المحتوى الرئيسى

"التاريخ".. ساحة الحرب بين روسيا والغرب حول أوكرانيا

06/09 18:09

اصبح التاريخ سلاحا في معركه روسيا مع الغرب حول اوكرانيا، ويعول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين علي بطولات الماضي لتاجيج المشاعر الوطنيه وكسب مزيد من التاييد لموقفه.

في مايو 2015 اقيمت، في روسيا، احتفالات باذخه في ذكري هزيمه ألمانيا النازيه في الحرب العالمية الثانية، وادلي بوتين بالعديد من التصريحات في هذا الصدد، وطبعت كتب مدرسيه تؤرخ من منظور جديد في خطوات تبرز جميعها ما يصفه بعض المؤرخين المستقلين بانه روايات تحرف الماضي، او علي الاقل تعيد كتابته.

فالاتفاق النازي السوفيتي، الذي قسم بولندا عام 1939، ومنح موسكو السيطره علي معظم اراضي المنطقه، التي اصبحت اوكرانيا وروسيا البيضاء ودول البلطيق، بات ينظر اليه من منظور ايجابي الان.

وامكن ايجاد ذريعه جديده للغزو الذي قاده السوفيت لتشيكوسلوفاكيا عام 1968، كما تم التخفيف من حده بعض ابشع الجرائم التي ارتكبت في عهد الدكتاتور السوفيتي جوزيف ستالين، وفقا لرويترز.

"هذه وقفه قويه في الجدال الدائر حول التاريخ"، هكذا وصف الكسي ميلر استاذ التاريخ بالجامعه الاوروبيه في سان بطرسبرج ما يحدث، قائلا "كل الاطراف تشوه الماضي.. التاريخ ضحيه الازمه الحاليه في العلاقات بين روسيا واوروبا".

واضاف ميلر "حروب ذاكره اندلعت بين روسيا والغرب وجيرانها من الجمهوريات السوفيتيه السابقه، كدول البلطيق واوكرانيا؛ حيث يزداد تفسير التاريخ بمناظير مختلفه كل يناسب غرضه السياسي، واظهر بوتين، الذي ينفي اتهامات الغرب بارسال قوات واسلحه للانفصاليين الموالين لروسيا في شرق اوكرانيا، انه يدرك جيدا قوه التاريخ، وربما لا يكون هذا مستغربا علي رجل نشا في الاتحاد السوفيتي الذي سخر التاريخ لتمجيد الشيوعيه وتشويه الغرب وشجب "اعداء الشعب".

قال بوتين في لقاء جمعه بمجموعه من المؤرخين في نوفمبر الماضي "عندما نظهر اننا علي حق وان اعمالنا تفيد المجتمع والدوله والشعب... سيظهر ملايين من المؤيدين لنا"، وفقا لرويترز.

ابدي اهتمامه الشديد ايضا بالكتب المدرسيه الجديده التي تصف نجاحه في "ضمان وحده المجتمع واتساقه" في الداخل و"الدفاع المستمر عن المصالح الوطنيه" في الخارج.

ويتعلم الاطفال في روسيا ايضا من خلال الكتب المدرسيه الجديده كيف ان زعماء السوفيت واسلافهم القياصره دافعوا باستماته عن روسيا امام اعتداءات الغرب ومكائده.

وتظهر الكتب المدرسيه كيف ان اتفاق 1939 الذي قسم بولندا كان رد فعل مبررا لسياسات الغرب التي كانت تشجع الزعيم النازي ادولف هتلر علي مهاجمه الاتحاد السوفيتي.

ودافع بوتين عن الاتفاق في مرات عديده، احداها عندما زارت المستشاره الالمانيه انجيلا ميركل روسيا في مايو الماضي، حين قال "الاتفاق كان لازما للدفاع عن الامن القومي للاتحاد السوفيتي".

اما اجهزه الاعلام الرسميه فسلاح مهم في الحرب الاعلاميه الروسيه مع اوكرانيا والغرب، الذي فرض علي موسكو عقوبات اقتصاديه، بعد ان ضمت شبه جزيره القرم الاوكرانيه العام الماضي، كما انها ايضا جزء من المعركه علي سجل الماضي.

وبثت قناة روسيا-1 التلفزيونيه، فيلما وثائقيا في 23 مايو الماضي، يعطي تفسيرا جديدا لقيام جيوش حلف وارسو بغزو تشيكوسلوفاكيا عام 1968، حين كانت جزءا من الكتله السوفيتيه، وسحق ربيع براج الذي كان يهدف لاقامه "اشتراكيه ذات وجه انساني".

واستشهدت القناه بوثائق قالت انها اكتشفت حديثا، وقالت ان الغزو كان يهدف لحمايه البلاد من انقلاب بدعم من حلف شمال الاطلسي، كان يجري التخطيط له من وراء ستار ربيع براج.

وقال مسؤولون تشيك وسلوفاك ان الفيلم شوه الحقائق، وقالت وزاره الخارجيه السلوفاكيه ان سلوفاكيا "ترفض كل محاولات اعاده كتابه التاريخ."

وخلال الازمه الاوكرانيه رسمت موسكو صوره للروس الاصليين او الناطقين باللغه الروسيه الذين يعيشون في الجمهوريه السوفيتيه السابقه، وكيف انهم مهددون من قبل الفاشيين.

واقرت روسيا قانونا يجرم "اعاده تاهيل النازيه" ويعاقب المتهمين بها بالسجن لما يصل الي ثلاث سنوات.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل