراض الضفدع الشبح، الذي يعيش في نطاق محدود جداً من الغابات والارض البور علي السفوح الجنوبيه والشرقيه لجبل الطاوله. ويعتقد بان اعداده في تناقص مستمر.

لا تساعد نباتات الفنبوس علي عيش الحيوانات الكبيرة، الا ان احد الثدييات المجسده في الاشكال الفنيه هو "ظبي كيب". انه ظبي صغير الحجم، وبخلاف بعض الاحياء المتوطنه في نباتات الفنبوس، فهو شائع محلياً وقادر علي التكيف. انه من الحيوانات الليليه في الاساس، ومع ذلك فمن النادر رؤيته لانه غالباً ما يكون تحت الاحراش الكثيفه.

كانت ردود افعال المقيمين في "كيب تاون" نحو "مشروع الكائنات المتوطنه" ايجابيه جدا، بحسب "ليتل".

ويضيف ليتل: "لم استطع ان اصدق ردود الفعل. فقد حظي المشروع بشعبيه هائله علي الفور".

وتضيف "بريا ريدي" من بلديه مدينه كيب تاون المسؤوله عن شارع "رودس درايف" قائله: "تفتخر البلديه بابتكارات المقيمين فيها. نحن نرحب بايه بادره تضيف الي الجوانب الجماليه لمدينه ’كيب تاون‘ وكل ما يسلط الضوء علي التزامنا بالتصميمات المبتكره".

تعود اهميه "مشروع الكائنات المتوطنه"، جزئياً الي احتمال سرقه بعض الاعمال الفنيه لاشكال الحيوانات. فهي تعكس "الشعور بالخساره" لاجناس وانواع في طريقها الي الانقراض من عالمنا الحقيقي، كما يوضح "ليتل".

أهم أخبار فن وثقافة

Comments

عاجل